تلفتُّ لا أحد .. اعترفت بعجزي لم أكن أريد المقامرة بحياتي أردت النجاة بطريقه غير مؤلمه فكان البحر خياري كان بهواً دون أبواب مكتظاً عن بكرة أبيه بالبشر الذين كانوا عراة إلا من ورقه التوت. كان عُرياً مُنفرا تراجعت لأعود أدراجي لكن الفضول غلبني. قلت : لأواصل اللعبة إلى النهاية. الذي أثار استغرابي أنهم كانوا يوارون وجوههم بالأقنعة, يُخال لأول وهلة أنها نهاية العالم أو أن تسونامي قد ضرب المكان كله. كان عقلي مهيأ للاحتمال الأول كمحصلة لما يتنافس المنجمون والفلكيون هذه الأيام من توقعات حول اقتراب نهاية العالم . وقفت واجمة لا أحرك ساكنا أهمهم: ما الذي أتى بي هنا ؟ لمحوني تحلّقوا حولي بدائرة كاملة مُطلقين أصواتاً تبعث على الريبة, تمركزت وسط الدائرة متقوقعة حولي “لا ادري رغم مخاوفي في تلك اللحظة لمَ تذكرت دائرة الطباشير القوقازية ؟أصواتهم علت كهدير إعصار, طّوقت أذني بكلتا يداي لأتوقى ضجيجهم البدائي كأنهم في تلك اللحظة من آكلي لحوم البشر زاحموني بل حاصروني, ضاقت الدائرة حولي اختنقت, صرخت صرخة مُدويّة لأنفث رعباً مكتوماً. تساقطت أقنعة وجوههم التي كنت أعرف أغلبها “يا إلهي لمَ كل هذه الأقنعة؟ تساءلت بغرابة.الكامن في الزاوية القصيّة تحرك من مكانه كان شابكاً يديه خلف ظهره بمدية تبينتها لاحقاً لما أبصروه فكوا حصارهم عني كان يخترقني بنظراته بوجه شمعي خالي من الملامح كأحد تماثيل مدام توسو مبُيتاً أمرً ما, حاذاني بالمسافة تراجعت خطواتي للوراء كان يدنو وأنا أتقهقر إلى أن أطلقت ساقي للريح ظل يعدو بأثري وبأنفاسي المتقطعة, كنا قد تجاوزنا البهو إلى الخلاء الواسع, قلبي يكاد يغادر تضاريس جسدي كأن كرة نارية احتلّت دواخلي وصل زفيرها لأذني ورأسي وشفاهي استحلت قطعة خشبية مجوفة كأني خواء أبتغي أي كتله أتوكأ عليها لأحافظ على ثباتي وبينما نحن بمتلازمة الكر والفر تساقطت الأفكار من حولي. “لم يريد هذا الرجل أن يُرديني؟ لم يكن لي يوماً أعداء” لاحت لي من بعيد ربوة عالية تفضي إلى البحر صديق المنفى الأول والأسطورة المنسابة مع أول الأشياء “أحبه هذا الشاسع بلا نهاية فالكل دائما ما يمضي إلا هو سرمديا و لم يخن يوما موثقاً. ” تسلقت الربوة بكل شغفي بالحياة بكل إصراري لتحقيق ما بقي من آمالي المؤجلة كانت المتاهة بيني وبين البحر شاسعة جدا خفت أن أقفز فتُدق عنقي بتلك الصخور الناتئة تلفت للمساعدة ,لا احد, اعترفت بعجزي لم أريد المقامرة بحياتي أردت النجاة بطريقه غير مؤلمة فكان البحر خياري اقترب الرجل الشمعي مني حسم أمري قفزت تهاويت كقطعة قماش, تلقّفني البحر الذي تّجلى كشيخ عجوز صالح بكل الرفق لم أصب بأي أذى سوى قطرات رشقتني هنا وهناك بحميمية بالغة. فتحت عيني لأجد أمامي الذي يكمّلني. “ما الذي دهاك يا امرأة؟ لقد ملئت البيت صراخا” متسائلا برفق كنت .... عراة .. ..مدية .... بحر ... أقنعه ...دائرة. كانت الكلمات تخرج مني مبعثرة غير منضّدة على الإطلاق تنساب كهذيان محموم, احتواني واضعا سُبابته على فمي ماسحاً قطرات عرقا كالمطر كانت تسحّ مني استكنت إليه كقطة وادعة عمّني الأمان. “ابتسم بشفقه : لم الاستغراب ؟اعلمي إننا خلاصه ما نصنع” أما كان البئر أول الشاهدين على الخديعة ؟ قلت : ولكني تآكلت قناعاتي . ضاغطً على كل حرف مرة أخرى إننا خلاصة ما نصنع “هوني هوني الأمور يا غالية هذه هي سمة الكون خير وشر.اخلدي للنوم و دعي ما لقيصر لقيصر.” ارتخت أجفاني وداعبني الكرى كأن حجارة عملاقه كانت جاثنة على صدري قد زالت تماما تنفست بعمق إلا شفتاي ظلتا متيقظة تتمتمان بارتخاء سيبقى.. ما لقيصر لقيصر ما... لقيصر......... ما ....... بينما رحت أغط بإغفاءة هادئة وبعالم شفاف خالي من الأقنعه.