أكد وزيرالمجاهدين محمد الشريف عباس أول أمس أن الجزائر شيدت مؤسسات ومرافق وهياكل قاعدية هامة ساهمت بشكل كبير في تكوين المواطن الجزائري. وقال السيد محمد الشريف عباس في حديث ل(واج ) عشية الاحتفال بالذكرى ال 59 لاندلاع الثورة التحريرية ان هذه المؤسسات ساهمت في تكوين الانسان الجزائري من خلال المدارس والمعاهد والجامعات والمعامل. وأوضح أن الجزائر "تتقدم اليوم بتفاؤل وأمل كبيرين نحو ارساء دعائم المجتمع الديمقراطي الذي يقدس العمل ويحترم مبادئ المواطنة والحريات العامة والخاصة ويدرك دوره في تحقيق الاقلاع الاقتصادي والاندماج الدولي على اساس الكفاءة والاقتدار ورفع التحديات بمقاييس العصر ومفاهيم الحداثة والمصالحة مع الذات". ولدى تقييمه للانجازات التي حققتها الجزائر بعد 50 سنة من الاستقلال, ذكر الوزير أن معرض "ذاكرة وانجازات" الذي عرف مشاركة جل القطاعات الوزارية, أبرز على وجه الخصوص "البرامج التنموية التي جسدتها سواعد أبناء هذا الوطن عبر كل مراحل التعمير والبناء مع وضع تصور لمشاريع المستقبل". وبشأن الطعون المقدمة من طرف الاشخاص الذين سحبت منهم بطاقة الاعتراف بصفة مجاهد ولم يتم الرد عليها, قال الوزير ان "موضوع الاعتراف قد تم الفصل فيه نهائيا" وأنه لا يمكن بعد مرور 50 عاما من استرجاع السيادة الوطنية ان "يبقى هذا الموضوع محل جدل ونقاش». * جمع المادة التاريخية
وعن سؤال حول الخطوات التي تعتزم وزارة المجاهدين القيام بها لتنوير الاجيال الصاعدة بعظمة ثورة اول نوفمبر, أوضح الوزير ان "جهودا معتبرة قد بذلت منذ الاستقلال لتحقيق هذا المبتغى منها على وجه الخصوص تنظيم ندوات وملتقيات محلية ووطنية بغية جمع المادة التاريخية وتسجيل الشهادات من افواه صانعيها وانجاز العديد من المرافق التاريخية والثقافية كالمتاحف الجهوية والولائية". وأضاف في هذا السياق قائلا: "كما تم انجاز عدد من الافلام التاريخية التي تعرض الحياة النضالية والبطولية لبعض رموز الثورة التحريرية المظفرة اضافة الى الاشرطة والوثائق والافلام السينيماتوغرافية التي تعني بسيرة وبطولة رموز الثورة" بالاضافة الى "ترجمة وثيقة في شكل قرص مضغوط يتناول تاريخ الجزائر ما بين 1830 و 1962 الى جانب مطبوعات تتناول سيرة رموز الثورة التحريرية موجهة خصيصا للأجيال الناشئة في الاطوار التعليمية الاولى". وأشار المتحدث الى أن هذه الاعمال موجهة للأجيال الصاعدة حتى تدرك بان ثمن الاستقلال كان غاليا وأنه يتعين عليهم المحافظة على هذا المكسب. * ليس كل ضحية صاحب حق وأكد في سياق آخر محمد الشريف عباس أن قانون المجاهد والشهيد لايعتبر كل من سقط ضحية همجية المستعمر صاحب حق مشيرا إلى ان هذا القانون قد حدد مقاييس منح صفة الشهيد لضحايا الثورة التحريرية. وقال السيد محمد عباس في ان "قانون المجاهد والشهيد الذي عالج مسار الثورة 54-62 وحدد اطر ومقاييس منح صفة المجاهد و الشهيد وكرس حقوقهم الاجتماعية لا يعتبر كل من سقط ضحية همجية المستعمر صاحب حق بل يربط بشروط". و تتمثل هذه الشروط في ان يكون المعني مشاركا بصفة فعلية ومستمرة في ثورة التحرير الوطني ومهيكلا في جبهة وجيش التحرير الوطنيين او منضويا تحت لوائها كما ذكر الوزير قبل أن يشير أن عملية الاعتراف بضحايا مجازر 8 ماي 1945 و"التدقيق فيها صعبة المنال". وللإشارة كانت المجموعة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية للمجلس الشعبي الوطني قد اودعت منذ شهر لدى مكتب المجلس مشروع قانون يقترح ادراج ضحايا مجازر 8 ماي 1945 ضمن قائمة شهداء التحرير الوطني. وأوضح الوزير في هذا الصدد اننا "اذا كنا نقر بأن الاستقلال ما كان ليتحقق لولا قوافل الذين قدموا ارواحهم فداءا لهذا الوطن عبر مراحل المقاومة واثناء الكفاح المسلح الا ان شهداء كل المحطات التي سبقت ثورة التحرير لم يتم تقييد اسماءهم في سجلات او احصاءهم اوالتأكد من طبيعة مشاركتهم الفعلية او غيرها من المعلومات المطلوبة في مثل هذه الحالات كما هو الشأن بالنسبة لشهداء الثورة التحريرية والتي تضمنها قانون المجاهد والشهيد". وذكر ذات المسؤول ان "مصطلح شهداء لم يغيب في ادبيات التطرق لمختلف المحطات التاريخية من المقاومة الى انتهاء الثورة " مؤكدا في نفس الوقت ان "مجاز 8 ماي من اهم المحطات التاريخية التي هيأت للكفاح المسلح الذي نحي ذكراه ال59 والذي تكلل بالاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية". * برنامج عمل لاسترجاع الارشيف الوطني وأعلن وزيرالمجاهدين أيضا ان وزارته سطرت برنامج عمل لحماية التراث التاريخي واسترجاع الارشيف الوطني الخاص بالثورة التحريرية. وقال السيد محمد الشريف عباس أن الوزارة سطرت برنامج عمل خاص بحماية التراث التاريخي والثقافي واسترجاع الارشيف الوطني الخاص بثورة التحرير. وأضاف أن الجزائر "في سعي دائم مع بعض الدول الشقيقة مثل تونس وليبيا والمغرب وسوريا ومصر لاسترجاع ما تبقى من أرشيف هذه الدول". وأوضح الوزير ان مسألة استرجاع الارشيف تعتبر بمثابة "انشغال دائم" لدائرته الوزارية مشيرا في نفس الوقت الى ان "الارشيف الحقيقي متواجد لدى كل الشعب الجزائري وهو عند كل مجاهد عاش وعايش ثورتنا وعند كل عائلة او اسرة جزائرية تحتفظ بوثيقة او ورقة تاريخية او صورة او حتى مقتنيات تعود لفترة ما من تاريخ الجزائر البطولي". وذكر الوزير بشأن عملية استرجاع الارشيف الوطني من فرنسا أن"ما تم استرجاعه من ارشيف, خاصة ما تعلق بالفترة العثمانية يعد قطرة في بحر" مشيرا الى ان استعادة الأرشيف سيسمح للمؤرخين والباحثين والدارسين والمهتمين بالتاريخ الوطني من استغلالها واستثمارها "بما يمكنهم من رسم معالم منهجية للوثيقة التاريخية"