مع بداية الدخول المدرسي يغتنم بعض طلاب الطور الثانوي الفرصة لتسجيل أنفسهم لدى أساتذة مكلفين بالدروس الإستدراكية ولذا فمع اليوم الأول يسارع هؤلاء للحصول على مكان عند هذا الأستاذ أو ذاك ريثما تبدأ الدروس ليكون الدفع مقدما. فظاهرة «الدروس الخصوصية» قد إستفحلت في بلادنا وباتت تهدد المتمدرسين بأطوارهم الثلاثة حيث أن الأولياء والتلاميذ على سواء أصبحوا يعتمدون عليها كثيرا ويهملون ما يقدم في المدرسة أو لا يركزون مع أساتذتهم ظنا منهم أن النجاح يكون مع ما يقدم خارج المؤسسة ورغم أننا ما زلنا في بداية الموسم الدراسي إلا أن أساتذة الدروس الإستداركية بدأوا بتعليق ملصقات على الجدران وفي أماكن ظاهرة للعيان تحمل عنوان ورقم هاتف الأستاذ المستدرك والمواد المرغوب فيها وكذلك الأطوار والملاحظ أن هذه الدروس تتم في منزل أو روضة أطفال أو حتى مرآب جعل أصحابه منه أقساما صغيرة قد يكون هذا المكان ملكا له أو مستأجرا إياه من أجل إعطاء دروس إستدراكية تعود بالنفع عليهم لأن أثمانها مرتفعة جدا حيث تتراوح دروس الرياضيات والفيزياء والفلسفة ما بين 2000 دج إلى 3000 دج بالنسبة للأقسام النهائية فيما تتراوح ما بين 1000 دج و1500 دج لأقسام المتوسط خاصة بالنسبة للمواد العلمية لتقف عند حدود 700 دج لأقسام الخامسة الذين هم مقبلون على إمتحان «شهادة التعليم الأساسي» وقد تؤرق هذه الدروس المتمدرس والولي على حد سواء حيث أن التلميذ لا يجد راحة يستعيد فيها قواه الأسبوعية علما أن دروس الاستدراك تكون يومي الجمعة والثلاثاء مساء وأيام العطل الشتوية والربيعية ناهيك عن أسابيع الإمتحانات وهذا قد يعود بالسلب على مستواه بسبب قلة الراحة ، أما الأولياء فهم يعانون من هذه المصاريف الزائدة على ميزانية الأسرة ولكنهم رغم ذلك مضطرين لدفع فاتورة هذه الدروس من أجل نجاح الأبناء.