بوتفليقة: الدولة ستستمر في تنفيذ السياسة الاجتماعية أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الاثنين، أن برنامج عمل السلطات العمومية تم توجيهه صوب تحسين مؤشرات التنمية البشرية وكذا قدرة المواطن الشرائية بفضل الزيادات المتتالية في أجور العمال، وقال أنه على الدولة أن تستمر في تنفيذ البرامج الموجهة لتشجيع الاستثمار وترقية التشغيل والحد من البطالة لا سيما لدى الشباب من خريجي المعاهد والجامعات، مشيرا إلى أن الاصلاحات الاقتصادية جاءت لتحقيق أهداف التنمية الصناعية وتحسين مناخ الأعمال وترقية الانتاج الوطني. و شدد على أن الجزائر تمكنت من تصور وتنفيذ سياسات تطوير مواردها من المحروقات بفضل تحكمها التام فيها من دون أن تتنازل قيد أنملة عن سيادتها الوطنية على هذه الموارد. وفي رسالة له بمناسبة الاحتفال بالذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وإنشاء الإتحاد العام للعمال الجزائريين قرأها نيابة عنه بتبسة التي احتضنت الاحتفالات الرسمية، المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي أوضح الرئيس بوتفليقة، بأنه تم توجيه برنامج عمل السلطات العمومية على الصعيد الاجتماعي صوب تحسين مؤشرات التنمية البشرية من خلال تلبية الحق في الإستفادة من العلاج والسكن والتربية والتعليم ومن الماء الشروب. كما يقوم برنامج العمل - يضيف رئيس الدولة - على تحسين قدرة المواطن الشرائية بفضل الزيادات المتتالية في أجور العمال ومنح التقاعد بالإضافة إلى دعم المواد والسلع الواسعة الإستهلاك. ومن منطلق الحرص على الحفاظ على القدرة الشرائية للعمال وترقيتها أكد رئيس الجمهورية في رسالته، على أنه تم إدراج إلغاء المادة 87 مكرر من القانون المتعلق بعلاقات العمل في إطار تشاوري مع الشركاء الاجتماعيين تحسبا للنص عليه ضمن قانون المالية لسنة 2015. وحسب الرئيس بوتفليقة فإنه من شأن المقاربة الجديدة هذه، أن تتيح تعزيز الأجر الأدنى المضمون وتحسين مداخيل العمال المنتمين للفئات المهنية الدنيا، مضيفا بأن نفس هذه المقاربة ستضفي على المؤسسات مزيدا من المرونة لتحسين مكافأتها لمردودية العمال وللظروف الخاصة لمنصب العمل. وقال أنه على الدولة أن تستمر في تنفيذ البرامج الموجهة لتشجيع الاستثمار وترقية التشغيل والحد من البطالة لا سيما لدى الشباب من خريجي المعاهد والجامعات مع الاعتناء بتكوين اليد العاملة من أجل الرفع من كفاءتها وتكييف معارفها مع التطورات التكنولوجية ومتطلبات سوق العمل كما أكد رئيس الجمهورية من جهة أخرى، بأن ترقية العقد الاقتصادي والاجتماعي الذي تم اعتماده سنة 2006 من قبل الثلاثية (حكومة-الاتحاد العام للعمال الجزائريين-منظمات أرباب العمل) إلى عقد اقتصادي واجتماعي للنمو يترجم التزام الشركاء الثلاثة بتجسيد التعجيل بمسار الاصلاحات الاقتصادية. وأوضح الرئيس بوتفليقة في رسالته، أن هذه الاصلاحات الاقتصادية جاءت لتحقيق أهداف التنمية الصناعية وتحسين مناخ الاعمال وترقية الانتاج الوطني. وقال أنه سيتم إسناد سياسة النمو هذه بالتمكين من الوصول إلى مناصب الشغل على نحو أفضل وبالتحسين المستمر للقدرة الشرائية وبالتكييف الأوفى لمنظومتنا التكوينية مع احتياجات المؤسسة. وفي هذا السياق، أكد الرئيس أنه سيدرج إلغاء المادة 87 مكرر من القانون المتعلق بعلاقات العمل في اطار تشاوري مع الشركاء الاجتماعيين تحسبا للنص عليه ضمن قانون المالية لسنة 2015. وأضاف أنه من شأن المقاربة الجديدة ان تتيح تعزيز الأجر الادنى المضموم وتحسين مداخيل العمال المنتمين للفئات المهنية الدنيا. كما انها ستضفي - كما قال- على المؤسسات مزيدا من المرونة لتحسين مكافآتها لمردودية العمال وللظروف الخاصة لمنصب العمل. الجزائر تمكنت من تطوير مواردها بفضل تحكمها التام فيها و شدّد رئيس الجمهورية