كيف تقيمين زيارة فرانسوا هولاند إلى الجزائر؟ زيارة هولاند تعد تحولا هاما في العلاقات الجزائرية-الفرنسية. وهي زيارة تاريخية ستفتح آفاقا جديدة بالنسبة للشعبين، فضلا عن أنها أعادت الثقة إلى العلاقات بين الدولتين، لأن عنصر الثقة هو الذي كان ناقصا في الزيارات التي قام بها رؤساء فرنسيون سابقون إلى هذا البلد. أما في ما يتعلق بالحقبة الاستعمارية، فأعتقد، كما قال الرئيس هولاند في خطابه، أنه ينبغي فسح المجال أمام المؤرخين الجزائريين والفرنسيين لكشف حقيقة ما جرى خلال تلك الفترة والحفاظ على ذاكرة الشعبين. على أي حال، ليس لدينا خيار ثان. ينبغي أن نتطلع سويا إلى مستقبل أفضل ولا يمكن لنا الرجوع إلى الوراء بحجة أن هناك مشكلة الذاكرة والاستعمار لقد عملت لمدة عشرين سنة حول مسألة الذاكرة وأعرف جيدا مدى حساسية هذا الموضوع في فرنساوالجزائر على حد سواء. لكن ينبغي أن نتجاوز جميع العقبات ونحرص أن لا تتحول الذاكرة التي يتقاسمها الشعبين الجزائري والفرنسي إلى حاجز يحول دون بناء علاقة صداقة قوية وطويلة الأمد بينهما. بصفتك وزيرة منتدبة مكلفة بالفرانكفونية، كيف هو وضع اللغة الفرنسية في الجزائر؟ اللغة الفرنسية لا تزال حاضرة بقوة في المجتمع الجزائري. لم تتمكن سنوات التعريب من القضاء عليها. طبعا العربية ستبقى لغة التواصل بين الناس والعائلات، لكن الفرنسية تعتبر أول لغة أجنبية في الجزائر ينطق بها الجميع صغارا و كبارا. الجزائر أول بلد فرانكفوني في العالم. هناك اتفاقيات وقعها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع نظيره الجزائري مراد مدلسي تتعلق بتدريب أساتذة لتدريس اللغة الفرنسية في الجزائر الشعب الجزائري لم يعد اليوم ينظر إلى اللغة الفرنسية على أنها لغة الاستعمار والحرب، بل لغة تسمح بالتقارب مع الشعب الفرنسي. اللغة الفرنسية لم تعد ملك فرنسا وحدها بل ملك الفضاء الفرانكفوني. لم يتطرق هولاند بشكل مباشر إلى معاناة الحركى بالرغم من أن هذا المشكل لا يزال مطروحا في الجزائروفرنسا؟ عندما تحدث هولاند في خطابه أمام البرلمان الجزائري عن الآلام والمعاناة، فلم يقصد فقط الشعب الجزائري بل كان يقصد أيضا الحركى و"الأقدام السود" وكل من لديه علاقة مباشرة أوغير مباشرة مع الجزائر. طبعا يجب علينا أن نطرح مشكلة الحركى هنا في فرنسا ونتساءل ماذا فعلت فرنسا لمساعدتهم والاعتراف بمشاكلهم ولماذا تم وضعهم داخل مخيمات عسكرية. يجب على فرنسا أن تعترف بمعاناتهم. ينبغي أيضا طرح مشكلة الهجرة والعمال المهاجرين المسنين الذين ضحوا بشبابهم وبصحتهم من أجل بناء فرنسا. وهم أناس لم يختاروا العيش بصفة نهائية في فرنسا أو في الجزائر، بل التنقل بين الضفتين، لذا علينا أن نوفر لهم تأشيرات بكل سهولة.