سادت أجواء من الحذر والترقب في مصر, انتظارا لنتيجة التظلمات من قرار لجنة الانتخابات الرئاسية باستبعاد عشرة مرشحين أبرزهم خيرت الشاطر مرشح جماعة الإخوان المسلمين والمرشح المحسوب على التيار السلفي حازم أبو إسماعيل, بالإضافة إلى مدير المخابرات السابق عمر سليمان, وزعيم حزب غد الثورة أيمن نور. وقد انتهت المهلة القانونية التي حددتها لجنة الانتخابات الرئاسية, حيث من المنتظر أن تبحث اللجنة في التظلمات في غضون الساعات المقبلة قبل إعلان قرارها النهائي 26 أبريل الجاري, حيث لا يجوز الطعن بعد ذلك, ولا حتى أمام القضاء, حسب الإعلان الدستوري. وقال مراد محمد علي مدير حملة خيرت الشاطر, إنهم لن يتخلوا عن حقهم في خوض سباق الرئاسة المقرر في 23 ماي المقبل, معتبرا أن هناك محاولة من قبل فلول نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك للسيطرة على المرحلة الأخيرة من الفترة الانتقالية وإعادة إنتاج نظام الحكم القديم. وقد استبعد الشاطر الذي أصبح مرشحا بارزا فور انضمامه لسباق الانتخابات أواخر مارس بسبب إدانات جنائية سابقة, تتطلب إجراءات قانونية من بينها ما يسمى برد الاعتبار لتمكينه من ممارسة حقوقه السياسية. وقد رشحت جماعة الإخوان المسلمين زعيم حزب الحرية والعدالة محمد مرسي, كمرشح احتياطي تحسبا لاستبعاد الشاطر. أزمة في الأفق: أما محامي المرشح المحسوب على التيار السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل, فقال إن أزمة كبيرة ستحدث إذا استبعد موكله من السباق, وقد احتشد أنصار أبو إسماعيل مقر اللجنة الانتخابية يوم الجمعة مما اضطر أعضاء اللجنة إلى إخلاء المقر وتعليق عملها. كما اعتصم أنصاره مجددا أمام اللجنة بعد تقديم طعن على استبعاده, على خلفية ما تعلنه اللجنة بشأن حصول والدته على الجنسية الأميركية. وقد وصف أبو إسماعيل الاتهامات بشأن الجنسية بأنها ملفقة من قبل خصومه السياسيين, واتهم في تصريحات نشرت على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لجنة الانتخابات بخرق كل قواعد القانون. وأضاف القرار الرسمي إذا كان به اختراق للدستور فعليهم أن يتحملوا النتيجة. وكان زعيم حزب غد الثورة أيمن نور قد تقدم أيضا بطعن على استبعاده نتيجة أحكام سابقة في عهد مبارك, تطلبت الحصول على رد الاعتبار. كما تقدم سليمان أيضا بطعن في قرار استبعاده على خلفية عدم اكتمال التوكيلات الخاصة به. وقد اعتبر سليمان في مقابلة مع رويترز قبل إعلان قرار استبعاده أن هيمنة الإخوان المسلمين على الساحة السياسية ستعيد البلاد إلى الوراء لكنه قال إنه إذا أصبح رئيسيا فان حزب الحرية والعدالة قد يشارك في حكومته وسيكون له دور حيوي في الحياة السياسية المصرية. وأشار سليمان الذي يصف نفسه بأنه مسلم متدين إلى أن المواطنين سعوا إليه كي يوازن بين القوى الإسلامية والمدنية لكنه أضاف أن المصريين يخشون من تحول بلادهم إلى دولة دينية. يشار إلى أن من بين المرشحين البارزين الآخرين الذين ما زالوا في السباق عمرو موسى وهو أمين عام سابق للجامعة العربية ووزير خارجية مصر سابقا, وعبد المنعم أبو الفتوح الذي فصل من جماعة الإخوان المسلمين العام الماضي عندما قرر خوض انتخابات الرئاسة. صمت أميركي مبهم؟ وفي تلك الأثناء, رفضت الولاياتالمتحدة التعليق على استبعاد مرشحين للانتخابات الرئاسية المصرية مكتفية بالدعوة إلى إجراء انتخابات عادلة وحرة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر المهم أن تحترم تطلعات الشعب المصري. وأضاف ليس لنا الإدلاء بتعليقات حول العملية السياسية. يشار إلى أن المرشح المستبعد حازم أبو إسماعيل تحدث عن مؤامرة أميركية لاستبعاده, من خلال إثارة قضية الجنسية الأميركية لوالدته التي ينفيها بشكل قاطع, ويطالب بإظهار أدلة قاطعة, حيث لجأ لمحكمة القضاء الإداري التي ألزمت وزارة الداخلية بإصدار شهادة تثبت عدم حملها جنسية دولة أجنبية.