انكسار ..! في نصف الطريق، زخّت السماء حُبَا؛ كان يمشي الهوينا، ناولها طوقا من الورد؛ تأملتها هنيهة، فسبقتها أجنحة الريح العاتية ...!! سيمفونية خالدة على الشاطئ ، توقف برهة ، قيدته أفكاره المشوشة في خلده، أطلق صفيرا عاليا تداعت له طيور النورس، انتفض البحر حينها، وأهدى إليه سيمفونية خالدة ..! وفاء تلقت منه جرعة نسيان، بعد معركة حب عنيفة ، أيقظتها آخر دمعة وردة حمراء..! انتفضت لصوته الخجول؛ فإذا به يسقيها بآخر نفس من روحه..! نفاق حضّر خِطَابَهُ، وتأنّقَ في مَهل، وخَرج مَزْهُوَا من عَرِينِهِ، لما وصل بهو القاعة، لَسَعتْهُ جُموعُ الوافدين؛ ابتلع بقايا ريقه، صعد إلى المنصّة، فرت الكلمات المخبوءة، وزين الغبار الكراسي، فانكشف ستار نفاقه؛ مُعلنا نهاية العرض...!! وداع..! خرج من بيته، وهو يرتشف عصير الطفولة، وأخيلة البراءة ترفرف حوله، هوى في الجُبّ وحيدا، انتفض القوم يبحثون عن ظل يوسف، جاءت سيارة، فأرسلوا واردهم ..أضحى حبيس الظلام، يناجي آلامه الباردة بضعة أيام، خمد صوته وتاه، فاشرأبت أعناق الرجال تشكو شحّ المطر، حينها ، هبّت رياح الوداع معلنة عن ميلاد سيمفونية الموت ...!!