كشفت الزيارة الثانية لوفد الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم التي قادته أول أمس الى ولاية عين تموشنت في اطار جولات المعاينة الميدانية للمنشآت الرياضية المعنية باحتضان كأس الأمم الافريقية لكرة القدم لفئة أقل من 20 سنة النقاب عن سيرورة التنظيم المتخدة من طرف القائمين على تسيير شؤون الكرة المستديرة ببلادنا فمن غير المعقول أن تحرم أكبر عاصمة بغرب البلاد من احتضان حفلي الافتتاح والاختتام لمنافسة "الكان" وتمنح لولاية صغيرة لا تقاس بحجم مدينة كبيرة تعد بمثابة بوابة الغرب الجزائري . فوهران التي حظيت بشرف احتضان كأس أمم افريقيا للشباب مناصفة مع ولاية عين تموشنت لم تنل من هذه التظاهرة سوى ما تيسر من مقابلات التصفوية على اعتبار أن تموشنت ستحتضن مقابلات المجموعة الأولى التي تضم من دون شك المنتخب الوطني الى جانب المنتخبات التي ستسحبها قرعة "الكاف" للشباب المقررة يوم 9 ديسمبر بالقاهرة . وكل المؤشرات توحي بأن وهران ستقتصر فقط على تنظيم جانبا من الدورة مادام أن كل الترتيبات التي تسبق الحدث الافريقي منصبة على اقامة العرس الكروي على أرضية ميدان عمر أوسياف بعين تموشنت الذي سيدشن التظاهرة في ال 16 مارس بمناسبة اجراء اللقاء الافتتاحي الذي سينشط أبناء المدرب الفرنسي نوبيلو المباراة الافتتاحية ضد أول منافس للخضر في هذه المنافسة وعقب الزيارة التي قام بها أول أمس الأمين العام للكونفدرالية الافريقية هشام العمراني لمح الى ضرورة بناء مدرجات جديدة وتشييد مقصورة للصحفيين وقاعة للمؤتمرات بهذا الملعب لأن كل الأنظار ستكون مصوبة في افتتاح "كان" الشباب الى تموشنت التي ظفرت على حساب وهران بأكبر امتياز وهو تدشين الحدث القاري وامكانية اقامة الدورين نصف النهائي والنهائي على أرضها رغم تأكيد مدير "ديجياس" وهران في اتصال للجمهورية على امكانية تنظيم حفل الاختتام الرسمي بملعب زبانة غير أنه لحد الآن لم يتأكد أي شيء بصفة رسمية فيما يخص تنظيم المباراة النهائية بعاصمة الغرب والأكيد أن العرس القاري الذي سيقام لأول مرة في تاريخ الرياضة الجزائرية بمدينتي وهران وعين تموشنت سيمنح الشرف الكبير للولاية الثانية وأبناء سيدي سعيد الذين يستحقون الاستمتاع بمقابلات الخضر وخاصة معايشة مراسيم حفل الافتتاح عن قرب في الوقت الذي يفترض فيه أن تظفر الباهية باعتبارها أكبر مدينة ساحلية وسياحية بحصة الأسد من حيث التنظيم وأعتقد الكثيرون أنها الأولى والأحق بتدشين مراسيم الحفل واحتضان مباريات "الخضر" مقارنة بنظيرتها التموشنتية والتي يبدو أن منافع "الكان" الافريقية لفئة أقل من 20 سنة ستعود من دون الشك لصالح جمهور تموشنت وفي نفس الوقت تعد مكسبا للولاية رقم 46 التي تفوقت على وهران التي ستدفع ثمن تدهور وضعية منشآتها الرياضية ولعل اختيار الباهية لاحتضان جانبا من هذه التظاهرة يعود الى انتعاش القطاع السياحي الذي تدعم بمنشآت فندقية فخمة التي انجزت بفضل التظاهرات الاقتصادية الكبرى كقمة الأوبيك وندوة "جيانال 16" بينما بقيت الهياكل الرياضية بعيدة عن اهتمامات المسؤولين الى درجة أن قطبي الكرة بوهران المولودية والجمعية استنجدا بملعب تموشنت في المواسم المنصرمة بسبب الأشغال الترقيعية التي لم تمنح لعاصمة الغرب ملعب معشوشب طبيعيا .