ألقى قرار إستقالة جوزيف بلاتير من رئاسة الفيفا بظلاله على يوميات المنظومة الكروية العالمية، حيث تضاربت الأخبار أمس بخصوص مصير العجوز السويسري، و مدى ضلوعه في قضايا الفساد التي فجرت الوضع و هزت أركان الإتحاد الدولي لكرة القدم منذ نهاية الأسبوع الماضي، لكن بلاتير إلتحق صبيحة أمس الأربعاء بمكتبه في مبنى الفيفا و زاول مهامه بصفة عادية كمسؤول أول على رأس هذه الهيئة، على اعتبار أنه تعهد خلال «خطبة الإنسحاب» التي ألقاها مساء أول أمس الثلاثاء، بالبقاء في منصبه إلى غاية إنتخاب خليفة له سواء في أواخر ديسمبر القادم أو في مارس 2016. و أكدت متحدثة بإسم الإتحاد الدولي لكرة القدم أمس في تصريحات أدلت بها للإعلاميين الذين تجمعوا أمام البوابة الرئيسية لمقر الفيفا بمدينة زيوريخ السويسرية لترصد حركة بلاتير بعد سويعات من قرار إنسحابه، أن رئيس هذه الهيئة إلتحق بمكتبه بصفة عادية، و بشكل روتيني وفقا لما تعود عليه، و كأن قرار الإستقالة و عرض عهدته على الجمعية العامة لم يكن، إلى درجة أنه عمد إلى العمل بنفس الوتيرة، مع محاولة فرضه الهدوء و النظام، قبل أن تخلص إلى القول: « كل شيء يسير بشكل عادي و طبيعي داخل الفيفا اليوم، لأن بلاتير لا يزال رئيس هذه الهيئة إلى غاية إنتخاب رئيس جديد، و قد أعلن عن ذلك في المؤتمر الصحفي الذي إتخذ فيه قرار الإنسحاب، و بالتالي فإنه سيبقى في منصبه إلى حين حلول موعد الإنتخابات». بالموازاة مع ذلك تحدثت الكثير من وسائل الإعلام العالمية أمس عن إمكانية إحالة بلاتير على التحقيق في قضايا الفساد و الرشوة التي فجرها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، و التي كانت أولى مخلفاتها الميدانية الزلزال الذي ضرب أركان أعلى هيئة كروية عالمية يوم 27 ماي المنقضي بدرجة 7 على سلم الفساد، لأن توقيف الشرطة السويسرية 7 سبعة أعضاء و موظفين في الفيفا بأحد الفنادق الفخمة بمدينة زيوريخ، قبيل 48 ساعة من موعد إنتخابات الرئاسة كان بناء على مذكرة صدرت من وزارة العدل الأمريكية، لكن بلاتير حاول تبرئة ذمته من التهم و صرح بأنه ليس معنيا بالتحريات في قضايا الفساد، و أدرج في لائحته الأمين العام للفيفا جيروم فالكه، الذي يعتبر بمثابة ذراعه الأيمن، مقابل تنصله من تصرفات الأعضاء الموقوفين، و إشارته إلى أنه لا يمكن أن يراقب سلوكات كامل أعضاء الهيئة التنفيذية، و هي كلمات إستعملها العجوز السويسري بحثا عن العهدة الخامسة على التوالي، و قد نجح في تحقيق مبتغاه، لكن الهزات الإرتدادية التي واصلت ضرب أركان الفيفا بخصوص ملفات الفساد أسقطته من عرشه من على رأس «إمبراطورية» الإتحاد الدولي، مع الإشتباه في ضلوعه في القضايا التي لطخت سمعة أعلى منظمة كروية عالمية. و ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس أن بلاتير سعى منذ طفو الفضيحة إلى البقاء بعيدا عن قائمة الأشخاص المتهمين، لكن مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي كما أوضحت يبقى يستهدفه مباشرة، مع البحث عن تعاون من بعض مسؤولي الفيفا المتهمين في هذه الفضائح لتشديد الخناق عليه. بالموازاة مع ذلك فقد رفض متحدث بإسم الشرطة الأمريكية أمس التعليق على قرار إستقالة بلاتير