وقع الكاتب و الروائي الجزائري محمد مفلاح مؤخرا رواية جديدة بعنوان "همس الرمادي" الصادرة عن دار الكتب بالجزائر ، وهي الرواية الرابعة للأديب عالج فيها أزمات الربيع العربي بشكل ملموس وبصفة واضحة ، واختزل بقلمه أهم الأحداث التي عرفتها الدول العربية المعنية بالثورات العربية ، حيث استعمل اللون الرمادي للايحاء على الزمن الحزين و الكئيب ، تماما مثلما اتسم به "حي الفرسان" في روايته ، وهو حي كان يتكوّن من 23 مسكنا ، دمر إثر طوفان عنيف بعد السنوات التي مرت على أحداث أكتوبر 1988. أسلوب الروائي كان مختلفا هذه المرة ، حيث ظهر مفلاح في ثوب جديد و أسلوب أنيق يلائم المعنى واللفظ والشخصيات التي اختارها ، حيث قدم لغة مشبعة بأنماط من التعبيرات اللفظية السلسة ، تساعد على ترجمة البيئة التي وظفها الكاتب في فصوله العشرة ، هذا دون أن يخرج من ثوب الواقعية التي غالبا ما تساعده على رصد تحولات المجتمع وترجمة مظاهره و أحداثه ، وهو الأسلوب الذي عرف به مفلاح منذ ولوجه عالم الكتابة الأدبية بأجناسها المختلفة . تجدر الإشارة إلى أن الروائي محمد مفلاح عرف باستحواذه على ملكة الأسلوب ، فكان أدبه مزيجا رائعا من القصص الراقية و الروايات الرائعة التي اختزل فيها أحدث الظواهر الاجتماعية و أكثرها تأثيرا على المجتمع الجزائري و العربي ، أسلوبه الأدبي له وقع كبير على نفوس قرائه و محبيه ، وهو ما ساعده على ولوج عالم النجومية من بابها الواسع أعماله الناجحة كانت كفيلة ببقائه في المقدمة رغم ظهور أسماء أدبية كبيرة لا يستهان بها . نطكر منها رواية " الانفجار" التي نال عنها الجائزة الثانية في مسابقة نظمتها وزارة الثقافة عام 1982 بمناسبة الذكرى العشرين للاستقلال، و " هموم الزمن الفلاقي " ، إضافة إلى " زمن العشق والأخطار " ، و" الوساوس الغريبة " .. الخ ، ليس هذا فحسب ، بل إن محمد مفلاح تألق أيضا في كتابة التاريخ ، حيث أنجز العديد من الأبحاث التي لها علاقة بتاريخ وتراث منطقة غليزان ، ونشر مقالات ناجحة بجريدة الشعب تحت إشراف الروائي الطاهر وطار ، كما نشر قصصه الأولى في بداية السبعينيات بعدد من المجلات و الجرائد الوطنية على غرار آمال، الجزائرية و النادي الأدبي لجريدة الجمهورية ، ليطبعها عام 1983 تحت عنوان " السائق " .