- نتائج تحليل الكشف عن "كورونا" السلبية لحاملي الأعراض تصنع الجدل - أخصائيون يشددون على الوقائية والتلقيح لتحديد مسار الجائحة - بدء ضعف وانكماش "أوميكرون" شهر مارس عاد معدل الإصابات بفيروس كورونا للارتفاع من جديد، وعادت معه بقوة موجات البرد والأنفلونزا الموسمية لتخلط أوراق قطاع الصحة مرة أخرى وتخلق حالة من الهلع والاستنفار بمصالح "كوفيد" وبمؤسسات الصحة الجوارية وحتى بمخابر التحاليل الخاصة، وسط هجوم المتغير "أوميكرون" الذي تجاوز 82 حالة مؤكدة على المستوى الوطني وبين استمرار اجتياح "دالتا" وتشابه أعراضهما بأعراض الزكام الحاد. وبينما يتجاوز عدد الإصابات اليومية الجديدة بالجزائر 500 حالة، تسجل ولاية وهران أزيد من 100 إصابة بفيروس "كورونا" يوميا حسب لجنة متابعة تفشي الوباء بالولاية، والتي أكدت عدم وجود أرقام دقيقة تؤكد وجود إصابات بالمتغير "أوميكرون" الذي يحتاج الكشف عنه إلى كواشف خاصة لا تتوفر إلا بمعهد "باستور" بالعاصمة، وكشفت مصادر طبية أن الوضع الوبائي بولاية وهران يسير نحو منحنى تصاعدي مقلق والدليل هو الضغط الحاصل بمستشفيي النجمة والكرمة وباقي المصالح التي امتلأت عن آخرها، مما يستدعي العودة الاستعجالية إلى فرض تطبيق الإجراءات الوقائية والإسراع في أخذ اللقاح المضاد لكبح جماح "أوميكرون" الذي وإن كان أقل شراسة من "دالتا"، إلا أن ما يميزه هو سرعة الانتشار وانتقال العدوى بين الأشخاص في ظرف وجيز. ارتفاع الإقبال على تحاليل "كورونا" و30 بالمائة من النتائج سلبية في هذا الروبورتاج أردنا ربط عودة انتشار وباء "كورونا" بمختلف متحوراته وخاصة "أوميكرون" بموجة الأنفلونزا الحادة والمتكررة والتي أصابت العديد من الأشخاص أكثر من مرة خلال شهر جانفي الجاري، وأعراضها القشعريرة والإرهاق والصداع وانسداد الأنف والسعال أحيانا، وتشبه هذه الأعراض أعراض المتغير "أوميكرون" التي تلخصها الطبيبة العامة بواس نزيهة في آلام العضلات والظهر، انسداد الأنف، التعرق ليلا، السعال الجاف، حكة الحلق، الخمول والإرهاق والحمى والصداع والإعياء والإسهال، وهذا ما يدفع الكثير من المصابين بالزكام إلى الشك في إصابتهم بالوباء والإسراع في إجراء الفحص السريع للكشف عن وجود الفيروس من عدمه، وهو الأمر الذي ساهم في رفع الإقبال على مخابر التحاليل الطبية الخاصة رغم غلاء الأسعار التي تتراوح بين 7500 و 8500 دج بالنسبة لتحليل " PCR ومابين 2500 إلى 3500 بالنسبة للتحليل السريع، إلا أن 30 بالمائة من نتائج الفحص تكون في الغالب سلبية، وهذا ما أكده المشرفون على عدد من المخابر بمدينة وهران، مرجحين أن الأعراض التي كان يحملها المرضى هي أعراض الأنفلونزا. وفي جولة قمنا بها على مستوى مؤسستي الصحة الجوارية "بوعمامة" و«الأمير خالد"، تبيّن أن أغلب المرضى الذين وجدناهم في قاعات الانتظار يحملون أعراض "أوميكرون" المذكورة، ومن المواطنين من يزور الطبيب فقط للحصول على الوصفة الطبية وشراء العلاج المناسب لحالته، ومنهم من يتم توجيهه لإجراء الفحص السريري للتأكد من إصابته من عدمها، وفي كثير من الحالات يكتفي الأطباء بنصح المريض بالبقاء في الحجر المنزلي لمدة أسبوعين، وهذا نظرا لعدم قدرة الكثير من المواطنين على تكاليف تحاليل الكشف عن كورونا –حسب ما ذكره أحد أطباء الصحة العمومية. وبالموازاة وجدنا بالمخابر أعدادا من المواطنين جاؤوا أيضا لإجراء الفحص السريع، وتصادفنا مع صدور نتائج بعض منهم وكانت سلبية رغم الأعراض الحادة التي يحملونها، مما زاد من شكوكهم في إصابتهم بأوميكرون. وبالصيدليات أيضا يتوافد عشرات المواطنين في ظرف ساعات قلائل لشراء المضادات الحيوية والفيتامينات المعززة للمناعة دون وصفة طبية، وهذا ما يزيد من خطورة الوضع ان كانت الحالة مصابة بكوفيد حسبما أكده الأطباء، وهذا محور آخر يحتاج إلى روبورتاج مفصل.