بعد 5 أيام فقط من ظفره بعهدة خامسة على التوالي، و ربط هذا القرار المفاجئ بقضايا الفساد التي زعزعت أركان الفيفا منذ أسبوع، و اكتفى بالتأكيد على أن المدعية العامة الأمريكية لوريا لونتش كانت قد أكدت في المؤتمر الصحفي الذي عقدته بمجرد النجاح في توقيف أول المتهمين بأن التحقيقات ستتواصل لفترة أطول، و أن القائمة الأولية تضم 14 عضوا و مسؤولا في الفيفا، من دون ورود إسم بلاتير في اللائحة الأولية، كون التحريات لم تشمله. على صعيد آخر كشف متحدث بإسم السلطات الأمنية السويسرية أمس أن إمكانية إحالة بلاتير على التحقيق ممكن في أية لحظة، خاصة بعد إعلان إستقالته من رئاسة الفيفا، و ذلك في إطار التحريات التي تجريها فرق التحقيق في قرار الإتحاد الدولي القاضي بمنح روسيا و قطر شرف تنظيم نهائيات كاس العالم لدورتي 2018 و 2022 على التوالي، بعدما كانت عديد الشخصيات قد ثبت تورطها في قضايا تلقي رشاوى قبيل عملية التصويت. إلى ذلك فقد أجمعت كل القراءات التحليلية في خرجة بلاتير على أنها جاءت على خلفية ظهور الرسالة «المفخخة» التي فجرت الوضع في مبنى الفيفا ظهيرة أول أمس، و التي من خلالها أدرج إسم الأمين العام جيروم فالكه في قائمة المتورطين في قضايا الفساد، سيما و أن بلاتير كان يدافع عن نفسه و كذا عن أمين سره، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي تحصل على هذه الرسالة، واثبت إقدام الأمين العام للفيفا على تحويل مبلغ 10 ملايين دولار إلى حساب مصرفي يشرف الترينيدادي جاك وارنر على تسييره، و ذلك مقابل تزكية مقترح منح جنوب إفريقيا شرف إستضافة مونديال 2010، و هي الفضيحة التي وضعت فالكه و بلاتير على فوهة بركان، رغم أن وزير الرياضة الجنوب إفريقي فيليك مبالولا و في ندوة صحفية عقدها أمس الأربعاء بجوهانسبورغ سارع إلى تفنيد هذه القضية، و أكد بأن المبلغ المالي المذكور في التحقيقات سلمته سلطات بلاده كهبة إلى الفيفا، من أجل توجيهه لتجسيد مشروع يهدف إلى تطوير الممارسة الكروية في منطقة الكونكاكاف و الكاريبي، لكن أكبر رؤوس الفساد في العالم الكروي الترينيدادي جاك وارنر نجح في الإستيلاء على هذا المبلغ بتواطؤ من جيروم فالكه. صالح فرطاس
نائب بلاتير و 5 مسؤولين ضمن قائمة المطلوبين من الأنتربول أدرجت الشرطة الدولية (الأنتربول) أمس الأربعاء إسم النائب السابق لرئيس الفيفا الترينيدادي جاك وارنر ضمن قائمة دولية للمطلوبين، و ذلك بناء على الطلب الذي تقدمت به السلطات الأمريكية في إطار التحريات التي تجريها بخصوص قضايا الفساد و تقلي رشاوى في الوسط الكروي منذ نحو ربع قرن. إدراج وارنز في هذه اللائحة الدولية جاء على خلفية إقدام سلطات بلاده على إخلاء سبيله و الإفراج عنه بكفالة نهاية الأسبوع الماضي، على اعتبار أن وارنر و بمجرد ورود إسمه ضمن قائمة الأشخاص الذين تقرر توقيفهم في زيوريخ، سارع إلى تسليم نفسه للجهات الأمنية بترينيداد و توباغو، حيث يشغل حاليا منصب وزير للأمن، رغم أنه يعد أكبر المتهمين في هذه القضايا، و قد تمت معاقبته من طرف الفيفا في سنة 2011 بعد ثبوت تورطه في قضية تلقي رشاوى، بعدما كان قد شغل العديد من المناصب في هذه الهيئة، إضافة إلى ترأسه إتحاد الكونكاكاف