وذكر السيد عمر قاسمي (المحافظ الولائي للكشافة الإسلامية الجزائرية) التي يعد مؤسسا بارزا للمشروع، أن المبادرة جاءت نتاج سنوات من العمل التطوعي في رصيد مؤسسيها، وكان الوضع الاستعجالي لأولى مهام الفاعليين في هذا المشروع هو تنظيف وهران والقضاء على النقاط السوداء التي شوهت المحيط وباتت تهدد البيئة، ولا زالت حملات التنظيف متواصلة إلى غاية الخروج من أزمة الأوساخ الاستثنائية التي تعيشها أحياء مدينة وهران بالتنسيق مع بلديات وهران وبئر الجير والسانيا وعين الترك. وأضاف أن الوضع اليوم اقتضى جمع الأوساخ والقضاء على النقاط السوداء عبر عدة مندوبيات وبعدها المشروع سيكبر، وفي مرحلة قادمة أكد السيد قاسمي أن مبادرة «وهران بناسها» ستتوسع أشغاله ومهامه إلى المشاركة في التحضير لتظاهرة الألعاب المتوسطية التي تحتضنها وهران هذه الصائفة من خلال الترويج السياحي لها والتعريف بتاريخها ومعالمها الأثرية والعمل على التوعية والتحسيس وتنظيم حملات تشجير وتزيين المحيط وأيضا الاهتمام بجانب تكوين المتطوعين وتنظيم معارض في الطبيعة، وهي تدخل في إطار ضمن مبدأ الديمقراطية التشاركية، بالإضافة إلى مرافقة السلطات المحلية في التحضير للتظاهرة المتوسطية. لبنة جديدة للعمل التطوعي بوهران
ونشير أن مبادرة «وهران بناسها» صنعت الحدث بمدينة وهران وأسست للبنة جديدة ومبتكرة في العمل التطوعي النابع من غيرة أبناء وهران على عروس المتوسط وحرصهم على أن تظهر في أجمل صورة وأبهى طلة في العرس الرياضي، ونجاح المبادرة سيكون ثمرة جهود سنوات من العمل الميداني لجمعيات ومنظمات تتميز بثراء رصيدها وبخبرتها الطويلة وحضورها الدائم في كل المناسبات والظروف لتشارك في عمليات بناء المجتمع وتحسين محيطه. ولعل من أبرز الجمعيات الفاعلة التي انطلقت تحت غطائها مبادرة «وهران بناسها» نذكر «الكشافة الإسلامية الجزائرية»، و«شبكة البيئة والمواطنة»، و«منظمة حماية المستهلك»، و«المنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش الوطني الشعبي»، و«رابطة الجمعيات الفاعلة لولاية وهران»، ومؤسسة «ناس الخير» وجمعيات «كافل اليتيم» و«جزائر الخير» و«شباب وهران» والشباب المثقف و«شباب الباهية» و«دنيازاد الآخرة»، بالإضافة إلى لجان الأحياء وسكانها، وأردنا من خلال الإشارة إلى أسماء بعض الجمعيات المتواجدة في الميدان في إطار المبادرة أن نؤكد على حجم الحماس والقوة والإرادة التي يحملها كل الشباب في مختلف التنظيمات من أجل استعادة بهاء وهران، وإنهاء عهدة تلك الصورة البشعة التي التصقت بعاصمة الغرب منذ سنوات. وفي محطة أخرى، استوقفت الفاعلين في مبادرة «وهران بناسها» تم رفع أطنان النفايات التي كانت متراكمة أمام بعض المؤسسات التعليمية، تزامنا وعودة التلاميذ إلى المدارس، ويتعلق الأمر بأحياء مندوبيات البدر وبوعمامة وابن سينا، ولقيت هذه المبادرات استحسان وتجاوب السكان ومصالح البلديات التي رافقت عمليات التنظيف، حيث قدم الشباب درسا في العمل التطوعي في أرقى صوره على أن يكونوا قدوة ونموذجا للسلوك الإيجابي الذي نبني به وهران تحت غطاء مواطنيها وسكانها حتى تكون مدينتها باهية وفي مكانتها المستحقة من حيث نظافة محيطها وجمال طبيعتها وسلامة بيئتها.