فرحة عارمة غمرت مناصري إتحاد بلعباس أول أمس مباشرة بعد إعلان الحكم على نهاية المباراة أمام اتحاد عنابة، حيث تحولت شوارع المدينة إلى فضاء للصخب بمختلف ألوانه من هتافات وأبواق السيارات زينتها الرايات الخضراء والحمراء المعلقة في شرفات المنازل والتي حملها شباب المدينة، معبرين عن ابتهاجهم بصعود فريقهم إلى حظيرة الكبار بعد إنتظار دام 19 سنة قضاها النادي في غياهب جحيم القسم الثاني. فليلة بيضاء عاشها سكان المكرة لم تشهدها المنطقة حتى بعد نيل الفريق لكأس الجمهورية بداية التسعينات، وكم كان الجمهور تواق لمثل هذه الأعراس التي افتقدوها طويلا، وآن الأوان لأن يفتخروا بفريقهم الذي سيلعب الموسم القادم في القسم الاحترافي الأول مزاحما كبار الأندية في الجزائر وهي المكانة الأساسية لهذا الفريق المجيد بتاريخه الحافل بالانجازات رغم أن خزائنه تفتقد للألقاب ماعدا كأس الجزائر سنة 1991 عندما تمكن الفريق آنذاك من الفوز على شبيبة القبائل في مباراة تعد تاريخية بالنسبة للمكرة، التي تتشرف بأن تكون تشكيلتها قد مر عليها العديد من اللاعبين المعروفين على الساحة الوطنية والدولية يكفي أن نذكر على سبيل المثال زوبا عبد الحميد، الحكم الدولي السابق بلعيد لكارن، عبدي الجيلالي ثم دريد نصر الدين، عبد السلام، بن عبد اللّه، تلمساني والقائمة طويلة من الأسماء اللامعة التي دافعت على ألوان المكرة، وصنعت أفراحها وعاشت أفراحها ولعل ما يؤسف له الجميع أن فرحة الصعود إلى القسم الأول لهذا الموسم تزامنت مع وفاة صانع ألعاب الفريق سابقا النجم بوطارق الذي وافته المنية منذ أسابيع حيث لم يكتب له أن يعيش غمرة إقتطاع فريقه لتأشيرة الصعود الثالثة شأنه شأن الحارس السابق للفريق فلاح الذي توفي منذ مدة. مهما يكن فإن صعود إتحاد بلعباس إلى الاحترافي الأول هو بمثابة إنتصار للكرة العباسية التي بذلت مجهودات كبيرة طوال الأعمار السابقة وانفقت أموالا طائلة وجلبت إمكانات بشرية هائلة دون أن تتمكن تحقيق المبتغى، إلى أنه جاءت البشرى الكبرى في يوم 27 أفريل 2012 الذي سيبقى يتذكره عشاق النادي إلى حين.