أبرز خبراء في العلاقات الدولية أمس الإثنين بالجزائر العاصمة أهمية منطقة الساحل الصحراوي بالنسبة لأمن الجزائر معتبرينان الصراع الدائر في هذه المنطقة بين القوى الكبرى مرده "الموارد" التي تزخر بها.وأوضح الأستاذ مصطفى صايج من كلية العلوم السياسية و الإعلام بجامعة الجزائر في مداخلة له بمناسبة أشغال الملتقى الوطني حول"منطقة الساحل والصحراء: الواقع والآفاق" ان "الامن الجزائري مرتبط بالصحراء".وارجع المتدخل في محاضرة بعنوان" التنافس الفرنسي الامريكي في منطقة الساحل الصحراوي: الآليات والرهانات" أن أسباب تنافس القوى الكبرى مرده البحث عن السيطرة على "الموارد الطبيعية ذات البعد العالمي التي تزخر بها المنطقة كالبترول واليورانيوم".وقال في هذا الإطار ان منطقة الساحل في منظور القوى "الفاعلة" هي مصدر ل"عناصر قوة اضافية من اجل الاستمرار" وعليه فهي تسعى "لمنع قيام تحالفات لقوى جديدة قد تشكل تهديدا لتواجدها " مستدلا في ذلك بالتواجد الاسيوي بالمنطقة ممثلا في الصين. ويرى الأستاذ صايج أنه اذا كانت فرنسا تسعى الى الهيمنة على المنطقة ب"الضغط" على دول الساحل من خلال"علاقاتها الثنائية" ببلدان هذه المنطقة فان الولاياتالمتحدةالأمريكية التي هي بحاجة الى نفط وغاز تبني سياستها في الساحل من خلال "الارتباط ببلدان المنطقة عبر عدة آليات منها التعاون اللوجستيكي والتدريب ومحاربة الإرهاب".وحسب المحاضر فان هذا التنافس له تاثير على امن الجزائر مذكرا في هذا بتعطل نيل الاستقلال لسنتين خلال مفاوضات ايفيان بسبب قضية الصحراء "ادراكا من المفوض الجزائري بأهمية هذا المجال بالنسبة لمستقبل الوطن".من جانبه اعتبر الأستاذ عبد الحفيظ ديب من كلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر في مداخلة تحت عنوان" الجزائر ودول الجوار: مشكلات الحدود ومعضلات الامن" ان منطقة الساحل هي "من أولويات الأمن الجزائري" بالنظر الى موقع الجزائر الجغرافي.كما تطرق المحاضر الى علاقة الجزائر بدول الجوار(المغرب العربي) التي تعتبر بالنسبة للقوى الكبرى فضلا على موقعها الجيوسياسي(منطقة المغرب العربي) "خزانا للنفط (ليبيا والجزائر) وسوقا جذابا لتصدير الاسلحة". للاشارة فان هذا الملتقى نظم من طرف المعهد العسكري للوثائق والتقويم والاستقبالية التابع لوزارة الدفاع الوطني.