بلاتير أراد روراوة في الفيفا لتمرير الإسفنجة على فضائح الأفارقة لم يكن نجاح روراوة في انتخابات المكتب التنفيذي للفيفا كممثل للقارة السمراء مفاجأة بالنسبة لأهل الإختصاص ، على إعتبار أن رئيس " الفاف " كان بمثابة مرشح الإجماع، لأنه حظي بتزكية السواد الأعظم من رؤساء الإتحادات الوطنية بمختلف البلدان الإفريقية، و ذلك بالنظر إلى السمعة الطيبة التي يحظى بها، خاصة وأنه يبقى من الأعضاء الفاعلين في المكتب التنفيذي للكاف، فضلا عن التزكية المسبقة التي كان قد لقيها من طرف رئيس الإتحاد الإفريقي عيسى حياتو، و كذا عضو " الفيفا " المصري هاني أبو ريدة، إضافة إلى السويسري جوزيف بلاتير رئيس الإتحاد الدولي للعبة، و محمد بن همام رئيس الإتحاد الآسيوي، وكذا الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي، وهي شخصيات سجلت حضورها منذ يومين بالخرطوم ضمن قائمة ضيوف الشرف، لكنها و مع ذلك تركت بصماتها بصفة جلية في سير الإنتخابات، لأن الإحتكام إلى الصندوق كان كافيا لترسيم الدعم الكبير الذي يحظى به رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة في الساحة الكروية القارية. روراوة الذي حل بالسودان منذ نحو شهر إختاره الإتحاد الإفريقي كممثل رسمي له في لجنة تنظيم النسخة الثانية من منافسة كأس أمم إفريقيا للمحليين، و قد كانت فعاليات " الشان " مناسبة للرئيس الجديد للإتحاد السوداني لكرة القدم معتصم جعفر من أجل توفير كامل الظروف التي من شأنها أن تسمح للمترشح الجزائري بإثراء حظوظه في الحصول على مقعد في المكتب التنفيذي للفيفا، لأن رؤساء 14 إتحادا من بلدان شمال إفريقيا كانوا قد أعربوا عن دعمهم المطلق لروراوة، و المصري أبو ريدة نشط بشكل ملفت للإنتباه في " الكواليس "، لأنه أصبح صديقا حميما لرئيس الإتحادية الجزائرية منذ جلسة الصلح التي كانت بين الطرفين الجزائري و المصري بالدوحة، و أبوريدة كان يريد الاستفادة من خبرة روراوة لضمان تمثيل " نوعي " للقارة السمراء في أعلى هيئة كروية عالمية، و بالمرة محاولة تمرير الإسفنجة على فضحية الرشوة التي هزت المنظومة الكروية العالمية في شهر نوفمبر من السنة الفارطة، وهي الفضيحة التي تورط فيها خمسة أعضاء من القارة الإفريقية من بينهم عضو في المكتب التنفيذي و أربعة أعضاء دائمين في اللجان من بينهم النيجيري أموس أدامو، التونسي سليم علولو، المالي أمادو دياكيتي، و النيجري إسماعيل بامغي. ظهور حيايو و أبوريدة في الصورة بطريقة علانية كمساندين لروراوة دليل واضح على سمعة أفضل سفير للكرة الجزائرية، لأن الرجلان كانا يحملان رسالة " سرية " مضمونها بحث بلاتير عن رجال أكفاء و نزهاء من القارة السمراء يجلسون إلى جانبه في قلعة " الفيفا " بمدينة زيوريخ السويسرية، لتجنب الفضائح التي هزت أعلى هيئة كروية، و كادت أن تعصف ببلاتير و كامل طاقمه، فكان الاختيار على روراوة الذي كان من أعضاء لجنة القوانين بذات الهيئة، فضلا عن كون الرئيس الحالي للإتحاد الدولي لكرة القدم يدرك جيدا وزن روراوة في المنظومة الكروية الإفريقية، و حصوله على التزكية المسبقة من روراوة يعبد له الطريق للظفر بعهدة جديدة على رأس الفيفا، بدليل أن بلاتير كان منذ وصوله إلى الخرطوم قد أعرب عن وقوفه على جانب روراوة و كذا زميله في المكتب التنفيذي الإيفواري أنوما، رغم تمنياته بالتوفيق لرئيس لجنة تنظيم مونديال جنوب إفريقيا داني جوردان، و أمنيته وجدت طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع.