أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، أمس،بتبسة أن الجزائر تمكنت من تصور وتنفيذ سياسات لتطوير مواردها من المحروقات بفضل تحكمها التام فيها من دون أن تتنازل قيد أنملة عن سيادتها الوطنية على هذه الموارد. وشدد رئيس الجمهورية -في رسالة له بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات تلاها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي أنه إلى جانب المجهودات الجمة التي بذلتها الدولة في اقتناء التجهيزات وبناء المنشات الصناعية وتكوين الكفاءات والمهارات فقد وفقنا في إقامة أشكال من الشراكة المفيدة مع شركات أجنبية وفي تكييف نصوصنا التشريعية مع ذلك كلما اقتضى الأمر لكن دون التنازل قيد أنملة عن سيادتنا الوطنية على مواردنا الطبيعية . واستطاعت الجزائر بفضل ذلك يضيف بوتفليقة أن تحقق انجازات مشهودة في الكشف عن احتياطات ضخمة من المحروقات وتطوير واستغلال حقول هامة من الغاز والبترول وتمييع ومعالجة الغاز وتكرير البترول وبناء شبكة نقل مترامية الأطراف مدعمة بأنابيب غاز عابرة للقارات وذلك بالتزامن مع تكوين وتوظيف عشرات الآلاف من الشباب في هذا القطاع، وفي هذا الصدد أشاد رئيس الجمهورية بعمال وإطارات المؤسسة الوطنية سوناطراك على ما يحققونه من نجاحات متوجها بالإكبار إلى الرواد منهم والذين كانت لهم يد طولى في تأسيسها وترسيخ أركان صرحها حسبه بحيث تأتى لها إن تتطور وتتوسع طيلة خمسين سنة وتصبح بحق شركة نفطية ذات حجم دولي .كما هنأ بالمناسبة المؤسسة الوطنية سوناطراك بخمسينيتها وبكل ما حققته من انجازات ومكاسب. *الاتحاد العام للعمال الجزائر منظمة نقابية راشدة فاعلة من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين منظمة نقابية راشدة فاعلة لا تفرط لا في إحقاق التطلعات الاجتماعية ولا في النهوض بواجبات المواطنة وحماية استقرار البلاد، وقال أن التكريم المستحق الذي نسديه اليوم للعاملات والعمال بقدر ما هو تمجيد لمآثر رواد الحركة العمالية ومؤسسيها الأمجاد هو تنويه بالدور المشهود الذي يضطلعون به في تنمية البلاد وبدور الدفعات الجديدة من العاملات والعمال المتكونة والمؤهلة والمتوثبة لبناء نهضة الوطن بالعلم ووسائل التكنولوجيا الحديثة، ونوه رئيس الدولة بتمام الفخر والاعتزاز بتلك الخصال والمآثر التي تحلت بها المرأة الجزائرية إبان سنوات الكفاح من أجل الانعتاق الوطني وما زالت تتحلى بها في مساهمتها المشهودة في بناء البلاد. وبعد أن جدد رئيس الجمهورية مرة أخرى أحر التهاني وأطيب التمنيات لكافة العاملات والعمال الجزائريين أكد لهم أنهم مني محل السويداء من القلب .وفي هذا السياق أعرب الرئيس بوتفليقة عن يقينه من أنهم بعطائهم والتزامهم وتفانيهم إنما يشدون أزر الوطن ويعلون كلمته ويكونون درعا من الدروع التي تتحطم عليها كل محاولات المساس به والنيل منه . * برنامج عمل لتحسين القدرة الشرائية بزيادات متتالية في الأجور وأكد رئيس الجمهورية أن برنامج عمل السلطات العمومية تم توجيهه صوب تحسين مؤشرات التنمية البشرية وكذا قدرة المواطن الشرائية بفضل الزيادات المتتالية في أجور العمال. وأوضح الرئيس بوتفليقة بأنه تم توجيه برنامج عمل السلطات العمومية على الصعيد الاجتماعي صوب تحسين مؤشرات التنمية البشرية من خلال تلبية الحق في الاستفادة من العلاج والسكن والتربية والتعليم ومن الماء الشروب، كما يقوم برنامج العمل --يضيف رئيس الدولة-- على تحسين قدرة المواطن الشرائية بفضل الزيادات المتتالية في أجور العمال ومنح التقاعد بالإضافة إلى دعم المواد والسلع الواسعة الاستهلاك، ومن منطلق الحرص على الحفاظ على القدرة الشرائية للعمال وترقيتها أكد رئيس الجمهورية في رسالته على أنه تم إدراج إلغاء المادة 87 مكرر من القانون المتعلق بعلاقات العمل في إطار تشاوري مع الشركاء الاجتماعيين تحسبا للنص عليه ضمن قانون المالية لسنة 2015 ، وحسب الرئيس بوتفليقة فإنه من شأن المقاربة الجديدة هذه أن تتيح تعزيز الأجر الأدنى المضمون وتحسين مداخيل العمال المنتمين للفئات المهنية الدنيا مضيفا بأن نفس هذه المقاربة ستضفي على المؤسسات مزيدا من المرونة لتحسين مكافأتها لمردودية العمال وللظروف الخاصة لمنصب العمل، وقال انه على الدولة أن تستمر في تنفيذ البرامج الموجهة لتشجيع الاستثمار وترقية التشغيل والحد من البطالة لاسيما لدى الشباب من خريجي المعاهد والجامعات مع الاعتناء بتكوين اليد العاملة من أجل الرفع من كفاءتها وتكييف معارفها مع التطورات التكنولوجية ومتطلبات سوق العمل.