كشفت تركيا عن إمكانية تدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) لحماية حدودها مع سوريا, بينما شككت قوى غربية في مدى التزام دمشق بوقف إطلاق النار وبنود الاتفاق الذي تفاوض عليه المبعوث الأممي العربي كوفي أنان. وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا قد تطلب من الأطلسي حماية حدودها مع سوريا بعد حادث إطلاق النار على مخيم كيليس أخيرا. ونقلت الصحف التركية عن أردوغان قوله إن أنقرة قد تطلب تفعيل المادة الخامسة من اتفاقية الحلف التي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو فيه يعد هجوما على جميع دوله. ونقل عن أردوغان قوله لصحفيين كانوا يرافقونه أثناء زيارته للصين إن من مسؤولية حلف شمال الأطلسي حماية حدود تركيا. وبشأن الإجراء الذي يمكن اتخاذه في حال استمرار إطلاق النار باتجاه الأراضي التركية, قال أردوغان "لدينا عدة خيارات، من بينها خيار المادة الخامسة في ميثاق الحلف الأطلسي", مشيرا إلى إمكانية الدعوة لاجتماع لمجلس الحلف في حالة استمرار الخروقات. يشار إلى أن الحلف استخدم المادة الخامسة لأول مرة في تاريخه بعد هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة. ويذكر في هذا الصدد أن الحلف أعلن عدة مرات مؤخرا أنه لا يعتزم التدخل في سوريا. وكانت قوات النظام السوري قد فتحت النار على عناصر من الجيش السوري الحر كانوا يقتربون من الحدود التركية مساء الأحد الماضي, حيث أشارت السلطات التركية إلى سقوط ستة جرحى بينهم تركيان في مخيم كيليس التركي في هذا الهجوم. لكن شهودا قالوا لوكالة الصحافة الفرنسية إن سوريين قتلا في الهجوم. تشكيك بالهدنة جاء ذلك بينما شككت قوى غربية بمدى التزام قوات النظام السوري بالهدنة التي دخلت حير التنفيذ صباح الخميس, وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في اتصال هاتفي على الحاجة للقيام بعمل "حازم" في مجلس الأمن بشأن سوريا. وحسب بيان البيت الأبيض, أعرب أوباما وميركل عن قلقهما "لأن حكومة الأسد لم تلتزم ببنود الاتفاق الذي تفاوض عليه أنان. وتواصل الأعمال الوحشية غير المقبولة". وقالت واشنطن إنها ستحكم على النظام السوري من خلال الفعل وليس القول. كما قالت السفيرة الأميركية في مجلس الأمن سوزان رايس إن التزام سوريا بوقف إطلاق النار يحظى بمصداقية ضئيلة مع الأخذ في الاعتبار سجل مسارها، وأضافت أن "المسؤولية تقع بالكامل على عاتق النظام السوري وليس المعارضة" فيما يتعلق بتنفيذ التزامها بالكامل وبشكل ملحوظ بموجب خطة أنان.