قبل انقضاء العقد الأول بعد استرجاع السيادة الوطنية شدني الحنين للعودة الى وهران بعد تجربة اعلامية بمؤسسات عديدة بالعاصمة وشاءت الأقدار في تلك الأيام من أواخر ماي 1971 أن أرفع سماعة الهاتف العمومي من قلب ساحة حيدرة وأشكل أرقام جريدة الجمهورية الناطقة آنذاك باللغة الفرنسية طالبا مكالمة المدير العام السيد بشير رزوڤ ورحمه الله الذي ردّ للتوّ علي بالالتحاق بهذه اليومية الوطنية التي لم يمرّ ذاك على استعادتها سوى 8 سنوات. وقد أصر محدثي ما أن علم بفحوى طلبي على توظيفي في العاجل طالبا مني الحضور الى وهران في اليوم الموالي لتسلم مهامي صحفيا محترفا. وقد عملت بقسم التحرير مدة 5 سنوات باللغة الفرنسية مع فريق صحفي في المستوى وعشنا سنوات من البذل والعطاء حيث ارتقت جريدة «لاريبيبليك» الى مرتبة متميزة من الشهرة والانتشار فقد كانت تباع في أكشاك العاصمة والمدية منذ الساعة السابعة صباحا في وقت كانت فيه وسائلنا التقنية في الطبع وفي مجال النقل بسيطة. وقد بلغ السحب آنذاك 50 ألف نسخة يوميا وهو رقم كان يعد كبيرا ومهما ونالت الجريدة استحسان جمهور عرض من القراء ومسؤولين سامين للبلاد. وتعود بيّ الذكريات اليوم وجريدتنا الغراء تحيي الذكرى الخمسين لتأميمها الى تلك الأيام التي قضيتها رفقة إخوان وأخوات احتفظ منهم بخصال الاخلاص والتجرد والتفاني والتضحية في سبيل صدور الجريدة في أبهى صورها ومضامينها الى غاية ساعات متأخرة من الليل مثلما عايشناه خلال فترة التعريب التي أشرفت وتشرفت بأداء خطواتها الأولى رفقة الخلية المصغرة التي حملت على عاتقها مهمة التمكين للغة الضّاد على أعمدة الجمهورية بحروفها العربية. ولا يسعنا في هذا المقام الطيب إلا أن ننوه بمساهمات كثير من الأساتذة الجامعيين ومن كتاب وطلبة ونخص بالذكر جامعة وهران. وفي الأخير فقد وجب علينا التذكير بأننا تحاشينا ذكر ذلك الرعيل المتميز بالأسماء مخافة سقطات الذاكرة ونسيان من عايشناهم من 1971 الى غاية 1997 وهنيئا لجميع الاخوة والأخوات والمجد للغة العربية دوما والعزة للوطن المفدى أبدا.