معروف اعمر المدعو " عميمر " عرف منذ ولادته في سنة 1946 مشاكل الحياة بدأ بتضارب العائلة الصغيرة من أجل منحه ... لقبا يسمح له شق طريق الحياة ففي الوقت الذي اختار الآب تلقيبه ب " معمر " رغبة والدته كانت تسعى إلى تسميته ب " عمار " فتم الإتفاق في الأخير على تلقيبه ب " عميمر " ومنذ ذلك الوقت وهو في صراع دائم مع متاعب الحياة خاصة بعدما اختار طرق باب عالم المسرح والسنيماتوغرافية ، استغلت جريدة الجمهورية تواجد " عمي عميمر " بمستغانم ومشاركته فعاليات المسرح العالمي للهواة في طبعته 43 وأجرت معه الحوار التالي : *عمي عميمر كيف جئت إلى عالم المسرح ؟ بدايتي مع عالم المسرح كانت في سنة 1964 جراء النداء الذي أطلقه المسرح الوطني عبر الجرائد التي كانت موجودة آنذاك حيث كان بحاجة إلى وجوه جديدة تبعث عالم المسرح الجزائري من جديد فاستجاب الشباب الراغب في ممارسة المسرح وقد جاؤوا من مختلف جهات الوطن . *وما الذي حدث ؟ _ بدأ الشباب يصعد الواحد تلو الآخر فوق الخشبة و من ثمة طبعا تقديم بصفة ارتجالية عروضا مسرحية أمام لجنة تحكيم كانت مشكلة من السادة مصطفى كاتب ، الحسن الحسني ، رويشد ، علولة رحمهم الله ، لما طلب مني الصعود لتقديم دوري كان سني لا يتجاوز العقد الثاني فقدمت ما كان عليا وأعتقد أنني تمكنت من إعجاب خاصة الممثل الكبير رويشد رحمه الله وبعد مرور 15 يوما استدعيت لأداء أدوار بدائية وهكذا كانت خطواتي الأولى في عالم المسرح وقد سمح لي بالمشاركة في مسرحية " الغولة " التي اقتبسها رويشد ومنذ تلك الفترة وأنا في عالم المسرح ثم السينما إلى اليوم . *كيف أصبت بحمى المسرح عمي عميمر ؟ _ في الحقيقة لم التقط حمى المسرح من باب الصدفة لأن هذه الأشياء لا تأتي هكذا وحتما هناك عوامل ممهدة لذلك فبالنسبة لي عرفت حمى المسرح منذ أن كنت صبيا حيث كنت ملهما بعالم المسرح والفنانين خاصة منهم الجزائريين بدليل كنت أصنع بداخل منزلنا وفي إحدى زواياه ما يشبه بمنصة المسرح بعدها كنت أستدعي أطفال جيراننا وأضع ستارا بيني وبينهم وعندما يحين وقت العرض أزيل ذلك الستار وأعرض عليهم نشاطي والذي كان في الحقيقة ارتجاليا ، وبعد الإستقلال كما تعلم كان للأوربيين النوادي الفنية عبر مختلف أنحاء أحياء الجزائر العاصمة وبعد مغادرتهم البلاد بدأ الشباب يقتحم تلك النوادي وهو ما فعلت مع أصدقائي فوجدنا عددا كبيرا من الأدوات الموسيقية و... منصة ، لا أخفي عنكم أن كل أصدقائي اتجهوا نحو تلك الآلات إلا أنا الذي انبهرت أمام تلك المنصة فصعدت فوقها وطلبت من أصدقائي اللعب فوقها . * طبعا كان لعمي عميمر ممثلين أثروا في حياته الفنية ؟ _ حقيقة كان هناك ممثلين كان لهم الأثر الكبير في حياتي الفنية ومن بينهم الحسن الحسني ، رويشد ، محمد التوري ، سيدي علي فرنادال ، البوقاسي عبدالقادر ، والحاج عمار لعلمكم خلال هذه الفترة كانت وسائل الإتصال ومن بينها التلفزة شبه منعدمة وكانت كل أعمال الفنانين المذكورين وغيرهم منسوخة في اسطوانات من نوع 33 و 45 دورة و هنا لا أخفي عنكم فرحتي وابتهاجي وأنا أحتك بهؤلاء الممثلين وأشاهدهم أمامي وهم يمثلون أدوارهم إنهم حقا عمالقة لا يحق لي أن أتغافل عن ذكر طيب أبو الحسن ، حميد نمري ، سيدي علي مقلاتي كل هؤلاء لم يبخلوا منحنا كل ما تعلموه خلال مشوارهم الفني . *ما هو المشهد الذي أثر فيك خلال كل مسارك الفني ؟ _ بخصوص هذه النقطة أقول أن المشهد الذي أثر في نفسيتي وكان له الصدى عبر وسائل الإعلام التي تحدثت عنه كثيرا هو عندما قدمت فرقتنا مسرحية في مدينة باتنة و كان ذلك في عز الشتاء ففي الوقت الذي كان أغلبية المشاهدين تحت قشابيتهم " يبحثون عن الحرارة والدفء نزعت محفظتي ودخلت وسط إناء كبير مملوء بالماء حيث كانت فعلا صورة معبرة ومؤثرة تفاعل معها الجمهور كثيرا وكذا وسائل الإعلام . * وماذا عن كاكي ؟ _ كاكي رحمه الله تعرفت عليه في المناستير وقد أخذت عنه الكثير في باب المسرح رغم أنني لم أتعامل معه ، كان يحبني ودائما عندما ألتقي به يقول لي كلمة تضحكه كثيرا والفنانين المستغانميين يعرفونها حيث كان يقول لي " معروف خديم الزاوية " ولا أدري ما كان يقصد من وراء ذلك . *كيف تمكنت من تشكيل شخصيتك الفنية ؟ _ تمكنت من ذلك بفضل فنانين عمالقة حيث كان لي شرف الإحتكاك بهم خلال مساري الفني على غرار علولة ، كاكي ، رويشد رحمهم الله وكذلك تلك الأعمال المسرحية والفنية التي كنت أقدمها مع زملائي عبر مختلف العروض المسرحية التي كانت تقام خارج الوطن كل هذا ساهم في تكوين شخصيتي الفنية . *ماذا عن الإنجازات السينماتوغرافية ؟ _ في هذا العالم والذي اقتحمته وأنا في رعيان شبابي سمحت لي الظروف المشاركة في عدة أفلام جزائرية من بينها " معركة الجزائر ، الطريق ، حسان طيرو ، المصير ، يسمينة ، قلوب في صراع ، الإمتحان الصعب ، جروح الحياة ، أحلام وأوهام وغيرها . *وعن المشاريع الجديدة ؟ _ مشاريعي الجديدة تتمثل في مشاركتي في فيلم قوي يروي مسيرة فيدرالية الملاكمة الجزائرية تحت عنوان " ألوان الأمجاد / les couleurs de la gloire " وأنا جد واثق أن هذا الفيلم سيكون له رد فعل إيجابي كبير وسط الجمهور الجزائري المحب للرياضة وتاريخه . *كلمة أخيرة عمي عميمر ؟ _ واش نقولك ، في كلمة واحدة أقول أنني أضع كل تجربتي في سبيل المسرح والسينما الجزائرية كما أتمنى النجاح الكامل لهذا المسرح الهاوي الذي أصبح عالميا بفضل جهود رجال أمثال جمال بن صابر وطاقمه الذي أتمنى لهم كل النجاح في مشوارهم الفني .