لم تتجاوز عملية هدم الأسواق الفوضوية المتواجدة بولاية وهران نسبة معتبرة لحد الآن رغم مرور أكثر من 20 يوما على إنطلاق البرنامج الوطني الخاص بمحاربة التجارة الموازية. وقد حصر المكتب الولائي للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين عملية إزالة الأسواق الفوضوية في نسبة 30٪ فقط لأسباب عديدة ترجع أساسا للعراقيل التي تواجه أعوان البلديات وصعوبة تنفيذ قرار مماثل على الباعة وكيفية ترحيلهم إلى مواقع أخرى تتوفر على كل المقاييس بدلامن تلك التي ظلوا يشغلونها لفترة زمنية طويلة في أجواء تغلب عليها الفوضى. وحسب التقارير التي أعدها المكتب الولائي في المدة الأخيرة فإن العملية تسير بوتيرة بطيئة وتحتاج لحملات تحسيسية مكثفة عبر كل النقاط المستهدفة قبل الشروع في التطبيق حتى يتسنى للمصالح المعنية التوسيع من نطاق عملها وبلوغ الأهداف المسطرة. فمن خلال نفس الأرقام التي صرحت بها ذات الجهة فإن الحصيلة المسجلة بلغت 30٪ من مجموع 150 نقطة سوداء منتشرة عبر الأحياء والمجمعات السكنية مما يؤكد المعادلة الأولى. خاصة أن العدد الإجمالي للأسواق الفوضوية كبير وليس من السهل إستئصاله في مدة زمنية قصيرة. وفي الوقت الذي شرعت مصالح البلدية في هدم الأسواق الموازية بعدد معين من الأحياء لاتزال أخرى تنشط بطريقة عادية ليومنا هذا لاسيما تلك المتواجدة بالأحياء الشعبية، حيث ظل الباعة يبسطون سلعهم بشوارع وأزقة هذه المناطق والأمثلة في هذا الشأن كثيرة ولا تحتاج للإعلان عنها مادامت معلومة لدى الجميع. فطاولات سوقي لابساتي والمدينة الجديدة لم تدرج في القائمة ولم تمسها بعد عمليات الهدم علما أن هاتين النقطتين تعدان القلب النابض لمدينة وهران يقصدها كل وافد يرغب في السوق وشراء مستلزماته اليومية أو المناسباتية. وتزامنا مع برنامج محارب النشاط الموازي فقد سجلت الأسواق اليومية للخضر والفواكه إرتفاعا ملحوظا في مختلف المنتوجات المعروضة بهذه الأخيرة حيث لم ينزل سعر الكيلوغرام الواحد من الطماطم عن 100دج للنوعية الجيدة فيما بلغ ثمن الكلغ الواحد من «البسباس» 140 دج. مقابل 70 دج للفت و40 دج للبطاطا والبصل أما الخضر الأخرى فتراوحت أسعارها ما بين 50 و150دج للكلغ الواحد. وفي هذا الشأن فقد إستبعد الممثل الولائي للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين أن يكون هذا التغيير مرتبط بحملة القضاء على الباعة الفوضويين وربط هذا الغلاء بقلة المنتوج وتموين الأسواق بالخضر الذي تسوقها البيوت البلاستيكية في إنتظار إغراق هذه الهياكل بالسلع الموسمية التي ستدعمها بالكميات المطلوبة خاصة أن الطلب في الفترة الراهنة يفوق بكثير العرض وهو ما خلق حسبه نوع من الإختلال. من جهة أخرى أحصت ذات الجهة 68 طاولة شاغرة بكل من سوقي خميستي والإخوة ميسوم ستوجه مباشر للباعة الذين لم يستفيدوا بعد من محل لمزاولة نشاطهم بشكل قانوني وحتى يتم تحويل هذه الفئة إلى الأسواق المغطاة فقد باشرت الجهات المعنية في إحصاء كل المواقع الشاغرة التي لم تستغل بعد من قبل تجار الخضر والفواكه. وبالموازاة مع الحملة الوطنية التي تشهدها كل الولايات فإن عملية إزالة الواقيات التي شيدها الباعة على حساب الأرصفة والساحات العمومية مستمرة لحد الآن حيث مست العملية أمس نهج الأمير عبد القادر شرع من خلالها أصحاب المحلات في هدمها حفاظا على واجهات هياكلهم أما بحي العقيد لطفي فقد أخذت مصالح البلدية على عاتقها هذه المهمة وظلت جرافاتها بهذه الأماكن إلى غاية الفترة المسائية.