سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس بوتفليقة يبرز في رسالة للعمال عدم تنازل الجزائر عن سيادتها على مواردها وتمكنها من التحكم فيها ويؤكد: تشجيع الإستثمار وترقية التشغيل والتحكّم في التسيير
* رئيس الجمهورية يشيد بانجازات سوناطراك ويصفها بالشركة النفطية ذات الحجم الدولي. * مراجعة المادة 87 مكرر ستحسّن مداخيل الفئات المهنية الدنيا. أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس بتبسة أن الجزائر تمكنت من تصور وتنفيذ سياسات لتطوير مواردها من المحروقات بفضل "تحكمها التام" فيها من دون أن تتنازل "قيد أنملة" عن سيادتها الوطنية على هذه الموارد. وشدد رئيس الجمهورية - في رسالة له بمناسبة الذكرى المزدوجة لتاسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات تلاها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية السيد محمد علي بوغازي - أنه الى جانب المجهودات الجمة التي بذلتها الدولة في اقتناء التجهيزات وبناء المنشات الصناعية وتكوين الكفاءات والمهارات فقد "وفقنا في إقامة أشكال من الشراكة المفيدة مع شركات اجنبية وفي تكييف نصوصنا التشريعية مع ذلك كلما اقتضى الامر لكن دون التنازل قيد أنملة عن سيادتنا الوطنية على مواردنا الطبيعية". واستطاعت الجزائر بفضل ذلك - يضيف السيد بوتفليقة - أن "تحقق انجازات مشهودة في الكشف عن احتياطات ضخمة من المحروقات وتطوير واستغلال حقول هامة من الغاز والبترول وتمييع ومعالجة الغاز وتكرير البترول وبناء شبكة نقل مترامية الاطراف مدعمة بانابيب غاز عابرة للقارات وذلك بالتزامن مع تكوين وتوظيف عشرات الالاف من الشباب في هذا القطاع". وفي هذا الصدد أشاد رئيس الجمهورية بعمال وإطارات المؤسسة الوطنية "سوناطراك" على ما يحققونه من نجاحات متوجها بالإكبار الى الرواد منهم والذين كانت لهم يد طولى في تاسيسها وترسيخ اركان صرحها حسبه بحيث "تأتى لها ان تتطور وتتوسع طيلة خمسين سنة وتصبح بحق شركة نفطية ذات حجم دولي". كما هنأ بالمناسبة المؤسسة الوطنية "سوناطراك"بخمسينيتها وبكل ما حققته من انجازات ومكاسب. وترحم الرئيس بوتفليقة ايضا «باسم الشعب الجزائري على ارواح كل العمال والنقابيين وتقنيي الامن الذين وافاهم اجلهم وهم في الميدان يؤدون واجبهم في تشغيل وصيانة وحماية منشاتنا البترولية والغازية» مضيفا أنه ينحني «بخشوع امام ارواح كل ضحايا الارهاب الهمجي من العمال الاجانب الذين ازهقت ارواحهم في مركب تيقنتورين سائلا الله جل وعلا أن يتغمد بواسع رحمته البطل الشهيد محمد امين الاحمر». ومن جهة أخرى أكد رئيس الجمهورية أن "لا احد ينكر أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين منظمة نقابية راشدة فاعلة لا تفرط في احقاق التطلعات الاجتماعية ولا في النهوض بواجبات المواطنة وحماية استقرار البلاد". وأشاد في هذا السياق بالدور "البناء" الذي تلعبه المركزية النقابية ضمن الثلاثية من حيث أنها "اطار للحوار والتشاور والى تجاوبها مع تطور عالم الشغل (...)". تجسيد مسار الإصلاحات كما أكد رئيس الجمهورية أن ترقية العقد الاقتصادي والاجتماعي الذي تم اعتماده سنة 2006 من قبل الثلاثية (حكومة-الاتحاد العام للعمال الجزائريين - منظمات أرباب العمل) الى عقد اقتصادي واجتماعي للنمو يترجم التزام الشركاء الثلاثة بتجسيد التعجيل بمسار الاصلاحات الاقتصادية. وأوضح الرئيس بوتفليقة - أن هذه الاصلاحات الاقتصادية جاءت لتحقيق أهداف التنمية الصناعية وتحسين مناخ الاعمال وترقية الانتاج الوطني. وقال انه "سيتم اسناد سياسة النمو هذه بالتمكين من الوصول الى مناصب الشغل على نحو أفضل وبالتحسين المستمر للقدرة الشرائية وبالتكييف الاوفى لمنظومتنا التكوينة مع احتياجات المؤسسة". وفي هذا الصدد أكد الرئيس أنه "سيدرج إلغاء المادة 87 مكرر من القانون المتعلق بعلاقات العمل في اطار تشاوري مع الشركاء الاجتماعيين تحسبا للنص عليه ضمن قانون المالية لسنة 2015 ". وأضاف أنه من شان المقاربة الجديدة ان تتيح تعزيز الاجر الادنى المضموم وتحسين مداخيل العمال المنتمين للفئات المهنية الدنيا. كما انها ستضفي - كما قال - على المؤسسات مزيدا من المرونة لتحسين مكافاتها لمردودية العمال وللظروف الخاصة لمنصب العمل. وشدد رئيس الجمهورية أنه يتعين على الدولة ان "تستمر في تنفيذ البرامج الموجهة لتشجيع الاستثمار وترقية التشغيل والحد من البطالة لاسيما لدى الشباب من خريجي المعاهد والجامعات (..)". وأكد ان "مقتضيات التنمية في ظل محيط عالمي يتميز بفتح الاسواق والمنافسة الشرسة بين السلع والخدمات تفرض بذل المزيد من الجهود لتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني وتنافسيتها بما يتيح لنا مواجهة عالم الغد الذي لا مكانة فيه الا للامم التي تملك القدرة على الابتكار والتحكم الدقيق في تسيير مواردها (..)". الإتحاد العام للعمال منظمة راشدة فاعلة وأبرز الرئيس أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين منظمة نقابية "راشدة فاعلة لا تفرط لا في إحقاق التطلعات الاجتماعية ولا في النهوض بواجبات المواطنة وحماية استقرار البلاد". مؤكدا أن "التكريم المستحق الذي نسديه اليوم للعاملات والعمال بقدر ما هو تمجيد لمآثر رواد الحركة العمالية ومؤسسيها الامجاد هو تنويه بالدور المشهود الذي يضطلعون به في تنمية البلاد وبدور الدفعات الجديدة من العاملات والعمال المتكونة والمؤهلة والمتوثبة لبناء نهضة الوطن بالعلم ووسائل التكنولوجيا الحديثة". ونوه رئيس الدولة "بتمام الفخر والاعتزاز بتلك الخصال والمآثر التي تحلت بها المرأة الجزائرية إبان سنوات الكفاح من أجل الانعتاق الوطني وما زالت تتحلى بها في مساهمتها المشهودة في بناء البلاد". وبعد أن جدد رئيس الجمهورية مرة أخرى أحر التهاني وأطيب التمنيات لكافة العاملات والعمال الجزائريين أكد "لهم أنهم مني محل السويداء من القلب" . وفي هذا السياق أعرب الرئيس بوتفليقة «عن يقينه من أنهم بعطائهم والتزامهم وتفانيهم إنما يشدون أزر الوطن ويعلون كلمته ويكونون درعا من الدروع التي تتحطم عليها كل محاولات المساس به والنيل منه».