بالمناسبة، على أن الجزائر تمكنت من تصور وتنفيذ سياسات تطوير مواردها من المحروقات بفضل تحكمها التام فيها من دون أن تتنازل قيد أنملة عن سيادتها الوطنية على هذه الموارد. وقال أنه إلى جانب المجهودات الجمة التي بذلتها الدولة في اقتناء التجهيزات وبناء المنشات الصناعية وتكوين الكفاءات والمهارات فقد «وفقنا في إقامة اشكال من الشراكة المفيدة مع شركات أجنبية وفي تكييف نصوصنا التشريعية مع ذلك كلما اقتضى الأمر لكن دون التنازل قيد أنملة عن سيادتنا الوطنية على مواردنا الطبيعية». واستطاعت الجزائر بفضل ذلك - يضيف بوتفليقة- أن «تحقق انجازات مشهودة في الكشف عن احتياطات ضخمة من المحروقات وتطوير واستغلال حقول هامة من الغاز والبترول وتمييع ومعالجة الغاز وتكرير البترول وبناء شبكة نقل مترامية الأطراف مدعمة بأنابيب غاز عابرة للقارات وذلك بالتزامن مع تكوين وتوظيف عشرات الآلاف من الشباب في هذا القطاع». وفي هذا الشأن أشاد رئيس الجمهورية بعمال وإطارات سوناطراك على ما يحققونه من نجاحات متوجها بالإكبار إلى الرواد منهم والذين كانت لهم يد طولى في تأسيسها وترسيخ أركان صرحها حسبه، بحيث «تأتى لها أن تتطور وتتوسع طيلة خمسين سنة وتصبح بحق شركة نفطية ذات حجم دولي».كما هنأ بالمناسبة المؤسسة الوطنية «سوناطراك»بخمسينيتها وبكل ما حققته من انجازات ومكاسب. وترحم الرئيس بوتفليقة أيضا باسم الشعب الجزائري على أرواح كل العمال والنقابيين وتقنيي الأمن الذين وافاهم اجلهم وهم في الميدان يؤدون واجبهم في تشغيل وصيانة وحماية منشاتنا البترولية والغازية، مضيفا أنه ينحني «بخشوع أمام أرواح كل ضحايا الارهاب الهمجي من العمال الأجانب الذين ازهقت أرواحهم في مركب تيقنتورين سائلا الله جل وعلا أن يتغمد بواسع رحمته البطل الشهيد محمد امين الاحمر». كما تطرقت الرسالة إلى الجيش الوطني الشعبي، حيث وجه رئيس الجمهورية تحية إكبار إلى قادة هذه المؤسسة و كذا إلى قادة جهاز الامن والدرك الوطني، معتبرا إياهم «بواسل تصدوا بكل اقتدار للمعتدين وخيبوا سعيهم إلى تخريب الحقل الغازي ومنشآت لاغنى للجزائر عنها. للإشارة، فإن 37 رهينة لقيت حتفها خلال الهجوم الإرهابي على المركب الغازي بتيقنتورين في ولاية اليزي في 16 جانفي 2013 . الاتحاد العام للعمال الجزائريين منظمة نقابية راشدة فاعلة من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية أن لا احد ينكر أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين منظمة نقابية راشدة فاعلة لا تفرط في احقاق التطلعات الاجتماعية ولا في النهوض بواجبات المواطنة وحماية استقرار البلاد. وأشاد في هذا السياق بالدور البناء الذي تلعبه المركزية النقابية ضمن الثلاثية من حيث أنها إطار للحوار والتشاور مع تجاوبها مع تطور عالم الشغل وقال الرئيس بوتفليقة أن «التكريم المستحق الذي نسديه اليوم للعاملات والعمال بقدر ما هو تمجيد لمآثر رواد الحركة العمالية ومؤسسيها الامجاد هو تنويه بالدور المشهود الذي يضطلعون به في تنمية البلاد وبدور الدفعات الجديدة من العاملات والعمال المتكونة والمؤهلة والمتوثبة لبناء نهضة الوطن بالعلم ووسائل التكنولوجيا الحديثة». ونوه رئيس الدولة «بتمام الفخر والاعتزاز بتلك الخصال والمآثر التي تحلت بها المرأة الجزائرية إبان سنوات الكفاح من أجل الانعتاق الوطني وما زالت تتحلى بها في مساهمتها المشهودة في بناء البلاد». وبعد أن جدد رئيس الجمهورية مرة أخرى أحر التهاني وأطيب التمنيات لكافة العاملات والعمال الجزائريين أكد «لهم أنهم مني محل السويداء من القلب» . وفي هذا السياق أعرب الرئيس بوتفليقة «عن يقينه من أنهم بعطائهم والتزامهم وتفانيهم إنما يشدون أزر الوطن ويعلون كلمته ويكونون درعا من الدروع التي تتحطم عليها كل محاولات المساس به والنيل منه».