احتراما للتقاليد المرمية في مجال إحياء ليالي رمضان أخذت دار الثقافة بمعسكر على عاتقها إعداد برنامج خاص لهذا الغرض بالتعاون مع جهات أخرى من قطاع الثقافة كالمسرح الجهوي، وعدد من الجمعيات منها جمعية العلماء المسلمين فرع معسكر وجمعتيا الراشدية والمغديرية للطرب الأندلسي، وبناء على هذا البرنامج فإن جمع الساهرين في رمضان على موعد هذا العام مع 15 عارضا مسرحيا 7 محاضرات و3 سهرات فنية، كما ستتكفل تظاهرة «أيام الإنشاد والمديح الديني في طبعتها الثالثة تنشيط 5 ليالي من رمضان إبتداء من 30 جويلية المقبل». وقد سجل المسرح الجهوي بمعسكر، حضوره كالعادة في برنامج احياء ليالي رمضان بتدشين العروض المسرحية سهرة الثالث من رمضان باستضافة فرقة تعاونية مسرح اليوم من وهران التي قدمت عرضا مسرحيا بعنوان «الفرق» بدار الثقافة أبي راس الناصري. التي استقبل ركحها بين يومي السبت والإثنين الماضيين ووقائع عرض مسرحية أخرى الأولى بعنوان «مدرسة الأباء» لجمعية نشاطات الشباب عين الدفلى والثاني عنوانه «ما تبقى من الوقت» للجمعية الثقافية بسمة، والذي أعيد عرضه يومين متتاليين. وسيستمتع الساهرون ب 12 عرضا مسرحيا فيما تبقى من أيام رمضان المبارك من تقديم عدة تعاونيات وجمعيات ثقافية عبر الوطن كجمعية البليري للفنون وللآداب بقسنطينة التي تقترح مسرحية عنوانها «أنا عيالي الشيطان» واالجمعية الثقافية فنون بجاية بمساهمتها المتمثلة في عرض مسرحي عنوانه «الزلاميت» وتعاونية فن الخشبة لسيدي بلعباس ومسرحيتها «عساس الريح».. أما المسارح الجهوية فحاضرة في هذا البرنامج من خلال المسرح الجهوي لتيزي وزو الذي سيعرض على جمهور معسكر مسرحيته «يامنة» وكذا المسرح الجهوي للعلمة الذي يقترح عرض مسرحية «رحلة قطار»... أيام الانشاد حاضرة بوجوه معروفة بعض ليالي رمضان الأخرى تملؤها السهرات الفنية المتنوعة حيث سهر جمهور معكسر ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء مع الفنان بن عطية نور الدين وجمعية الراشدية في انتظار من يليها من وجوه الطرب الجزائري والفرق الموسيقية، كالفنان سمير تومي وفرقة المغديرية للطرب الأندلسي والشيخ المرنيز وجمعية أصالة للفن الشعبي وفرقة الفردة من القنادسة ببشار وجمعية عيساوة، فضلا عن فرق الانشاد والمديح الديني المشاركة في الأيام الثالثة لهذا النوع من الفن كفرقة الإشراق من تغنيف، المودة من وهران، القافلة من سعيدة الكوثر من تلمسان والنسائم الفنية من غريس. المحاضرات وجدت لها أيضا حيزا في برنامج إحياء ليالي وأيام رمضان، بفضل مساهمة فرع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بمعسكر، التي أوكلت إلى مجموعة من الأساتذة 7 محاضرات بعد عصر يومي الأحد والثلاثاء من كل أسبوع حول مواضيع دينية وعلمية مختلفة، فاختار الدكتور الحبيب بوزوادة التطرق إلى خواطر في طلب العلم، وفضل الشيخ عبد الرحمن جيروري تسليط الضوء على «صورة وحقيقة العبادة» ويساهم الأستاذ محمد بن دادش في هذا الجهد بإبراز أثر الصيام في تزكية النفوس. «المبادئ التي تحكم علاقة الرجال بالنساء في القرآن» «الحكم والغايات من غزوة أحد» «المواد الحافظة والمضافة في الصناعات الغذائية» و«الدعاء» هي محاضرات أخرى مبرمجة خلال الأيام القادمة وسيقدمها على التوالي الشيخ بن حنيفة العابدين، الشيخ سعيد خضار الأستاذ ملياني بن حليمة، والأستاذ طيب تشكيو، على أن تختتم هذه المحاضرات بندوة ينشطها الأئمة المحاضرون برئاسة الأستاذ محمد بن دادش عصر الرابع أوت المقبل، حول أحكام العيد، وزكاة الفطر، وصيام ستة أيام من شوال. تجدر الإشارة في الأخير إلى أن النشاطات المتنوعة المبرمجة لإحياء ليالي رمضان، لاتستقطب سوى شريحة محدودة من الساهرين، حيث تفضل شرائح أخرى السهر على طريقتها إما في قاعات خاصة أو في المقاهي وقاعات الانترنيت، وحتى في الساحات العامة وأمام البيوت. وخارج هذه الملاحظات، فإن يوميات الصائمين في معكسر، كما هي في سائر أنحاء الوطن يحكمها الاهتمام بالماديات وأكثر الأماكن استقطابا للصائمين، بل وعلى حساب مواقع العمل أحيانا، حيث يتهافت المتسوقون على شراء كل شيء حتى «حب الملوك» (الكرز) ب 700 دج للكلغ والتمر بنفس السعر والعنب ب 450 دج والليمون ب 200 دج !!! وزيادة على أداء الصلاة، أصبحت المساجد قبلة للصائمين للاستراحة في فضائها المكيّف، وكذا الأفواج من المتسولين الذين يبدو أن قفة رمضان لم تقنعهم أو لم تصلهم، أو أنهم يجهلون عناوين مطاعم الرحمة المفتوحة لإفطار الصائمين المعوزين.