أضحت محطات نقل المسافرين ما بين الولايات المتواجدة بمدينة تيارت قبلة مفضلة للأفارقة النازحين من دول الساحل من أطفال و نساء يقضون لياليهم بها تحت درجة حرارة منخفضة تصل غالبا إلى درجتين تحت الصفر . لم تعد السلطات المحلية لولاية تيارت تبالي لمصير الآلاف من النازحين الأفارقة الذين فضلوا البقاء بمدينة تيارت بحثا عن الاستقرار بعد أن قطعوا الآلاف من الكيلومترات عبر تمنراست . و بالمقابل فالمنظر تشمئز له العين و أن ترى في الصباح الباكر أطفال و نساء و بالعشرات قد جعلوا محطة نقل المسافرين الخاصة بالجهة الشرقية من الوطن ملجأ لهم دون أن يتم إبعادهم أو إيجاد حل نهائي؛ الأمر الذي اشتكى منه المسافرون في أكثر من مناسبة باعتبار أن ظاهرة التسول أصبحت معهودة للمواطنين بمحطات المسافرين وان يتم التعامل برفق و رحمة إلاّ أنّ الوضع لم يعد يُحتمل أو يطاق. و بالمقابل فإن ظاهرة تواجد الأفارقة عبر دوائر تيارت لم تعد غريبة على السكان هذا في ظل التقاعس الذي تمارسه السلطات المحلية للتحكم في هذا المشكل مع العلم أنّ غياب التغطية الصحية من الخرجات الميدانية للأطباء قد يتسبب في تفشي الأمراض و الأوبئة. و من جهة أخرى فمعاناة الأفارقة تتعدى البحث عن المال و الحصول على دنانير قد تكفيهم ما يتوفر من الأكل إلى غياب تام لفضاء يقيهم من برودة الشتاء و هذا ما قد يعبر جليا عن عدم محاولة الجهات المختصة من التضامن الوطني و الهلال الأحمر الجزائري للتكفل بهم و لو حتى توفير وجبات غذاء ساخنة و بين هذا و ذاك يبقى المواطن متخوّف أكثر من انتشار الأمراض أو ظواهر أخرى و إن أصبح الإفريقي يزاحم المتسوّل من أبناء المنطقة فهذا شأن آخر قد تسبب في عدة شجارات دون وضع حد لهذه المهزلة و التي تتفرج عليها السلطات المحلية.