كنّا نحسب أنّ مآسي إفريقيا وجبة جاهزة ، توابلها مرّة ، تطبخ خارج مجالها الجغرافي و بحبكة مستعمرها القديم الذي عاد في صورة مختلفة من أجل الابتزاز. و من فرط ما يتباكى أبناؤها بتصوير أنفسهم دوما في إطار المظلومين يهبّ لها العالم دفاعا و ردا للبلاء عنها. و لكن عنّدما يجلس على عرش المستديرة - التي غطّت على السياسة و الاقتصاد - أمثال صاموييل إيطو رئيس الاتحاد الكاميروني للعبة ، و البلد تحجّ إليه هذه الأيام عيونُ العالم للتفرّج على مهزلة بنطُها العريض ، إفريقيا التعسة . إيطو الذي يعتقد بأنّ "كان" الكاميرون طريق معبّد نحو حجز بطاقة الوصول إلى "الكاف" دون منافس أو منغّص له ، ثم ربّما عضوية " الفيفا " على درب المسار الحافل بالفضائح لثعلبه الأكبر عيسى حياتو ، له مجال واسع لاستلهام الدرس من الأفارقة أنفسهم ، رغم أنّ حياتو تربّع على عرش الاتحاد الإفريقي لكرة القدم 29 سنة ( يروح جيل و يجي جيل ) لتظل الفضائح تلاحقه إلى 2021 و لنا في الصفقة المشبوهة للنقل التلفزيوني عبرة لمن أراد التعرّف على أبناء الكاميرون و كيف يسقطون في مطبّاتهم. و« الكان " ليس مكتوبا لها أنّ تبقى الدهر كاملا في الكاميرون ، لكنّها أبانت عن أنياب الذئاب المتربّصة بلحم أبناء جلدتها ، و قد تفنّن مًن حذّر منه غواديولا و لم يصدقه العالم يومها - تفنّن - في إهانة الجميع بتنظيم أسوأ دورة للكأس الإفريقية في تاريخها ، فما من فريق يغادر ال "كان " المشؤومة إلّا و يدلي بتصريحات عجيبة ، لا ملاعب ، لا إيواء ، لا أمن ، لا نقل ، و لنا في اندفاع الجماهير بعد ماتش كاميرون - جزر القمر و وفاة تسعة متفرجين ، و حشر أكثر من سبعة لاعبين في غرفة نوم واحدة و تجسيد الأفضلية حتّى في ركون طائرات دون أخرى في مطار ياووندي و و و الدليل القاطع أنّ الكاميرون خارج التغطية ، و قد أساءت إلى نفسها أوّلا ُثم إلى السمراء فاللعبة في حدّ ذاتها و أكدت أنّ بهذا التنظيم لا أحد يحترم القارة المريضة بأبنائها أولا . و يقول الأفارقة لإيطو أنّ حياتو الذي خلد في المنصب ما شاء له الرعاة كان يعتقد أيضا أنّه قادر على إزاحة بلاتير من على الاتحاد الدولي للكرة بحبك الخطّة و القبول بتدوير خيوط لعبها عبر جميع الاتحادات لاسيما الإفريقية مع أنّ الولاياتالمتحدة التي شنّت حربا شرسة على بلاتيير و بلاتيني و فالكه باستخدام القضاء السويسري لم تطلب منه فعل ذلك ، و لكن عادة الرقّ لا يرفعون رؤوسهم حتى يعرفوا أنّ الأمر ليس موجّها لهم فقد جُبِلوا على الاستكانة أمام الأسياد و ازدراء بني جلتهم.