ضاقتْ حدودُ الأبيضَ المجنونِ، واتسع الكلامُ ولا مناصَ من الكتابة فلذا، يدي لا بدَّ أنْ تصلَ السحابة ما من سواها دفتري، ودمي مدادي وكتبت أول ما كتبتُ، فوق أزرقها " أحبك يا بلادي" وكتبتُ ثم كتبتُ، لكنَّ الرقابة صعدتْ وصادرت السماء فلينسني قبري المضاء إن لم أقل جسدي خيانتي الوحيدة لم أخنه ولم أوزعه على رف الطيور الجارحة لا، لم أبذّره هناك كحنطة الأيتام في أرض الكآبة الروح في حجر القصيدة وردة متفتحة عبر الشذى طرق الشمال المتربة فلتحملي في الفجر طاستك الصغيرة آه أمي.. بللي جسدي لينهض مرة أخرى كأني " عازرٌ" وصل المدينة في هزيع الليل تحمله خطاه المتعبة ورأيت غزة في حقول الغيم تلتقط الحصى وتوزع الحلوى على الأطفال في السنة الجديدة ضاق المكان ولي هناك ثلاثة جسدي وروحي والقصيدة ضاقتْ حدودُ دمي ضاق الكلامُ على فمي ولديَّ متسع من البوح الجميلْ أيها الردى قفْ خلف نافذي، ولا تدخلْ سأخرج في الصباح إليك متكئاً على جسدي النحيلْ والآن سربي صوبَ دار أبي العتيقة لم يأخذوا منّا سوى هذا الدمار حجارة كانت بيوتاً قبل أن يصلوا وكان هناك بابٌ من خشبْ يفضي لدالية العنبْ ومقاعدٌ حجرية كان الصغار يعابثون النملَ بين شقوقها لم يأخذوا منا سوى ما فاضَ من شرفاتِها في طاسة الروح، هذان حمامةٌ فوق السطوحْ وسربُ عشبٍ خبأته يدُ الحديقةْ عن عيونِ الطيرِ في شقِّ الجدارْ ضاقت حدود الآخرين وقامتي فيها مديدة جرح الهديرُ مصاطبَ الدورِ القديمة جرحَ النوافذ في تلهفِ طفلةٍ وقفت تراقب أن يصل أمٌ وأب من آخر الدربِ البعيدْ