مرة آخري.. أعود إلى زنزانة أيامي ،أدير شريط حياتي. . كان يمكن أن أعرف العشق ،أن أغرق الجرح على شفتيه أن لا أخرج ..من زنزانة ذاكرتي و أبقي تائهة وراء سحر الكلمات . . يشدني العمق ربما ..! وترا حزين اللحن و أنا .. أبحث عن جوازات السفر القديمة لكن الشيء الذي حيرني وجه وجعه .. ما كان يشبهني أنا ما رأيت تحجر الدمع بعيونه ،كل الذي كان بداخله طيف امرأة . . يا شاعري المدلل ، يا من غطتني قصائده ،رغم طول المسافات ،وحدك ..ستبقى في الذاكرة و يبقى وجهك ..يبدع وجوها بلون الملائكة ، تهدهدني ..حين أنام..و يبقى وجهك بغيمه و مطره ينبت أشعارا عالية بظلها و حقولها و عصافيرها. مرة آخري .. أعود إلى زنزانة أيامي ،لا تسأل ..عن الشخص الذي أوقعني في فخ الأحجيات و أغاني الراقصات لكن دمي..يجهل وجود أوطانا تفرق..الورد .. التمر .. و تراب الحضارات . في دمي..تسكن حلم الحكايا ..و سر هذا العمر التائه الذي لا يزال يبحث..عن خبز الشعير عن البراءة و قوالب الحلوى و أناشيد الوطن. مرة آخري ..أعود إلى زنزانة أيامي لأنظر ..إلى والدتي الجالسة في ركن من طين تلملم ..أشلاء الشهداء الساقطين لأنها تعلمت من طير الغراب كيف تخفي أجسادا ، تقلق راحة النائمين و صوت الجلادين..! مرة أخرى ..أعود إلى زنزانتي و ذاكرتي ..لأدون على صفحاتي أن الحب و الوطن شخص واحد ،قد سكن ذاتي فمن يطلق سراحي و يعطيني حريتي..! وعلي سرير ..تهزه أمواج البحر ، نظرت من نافذة فرأيت ..غيوما بيضاء تلوح للسلام تعبر عن عيون حزينة ، تودع الأحياء..و لا تريد أن ىتفتح أحضانها للأموات في تلك اللحظة كان الليل أنيسي. كنت ..انتظر لحظة الغروب ، لأتقمص روح العصفور الصغير و أرحل ..عن جسدي الباحث عن السلام ... بسمة تنتظر..و مخاض ينذر بولادة متعسرة ، في تلك اللحظة كان الليل أنيسي...نظرت إلى جسدي الممدد علي السرير ،فبحثت عن قصيدة في أعماقي عن كبريائي..عن نخوتي ..عن جذوري ..ثم سألت الجدود في المقابر عن البسمة التي انتحرت في تلك اللحظة كان الليل أنيسي...عندما رق الليل لحالي و رأى سقم جفوني و أشفق لبكائي و حنيني ،زارني طيفك في حلمي فعانقت النجم و القمر و رقصت مع البلابل التي عادت من السفر و دفنت الجرح مع القدر و كسرت الأشواك و حبي انتصر.. في تلك اللحظة كان الليل أنيسي ومرة أخرى.. أعود إلى زنزانة أيامي ،أدير شريط حياتي لأسكن في حلم الحكايا