لأزيد من عشرية من الزمن، قام خلالها بتحويل ملايين الدولارات إلى أرصدة بنكية، ظل يشرف على تسييرها إنطلاقا من كل قارات العالم. إلى ذلك فقد أدرجت الشرطة الدولية إسم الرئيس السابق لإتحاد كرة القدم في أمريكاالجنوبية الأوروغواياني نيكولاس ليوز الذي يعد واحدا من بين رؤوس الفساد التي شملتها التحقيقات الأمريكية، بعد شغله منصب عضو المكتب التنفيذي للفيفا لعشريتين من الزمن. و في سياق ذي صلة فقد ضمت اللائحة التي أصدرها «الأنتربول» أسماء 4 شخصيات أخرى من ممثلي شركات الإعلام الرياضي و الدعاية تورطوا في إبرام صفقات مشبوهة مع أعضاء من المكتب التنفيذي، خاصة «جماعة وارنر» المنحدرة من منطقة الكونكاكاف و أمريكا، و يتعلق الأمر بكل من أليخاندرو بورزاكو، هوغو غينكيس، ماريانو ينكيس و البرازيلي خوسيه مارغوليز الذي كان يشغل منصب رئيس لشركتين لبث المباريات، كان قد تحصل على حقوق البث التلفزيوني لمنافسة «كوباأمريكا» ل 4 دورات متتالية، بعد صفقة خيالية أبرمها مع وارنر، مقابل الحصول على رشاوى بقيمة إجمالية قاربت 150 مليون دولار. وأوضح الأنتربول أنه أصدر ما يعرف بالإخطار الأحمر، وليس مذكرة اعتقال دولية، في حق كل من وارنر ونيكولاس ليوز على خلفية ضلوعهما في قضايا فساد خلال فترة تواجدهما في الفيفا. ص / فرطاس
أرانب لمحت لدخول السباق "كبار أوروبا" يهللون لرحيل بلاتير و بلاتيني مرشح لخلافته تضاربت ردود الأفعال بخصوص قرار استقالة بلاتير من منصبه، فبين مساند لفكرة انسحابه على خلفية فضائح الفساد التي هزت أركان هيئته إلى ربطها بسلسلة التحريات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، مقابل الشروع في تداول بعض الأسماء المرشحة لدخول السباق من أجل خلافته. هذا و قد كان الأمير الأردني علي بن الحسين أول من بادر إلى الكشف عن رغبته في خوض مغامرة جديدة، على أمل النجاح في كسب الرهان و انتزاع منصب رئاسة الإتحاد الدولي، بعدما كان قد فشل في المعترك الانتخابي المقام يوم الجمعة الماضي خلال أشغال المؤتمر السنوي 65، بينما أعرب اللاعب البرازيلي السابق زيكو في تغريدة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن نيته في الترشح لخلافة بلاتير، في حين سارع رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني إلى الإعلان عن تأجيل جلسة العمل التي كانت من المقرر أن تجمع مسؤولي اتحادات كرة القدم بالدول الأوروبية يوم السبت القدم ببرلين على هامش نهائي دوري أبطال أوروبا، لأن كبار «القارة العجوز» كانوا قد خططوا لسحب البساط من تحت قدمي بلاتير في الانتخابات، من خلال دعم المترشح العربي علي بن الحسين على حساب «شيخ قارتهم» السويسري بلاتير، مع التحفظ على العمل بالتنسيق معه بعد إنبعاث رائحة الفساد من مبنى الفيفا بزيوريخ، مقابل رفض ممثل هذه المنطقة الإنجليزي ديفيد جيمس منصب نائب لرئيس الإتحاد الدولي على خلفية فضائح الفساد، فضلا عن تلويح رئيس الإتحاد الإنجليزي غراغ دايك بانسحاب منتخب بلاده من تصفيات مونديال روسيا، تعبيرا عن رفضه التعامل مع بلاتير كمسؤول أول على أعلى هيئة كروية عالمية. و على نفس الموجة سار رئيس الاتحاد الألماني نيرسباخ الذي اعتبر استقالة بلاتير بالقرار