لقد جاء قرار تعريب جريدة الجمهورية في اطار توجيهات القيادة السياسية أنذاك لإعادة الاعتبار للشخصية الوطنية حيث تم تعريب جريدة النصر قبل عام من الشروع في تعريب جريدة الجمهورية بوهران حيث شهدت العملية عدة مراحل بدأت بتكوين فريق خاص بمتابعة العملية وذلك بارسال أعضاء الخلية الى كل من جريدة النصر بقسنطينة والشعب بالعاصمة من أجل التكوين لمدة شهر أي خلال ديسمبر 1974 وبعد العودة مباشرة بدأ العمل في تعريب الصفحة الأولى مع بداية جانفي 1975 من الطرف فريق عناصره كلها من صحافيين كانوا يعملون باللغة الفرنسية وبفضل عزيمتهم وارادتهم استطاعوا أن يتغلبوا على بعض الصعوبات التي كانت تعترضهم أثناء العمل في المرحلة الأولى وخاصة تقنيا حيث كل التجهيزات كانت بالفرنسية أما في قسم التحرير المصغر كان كذلك يعاني من نقص مصادر الخبر وغياب الأرشيف العربي على مستوى الجريدة مما جعل أعضاء الخلية بمتابعة عملية التعريب يعتمدون على وسائلهم الخاصة وقد بذلوا جهودا كبيرة لتحسين مستواهم باللغة العربية حيث تمكنوا في ظرف قصير في العمل الجديد رغم تكوينهم بلغة أجنبية. ونشير الى أن عملية التعريب جرت على مراحل حيث بدأ العمل بالصفحة الأولى بداية جانفي 1975 ثم 2 صفحات ثم 3 الى نهاية عام 1975 وفي بداية 76 كانت عملية التعريب الكامل لجريدة الجمهورية. ومع بداية 1977 تعززت الجريدة بعناصر شابة من الجامعة ومن بعض الصحفيين الذين تخرجوا من مؤسسات اعلامية فشهدت انطلاقة جديدة وصارت منبراً اعلاميا على المستوى الجهوي والوطني ونالت ثقة القراء من طلبة الجامعة وعمال التربية والعمال والفلاحين وذلك بفضل تبني الجريدة تناول انشغالاتهم وهمومهم حيث تابعت كل مراحل النمو الإقتصادي والإجتماعي عبر المراحل التي عاشتها البلاد آنذاك بكل صدق وموضوعية عبر مدن وأرياف الجهة الغربية للوطن بفضل شبكة المراسلين المنتشرين عبر الدوائر والولايات والتزامها الثابت بخطاها السياسي الوطني .