لا يختلف اثنان في أن ولاية عين تموشنت بشريطها الساحلي الممتد على طول 80 كلم تعد قبلة سياحية تستهوي العديد من العاشقين للاصطياف والتأمل في بدائع صنع الله، فقد حباها الله مناطق خلابة ، ظلت مهمشة لعدة سنوات، لكن في السنوات الأخيرة استفادت من إعانات معتبرة لتحسين شواطئها خاصة وأنها أصبحت تستقطب أعداد هائلة من المصطافين كل موسم، أصبح محتما على المسئولين المزيد من الجهد لتقديم خدمة أحسن و تسجيل أكبر قدر ممكن من الزوار، وقد راعت السلطات ذلك حيث تم تصنيف شاطئ تارقة ضمن الشواطئ 14 النموذجية على مستوى الوطن مما سمح لها بالحصول على اعتمادات مالية كبيرة رصدت لإعادة الاعتبار لهذا الشاطئ , الذي يعتبر من أهم الشواطئ وأجملها بالجهة الغربية نظرا لانشراحه واتساع الشاطئ به مما يسمح باحتضان أعداد هائلة من المصطافين خاصة عند اشتداد الحرارة حيث يتوافد الناس بكثرة مما يخلق زحمة في الشواطئ الضيقة كما أن هناك عدة مسالك وطرق توصل إليه مما يخفف من حركة المرور، كما أن الطريق الأقرب الرابط بين تارقة والمالح خضع لتهيئة وتوسيع حتى اصبح طريقا مزدوجا مما اراح المصطافين المتوافدين إلى هذا الشاطئ خاصة وأن به حركة كبيرة للشاحنات التي تنقل الرمال، فقد قامت السلطات المحلية بوضع كل الإمكانيات الضرورية لتحسين الواجهة عن طريق طلاء البيوت الصيفية، الربط بشبكات صرف المياه القذرة و المياه الصالحة للشرب، كما تم تكثيف الإنارة العمومية.وتهيئة كل المرافق الموجودة فيه لتسهيل الخدمات، من ذلك تنظيم محلات بيع مختلف السلع حتى لا تبقى هناك فوضى، ومنع كل ما من شأنه أن يعرقل السير الحسن، وتم تخصيص مكان لإقامة الحفلات والسهرات الفنية في الليل، كما تم تدعيم وتكثيف الأمن مقارنة بالمواسم الفارطة عبر ما يصطلح عليه بالمخطط الأزرق من طرف مصالح الدرك الوطني بالتنسيق مع مصالح الأمن لضمان راحة و أمن المصطافين وذلك تحسبا لأي اعتداءات ، وستتخذ تدابير واحتياطات أمنية كبيرة لتفادي حدوث أي شيء يعكر موسم الاصطياف، ولضمان حسن الاستقبال للعائلات جند أعوان مختصين من طرف المحافظة الوطنية للساحل لتحسيس المواطنين بضرورة الحفاظ على المحيط وضمان نظافة الشاطئ ، كما تم إنشاء عدة مراكز لإيواء العائلات واستقبال المصطافين لقضاء عطلهم مع توفير كل الوسائل المريحة لهم عن طريق منازل صيفية مستأجرة، أو مخيمات صيفية عائلية، ولا يسمح لوضع خيم همجية تشوه صورة الشاطئ، كما ستشدد الرقابة على الباعة المتجولين خاصة فيما يخص السلع الاستهلاكية. تطهير الشاطئ من السلوكات الانحرافية هذا ويسعى القائمون على شؤون الشاطئ من اجل القضاء على كل السلوكات الانحرافية و الأخلاقية التي امتلأت بها شواطئ الولاية من رفع لأصوات الموسيقى وإزعاج الآخرين، اللعب بكرة القدم بالشواطئ، الاعتداءات، التحرش الجنسي، ممارسة بعض الأفعال القبيحة، تناول المخدرات أو المسكرات بالشواطئ ، التوقفات العشوائية للسيارات وسيتم السهر على تنظيم حركة المرور وضمان الأمن عبر دوريات راجلة بالأماكن المحيطة بالشواطئ كما جندت مصالح الحماية المدنية أعوانها الدائمين والمتعاونين من خلال إجراء بعض التربصات ووضع الوسائل والو وضع الوسائل والإمكانيات الضرورية لتسهيل أداء مهامهم مع ضمان الدوام حتى الليل نظرا للحوادث المسجلة في السنوات الفارطة والتي تكثر عند مغادرة رجال الحماية المدنية تزويد الشاطئ بمركز صحي يحتوي على بعض المعدات لتلقي الإسعافات الأولية وإجراء العلاجات الطبية.هذا وسيتقدم كل هذا البرنامج تنظيم حملات تحسيسية وتوجيه نشريات ومطويات لتوعية المواطنين بضرورة احترام الإشارات التي تضعها الحماية المدنية والنصائح المقدمة، وتقديم بعض الدروس النظرية والتطبيقية في السباحة. هذا ويتوقع القائمون على قطاع السياحة بعين تموشنت توافد أعداد كبيرة من المصطافين نحو شواطئ الولاية التي تسحر زوارها بمناظرها الخلابة .