الجيد و أعرب عن أسفه لعدم حصولها في وقت مبكر تزامنا مع نهاية عهدته الرابعة، في حين أعلن المدير التنفيذي في الاتحاد النيوزيلندي اندي مارتين أن بلاتير المستقيل من منصبه يبقى شخصا غير مرغوب به في مونديال الأواسط الجارية فعالياته ببلده، لأنه و في حال حضوره المباراة النهائية المبرمجة في 20 جوان الجاري فإنه سيسرق الأضواء من هذه المنافسة، سيما و أن نيوزيلندا كانت قد أعربت في انتخابات الجمعة الماضي عن دعمها اللامشروط للأمير علي بن الحسين على حساب العجوز السويسري. بالموازاة مع ذلك كشف الملياردير الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون أنه يبقى بصدد فكرة الترشح لرئاسة الفيفا ، و ذلك بعدما كان قد شغل في وقت سابق منصب عضو في هذه الهيئة، و قد كان من أكبر المعارضين لبلاتير و طريقة عمله، و قد أكد تشونغ أنه سيلتقي مسؤولين بارزين قبل إتخاذ قراره الرسمي بخصوص الترشح. هذا و يبقى الفرنسي بلاتيني من أبرز الأسماء المرشحة لتولي رئاسة الفيفا في عهد ما بعد بلاتير، حيث لمح رئيس رابطة المحترفين في فرنسا فريديريك تيرييز إلى ذلك من خلال تصريحه أمس، لما سارع إلى تصنيف بلاتيني في خانة الرئيس المثالي للإتحاد الدولي في هذه المرحلة، سيما و أن رئيس الإتحاد الأوروبي كان قد عارض مشروع بلاتير للترشح لعهدة جديدة، و طالبه بضرورة الرحيل الفوري، فضلا عن وقوفه بمعية كبار أوروبا إلى جانب الأمير الأردني في الانتخابات الأخيرة، و هي الوقفة التي اعتبرها الجميع مخططا من بلاتيني لسحب البساط من تحت قدمي بلاتير قبل خلافته بداية من 2019، لكن رحيل العجوز السويسري على مضض من شأنه أن يعبد الطريق أمام «الداهية» الفرنسي لتجسيد مشروعه و دخول المعترك كمرشح إجماع. ص / فرطاس حياتو يؤكد عدم ترشحه لرئاسة الفيفا أكد رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاميروني عيسى حياتو بأنه ليس معنيا بالترشح لخلافة بلاتير في رئاسة الفيفا، ورغم أنه يشغل حاليا منصب نائب لرئيس أعلى هيئة كروية عالمية، و أوضح في هذا الصدد بأن عامل السن لا يساعده على التواجد في هذا المنصب، كونه يبلغ من العمر 69 سنة، و بلاتير يكبره ب 10 أعوام، لكن الوضع يختلف، سيما و أن رئيس الكاف كان قد دخل سباق رئاسة الفيفا في 2002 كمنافس لبلاتير و فشل في الوصول إلى مبتغاه. حياتو الذي فند ضلوعه في قضايا الفساد التي طفت على السطح و هزت أركان المنظومة الكروية العالمية، أعرب عن تفاجئه بالقرار الذي إتخذه بلاتير، خاصة و أن الإعلان عن الإستقالة جاء بعد 4 أيام فقط من ظفره بعهدة خامسة، لكن ما كان كافيا لطمأنة الوسط الكروي التأكيد على مواصلة المهام بصفة عادية إلى غاية عقد جمعية عامة إستثنائية خلال الفترة الممتدة من ديسمبر 2015 إلى مارس 2016، بغرض إنتخاب رئيس جديد. من جهة أخرى أصدر الإتحاد الإفريقي ظهيرة أمس بيانا رسميا أبدى فيه إستعداده التام للمساهمة في الإصلاحات التي تعتزم الفيفا القيام بها، تزامنا مع إعلان بلاتير عن إستقالته، لأن تكليف رئيس لجنة التدقيق في الفيفا، الإيطالي سكالا، بمشروع الإصلاحات تحسبا للمرحلة القادمة جعل الكاف تعرب عن أملها في إثراء هذا البرنامج خدمة لمصلحة كرة القدم العالمية.