يعد الحاج سعد مسعودي المولود بالوادي يوم27نوفمبر1955أكبر ناجح في شهادة الباكلوريا 2010 وذلك على مستوى ولاية الوادي وقد يكون الأكبر من حيث السن على المستوى الوطني. الجمهورية وبغية تسليط الضوء على مثل هذه العينات التي لا تعرف اليأس و لا الحدود لطموحها و إيمانا منها بقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام"أطلبوا العلم من المهد الى اللحد" تواصلت أمس مع هذا الكهل الذي تمكن من اجتياز شهادة الباكلوريا شعبة الآداب وعلوم الشريعة بمعدل (10.25/20) وملاحظة مقبول محققا أمنية ظلت حبيسة صدره لفترة دامت33سنة. الحاج سعد مسعودي الذي يشتغل إطارا بولاية الوادي ويقيم بالدبيلة 20كلم شمال شرق مقر عاصمة الولاية هو أب ل09أولاد، ثلاثة منهم يدرسون حاليا بالجامعة و رابعهم نال شهادة الباكلوريا شعبة علوم تجريبية بمعيته و بمعدل 15.08/20 وبملاحظة جيد بعد أن وجد التحفيز من قبل والده أرجع الحاج سعد أسباب إقدامه على هذه الخطوة و في هذه السنة بالذات الى أنها تصادف موعد اجتياز الباك من طرف ابنه عبد الرحيم وما حدث له قبل سنوات عندما كان يتأهب لامتحان شهادة الأهلية حيث أصيب قبل ثلاثة أسابيع من الموعد بشلل نصفي أصاب الطفل على مستوى النطق ،اليد والرجل جراء ضغط التحضير المكثف للامتحان ،ما ادخل الأسرة بكاملها في سباق ضد الزمن من أجل علاجه أولا حتى أن والده كان يفكر في إبعاده نهائيا من اجتياز الإمتحان لولا إلحاح بعض الأطباء وإيمانهم الكبير بقدرات الطفل من ناحية وأهمية مشاركته من الجانب النفسي خاصة مع إدراكهم التام حسب الوالد لقدرتهم على إستعادته للذاكرة مشيرا الى أن إبنه عبد الرحيم تعرض الى حالة مسح كلي للذاكرة ما عدا ما حفظه من القرآن الكريم قبل تلك الحادثة وقبل أن يستعيد تدريجيا عافيته، وقبلها كان الجميع قد وفق في تحضير الطفل لإمتحان وتمكن من تحقيق النجاح و الانتقال الى الثانوية بمعدل فاق ال15/20 وهي الحالة التي جعلتنه يقرر مؤانسته هذا العام من أجل تبسيط الأمور و وضعه في الصورة أن الأمور يجب أن تؤخذ بشكل عادي و لا يجب إعطاء أي شيء أكثر من حقه و هو ما تجسد بعد أن تحصل الابن عبد الرحيم الباك و نال معه الوالد نفس الشهادة التي قدر الله تعالى أن تكون لهما هذه السنة . .أما السبب الثاني فلا يخرج عن سياق حالة الابن عبد الرحيم، فصلاح الدين سبق له أن فشل في النجاح سنة 2003 و رفض بعدها تكرار المحاولة و باغت الجميع في البيت سنة2008عندما قام بالتسجيل وخوض الإمتحان وفاجأ اهله بنجاحه بعدما شارك كمترشح حر و دون ان يخبر احدا ،غير أنه وبعد أن سجل في معهد الحقوق بدات عليه اللامبالاة ولم يتمكن من النجاح في السنة الأولى مما دفع الوالد الى تهديده بالمشاركة و النجاح في الباك و دخول الجامعة و تجاوزه في دراسته في الجامعة وذلك بغية دفعه الى التضحية خاصة أن لاشيء يشغله فهو متزوج ويشتغل بالوكالة العقارية بالدبيلة و يحوز على شهادتي تفني سامي في الشبكات والثانية في إقتصاد الماء. وبالعودة الى ظروف الامتحان وكيفية التحضير لهذا الموعد قال الحاج سعد أنه كاد أن يرفع الراية البيضاء شهر أفريل الفارط عندما إنتقل الى تونس وأجرى عملية جراحية على مستوى العين غير أن إلحاح الأصدقاء والأولاد جعله يدخل مرحلة التحضير الجاد في شهر ماي الماضي قبل أن يحقق النجاح و الذي أرجعه بضرورة الايمان بأن طموح الإنسان لا حدود له و ما عليه إلا الإقدام على أي مشروع هادف و أن يخلص النية ويجتهد و يكون النجاح حليفه خاتما دردشته مع الجمهورية على أنه سيقدم على التسجيل في معهد العلوم الاسلامية علما و انه سيحال على التقاعد بعد سنتين أي و هو طالب جامعي في السنة الثانية فقط .