ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق اكبر محفل افريقي للكرة الصغيرة بالجزائر التي ستكون عاصمة اليد الافريقية باحتضانها للطبعة ال 21 لكاس الامم على مدار اسبوعين حيث ستشهد قاعات العاصمة منافسة شرسة ما بين المنتخبات التي لها تقاليد عريقة في هذه التظاهرة خصوصًا دول شمال افريقيا التي لم تترك اي مجال لباقي الدول القارة لدخول معترك البطولة للتتويج باللقب . علما ان مستوى بعض المنتخبات تطور و قد تشهد انتفاضة في هذه البطولة التي فقدت بريقها و تريد استعادة امجادها في صورة المنتخب النيجيري بالإضافة الى المنتخب الانغولي الذي سبق و ان تأهل للمونديال العالمي على حساب الخضر و سجل مشاركة تاريخية ضمن اكبر منافسة عالمية تهيمن عليها عمالقة الكرة الصغيرة للقارة العجوز . عشاق الكرة الصغيرة بالجزائر ينتظرون ان ينفض محاربو الصحراء عن انفسهم غبار الاخفاق الذي طال كرة اليد الجزائرية والتي لم تعد تقنع عشاقها بالمشاركة الرمزية و الحصول على مرتبة تأهيلية للمونديال العالمي ، حيث تنتظر هذه الجماهير الرياضية لأي انجاز يرفع الراية الوطنية عاليا بين الامم و يسوق الدول الافريقية بمختلف المحافل العالمية و ليس إفريقية ،فهي تنتظر ان ينتفض اشبال زقيلي بالطبعة ال 21 و تأكيد ان الاستفاقة بالطبعتين الاخيرتين اللتان كانتا بمثابة الانذار مباشر للمنتخبات المنافسة على اللقب ، الذي غاب من خزينة مقر دالي ابراهيم منذ سنة 1996 و التي عرفت اخر صيحات تتويج لليد الجزائرية و قيادتها قافلة المنتخبات الافريقية في مونديال الإسباني و كان ذلك تحت اشراف و هندسة المدرب مكي الجيلالي الذي كان من صناع التتويج الافريقي السادس للجزائر و الاخير بكوكبة من اللاعبين تضم احسن ما انجبه الاصلاح الرياضي على غرار نجال سليم القوة الضاربة للمنتخب الوطني بالإضافة الى بوزيان دون نسيان القائد عواشرية الذي لم يكتب له ان ينهي مسيرته الحافلة مع المنتخب بتتويج اخر ، و ذلك في النهائي امام الفراعنة بقاعة حرشة اين عجز الخضر عن انتزاع التاج الافريقي من المنتخب المصري الذي عاد الى ارض وطنه حاملا للكأس . الجزائر رسمت تواجدها بهذه المنافسة في ال 20 طبعة و غابت عن واحدة و التي كانت سنة 1977 كما نشطت 13 نهائي توجت بست بطولات و لعل الجيل الذهبي للثمانينات يعد الاكبر تتويجا ، حيث تمكن الخضر من حصد 5 كؤوس في خمسة طبعات متتالية على يد عبد العزيز درواز اين هيمنت اليد الجزائرية على العرش الافريقي من 1981 لغاية 1989 ، لتتعثر بعدها في طبعتين متتاليتين و تعود سنة 1996 لتنال الكاس ، لتتنازل بعدها كرة اليد الجزائرية عن عرشها لصالح المنتخب المصري و التونسي ، و اللذان هيمنا افريقيا رغم ان الخضر لعبوا ستة نهائيات كلها باءت بالفشل لنيل اللقب و كان اخرها في الطبعة الاخيرة و التي احتضنتها المغرب ، اين عرفت تنشيط الجزائر للنهائي بعد تأهيلها على حساب الفراعنة بسيناريو تراجيدي صنعه الثنائي بن علي و شهبور عمر اللذان سجلا هدفين في دقيقة واحد جعل رفقاء بركوس ينشطون النهائي امام نسور قرطاج الذين كانوا اقوى من المنتخب الوطني و نالوا الكاس السابعة ليصبح رفقاء وائل جلوز الاكثر تتويجًا بهذه المنافسة . طبعة ال 21 التي ستنطلق غدًا ينتظر ان تكون بداية عهد جديد لكرة اليد الجزائرية التي عانت من ويلات الصراعات على هرم الاتحادية تطلب تدخل اللجنة الاولمبية الدولية و الجزائرية ، ليتم اعادة ترتيب بيت دالي ابراهيم و تنصيب بوعمرة على راس الفدرالية الذي عمل على تحضير المنتخب في اربعة اشهر لم تكن كافية حسب الفنيين و مختلف التقنيين لمواكبة المونديال الافريقي ، رغم كل هذا فهناك عامل الارادة و اللاعب الثامن و المتمثل في الجمهور الذي يعول عليه رفقاء المخضرم لعبان لصناعة الفارق و الدفع باشبال زغيلي للتتويج بالكاس السابعة تعيد كرة اليد الجزائرية الى الواجهة و مكانتها الدولية .