يشكل التدخين واحداً من التحديات التي تواجه بعض الصائمين في شهر رمضان نتيجة تأثير النيكوتين على الجسم خاصة على المدمنين منهم. وفي الوقت الذي اختار البعض خلال شهر شعبان التقليل من عدد السجائر المدخَّنة في اليوم، اختار آخرون الاستنجاد بالأطباء لمساعدتهم، لا سيما أن شهر رمضان هو أفضل فرصة للتخلص من هذه الآفة المضرة بالصحة، حسبما أكد ل "المساء" حمزة مكري، طبيب بالمؤسسة الاستشفائية بالعفرون، بمناسبة أسبوع الوقاية الذي أطلقته وزارة الصحة تزامنا وحلول شهر رمضان. وصف الطبيب حمزة مكري التدخين بالمرض المزمن؛ شأنه شأن مرض السكري أو الضغط الدموي بالنظر إلى التأثير الكبير لمادة النيكوتين الموجودة في السيجارة على جسم الإنسان. هذا المرض، إن صح التعبير، يقول الطبيب، بحاجة لأن يخضع مدمن التدخين إلى مرافقة طبية لمعرفة كيفية التعامل معه للوصول إلى الشفاء من إدمانه بصورة نهائية، أو على الأقل التقليل منه. وحسب الطبيب، فإن شهر رمضان من الفرص الثمينة التي يغتنمها الكثيرون للتخلص من إدمان التدخين، وهو ما يعكسه التردد الكبير على المؤسسة الاستشفائية؛ طلبا للمساعدة، وبحثا عن التوجيهات التي تساعد الصائم على التخلي عنه نهائيا. أول نصيحة يجري تقديمها، حسب الطبيب حمزة، لكل من يقصد المؤسسة الاستشفائية أو من خلال الأيام التحسيسية التي يتم تنظيمها، هو ضرورة أن يتسلح الشخص بالإرادة التي تُعد شرطا لا بد منه. وثانيا أن يتخذ قرارا صارما حتى يتمكن من النجاح، وتطبيق البرنامج الذي جاء يبحث عنه للتخلص من إدمان التدخين. وحسب المتحدث، فإن بعض الذين قصدوا المؤسسة الاستشفائية، أول نصيحة قدمناه لهم هي اعتبار شهر شعبان بمثابة الفترة التجريبية التي يكون فيها المدخن مطالَبا بالتقليل من عدد السجائر التي يدخنها خلال اليوم، فإن كانت مثلا 20 سيجارة حبذا لو تقل إلى عشرة أو أقل الى غاية حلول شهر رمضان، حيث يمكن الوصول إلى تدخين سيجارة واحدة في اليوم. أما بالنسبة للفئة التي فاتتها هذه الفرصة في شهر شعبان، فإن النجاح في التعافي من إدمان التدخين لايزال قائما خلال شهر رمضان، لأن الفرد يكون ملزما بالصيام إلى حوالي 16 ساعة، وبالتالي هو مطالَب بترك التدخين إلزاما لصحة الصيام، وبالتالي هذا أول تحد؛ لأنه من غير الممكن أن يدخن أكثر من عشر سجائر بعد الإفطار، فالمدة لا تسمح له حتى وإن أطال السهر، وبالتالي ستكون الفرصة مناسبة للتكيف مع العدد القليل من السجائر؛ لأن تركيز النيكوتين في الدم يتراجع بفعل الصيام، مؤكدا أن وجود مؤشر الصيام يساعد بشكل كبير، على ترك التدخين، وموضحا أن النصيحة الهامة بالنسبة لهذه الفئة هو تأخير تدخين السيجارة بعد الإفطار قدر الإمكان. والتمكن من تحقيق هذه المعادلة يؤدي إلى ترك التدخين بصورة نهائية مع نهاية شهر رمضان. ويقول المتحدث: "المؤشر الذي نعول عليه نحن الأطباء للنجاح في حمل الصائم على ترك التدخين، هو الساعات التي تلي الإفطار؛ فإن تمكن من التغلب على نفسه وتأخير تدخين سيجارة واحدة، يكون نجح في الاختبار. ويبقى بعدها الانتقال إلى المرحلة الموالية، وهي كيفية التخلي نهائيا عن التدخين"، لافتا إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن الأغلبية التي طلبت مساعدة الأطباء نجحوا في التغلب على آفة التدخين بفضل شهر رمضان، الذي يساعد على تصفية الجسم من تركيز النيكوتين، مؤكدا أن من بين البدائل التي يتم تقديمها للصائم المدخن، الفيتامينات، مثل فيتامين "س" ومركز الفيتامين التي تساعد على التقليل من رغبة الجسم الكيماوية للسجائر، وقس على ذلك بالنسبة أيضا الشمة أو إدمان الشيشة.