رمضان هو شهر للعبادة وللمحبة والتضامن والتكافل،ولكن البعض من الناس قد جعل منه شهرا للكسل،والبعض الآخر اتخذه مطية ليصب جما غضبه على الآخرين،وفي جميع الحالات فإن الوسطية هي الطريق الأفضل في كل شيء، وليس ذلك التهور الذي نلاحظه هنا وهناك ولا تلك السلوكيات التي طرأت فجأة على طبائع الناس وأخلاقهم،حتى أن الكثير لم يبق له من رمضان إلا الجوع والعطش،وربما يرجع ذلك إلى تأثير عملية الحجر الصحي المنزلي ،والتي نتمنى أن تقوم السلطات بعدم تجديدها ورفعها نهاية هذا الأسبوع ..؟ الكل يعرف وخاصة الذين يطالعون مختلف الصحف الوطنية وسائل الاتصال الاجتماعي ،خاصة فيما يتعلق بالحوادث يحدثوك بما هو أمر استغلال الظرف الصحي وقدوم رمضان ليرفعوا في أسعار المواد الغذائيةوالخضروات وكاننا لسنا في بلاد المسلمين الذين ينبغي أن يعطوا المثل في الاستقامة..؟ لكن كل ذلك يهون أمام ما تنقله لنا صحافتنا الوطنية من جرائم وسفك دماء والتعدي بالقتل على النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ووفق الشروط الضيقة جدا التي حددها الله ورسوله،فتجد المواطن يقتل آخر ولأتفه الأسباب ولعرض زائل،وقس على ذلك مثل هذه الجرائم التي يندى لها الجبين ويقف الإنسان لهولها حائرا لا يدري ما يقوم ، أهؤلاء بشر أم حجر،أم جنس آخر تفوق على شياطين الجن في الخبث والمكر،بل ويقف إبليس نفسه أمام جرائمهم فاغرا فاه لم يتصور أن يصل ببني آدم الأمر إلى الإقدام على قتل أقرب الناس إليهم..! لئن كانت شياطين الجن كما،قال عليه الصلاة والسلام،مكبلة في رمضان وليس لها سلطان على الصائم،فإن شياطين الإنس مطلقة العنان تفعل ما تشاء،فهي إذن أكبر خطر على الإنسان من الشيطان نفسه،تجدها مطلقة العنان في كل مكان في الأسواق والعيادات والطرق وفي الجامعات وحتى في البيت نفسه،ومثل هؤلاء من الأفضل لهم،أن يغيروا سلوكياتهم وأن يراجعوا أنفسهم،ذلك لأنه ليس لهم إلا الجوع والعطش كما قال(ص) ..؟ خليفة عقون