• القرصنة آفة خطيرة على الاقتصاد الوطني • و في آخر مداهمة لأعوان الديون تم حجز 31440 قرص مضغوط بوهران انتهت عشية أمس المدة القانونية الخاصة بالترشيح لمجلس إدارة الفنانين لوكالات الغرب الجزائري و التي حددت تاريخ 22 مارس و إلى غاية 24 من الشهر القادم للانتخاب على الأسماء التي يراها الفنان قادرة على محاسبة الديوان الوطني لحقوق التأليف و الحقوق المجاورة لفائدة مصلحة الفنان و لا غير لذا يدعو السيد بوسيف بلهاشمي أن يكون الحضور قوي لهذا الغرض النبيل و الذي يخدم حقوق الفنان بالدرجة الأولى و حول هذا الموضوع و مشكل القرصنة التي تهدد مستقبل الإنتاج الفني في بلادنا و الآفة التي تنخر اقتصاد الجزائر كان لنا معه هذا اللقاء . + انتهت أمس المدة القانونية لعملية الترشح فهل كان الإقبال كبيرا و متى ستكون الانتخابات الخاصة بمجلس إدارة الفنانين ؟ _انتخابات مجلس إدارة الفنانين ستكون من 22 إلى غاية 24 مارس بوكالات الغرب الجزائري و أدعو من هذا المنبر الإعلامي أن يكون الحضور كبيرا للأسرة الفنية حتى تنتخب الأسماء التي تمثلها بكل نزاهة و تدافع عن حقوقها بالنسبة للديوان و رغم أننا فتحنا باب الترشيحات إلا أن عددا قليل قدم ترشيحاته . + أنتم مطالبون بحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة كيف تعملون وعالم الإبداع يعيش القرصنة ؟ _ قبل الرد على هذا السؤال فلقد قام أعوان الديوان وهم مشكورين بعملية مداهم صبيحة الأربعاء الماضي و تم حجز 31440 قرص مضغوط بقيمة مالية تقدر ب 340 مليون سنتيم و هذه العملية واحد فقط من العمليات التي نقوم بها رفقة أعوان الأمن الوطني الذين نمدهم نحن بالتحريات التي تقوم بها مصلحتنا و لقد تكبدنا العام الماضي خسارة تقدر ب 30 مليار سنتيم و مع هذا فالإشكالية موجودة ولا ننكرها، ونحن مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى لحماية حقوق المؤلفين والحقوق المجاورة، هذا في الوقت الذي يفرض علينا العيش تحت وطأة عالم القرصنة، إلا أننا والحمد لله نتعامل مع هذه المعضلة بكل صرامة وطبقا للقوانين التي سترتها الجمهورية الجزائرية، ما سمح لنا الحد من هذه الٍظاهرة التي تفاقمت في وقت مضى، حيث بتنا نحجز ونقضي على عشرات الآلاف من الأقراص المغشوشة،و الكثير من المرات من مصدرها و منبعها الأصلي و التي تمكن أصحابها قرصنتها بفضل الأدوات التكنولوجية التي أصبحت تلبي الطلب ودون عناء ، إن ظاهرة التقليد أصبح شائع في بلادنا خاصة بعد توفر عدد كبير من الأدوات التكنولوجية في السوق الجزائرية ، وهذا بعد الانفتاح على العالم الخارجي أضف إلى أداة الإنترنت وكذا من النوافذ التي سمحت لكل من أراد القرصنة القيام به وبكل سهولة ودون أي جهد ، ليضع ما سرقه دون حق وجه في السوق الموازية لتنافس السوق الرسمية ، حيث تباع بأثمان زهيدة ضاربا عرض الحائط كل قيم السوق التي تسنها قوانين وحقوق المؤلفين وغيرها وهكذا ومع انتشار واستفحال الظاهرة لم يصبح التقليد من احتكار المختصين كما كان عليه من قبل وإنما بفعل التكنولوجيا كما ذكرت أي كان يمكنه القيام بعملية القرصنة .أن ظاهرة القرصنة تكبد الديوان الوطني لحقوق المؤلف سنويا خسائر جمة وذلك على مستوى 17 ولاية في الغرب الجزائري ، وهذا الأمر مؤسف للغاية ، لاسيما أن الظاهرة أثرت وبشكل سلبي على نشاط دور النشر التي تخلت عن نشاطها الثقافي والفني وفضل أصحابها التخصص في مجالات أخرى ، علما أن دور النشر تقلص عددها في الفترة الأخيرة إلى 4 دور فقط بعد أن كانت سنة 2001 حوالي 73 دارا للنشر. * هل لكم أن تعطونا بعض الأمثلة عن ما جنيتموه من أعمال محاربة القرصنة ؟ _ من بين ما جنيناه هو تقديم إلى العدالة عدد من الجناة ، حيث حكمت هذه الأخيرة عليهم بالحبس النافذ إضافة إلى تغريمهم بغرامات مالية ثقيلة لكن هذا الردع لم يمنع أشباههم من مواصلة عملية القرصنة والأصعب في كل هذا هو فشل عدد من المنتجين ، الفنانين و حتى الموسيقيين والملحنين وكذا المؤلفين وغيرهم ، حيث اختار الكثير منهم الانسحاب من الساحة الفنية ، وبهدوء بدل الدخول في صراع ضد القرصنة التي باتت تسرق كل جهدهم وتعبهم ، فمثلا قبل استفحال ظاهرة القرصنة كان يدخل إلى السوق عدد معتبر من المنتجات الفنية في اليوم الواحد ، أما اليوم فيدخل إلى السوق أقل بهذا كثيرا ، بمعنى أن ظاهرة القرصنة وللأسف تمكنت من تجفيف نوعا ما منابع الفن والفنانين ، لم تقتصر القرصنة على الأشرطة الغنائية وإنما تحولت للسطو على الأفلام الأجنبية كيف ما كانت ويعرضونها في الأسواق السوداء . * ما هي الأدوات التي يستعملها الديوان من أجل حفظ التراث الثقافي التقليدي على اختلاف أنواعه من النسيان والتشويه والاستيلاء الغير مشروع ؟ _ نحن في هذا الباب نعمل على الحفاظ على كل ما يسقط في ما يعرف في الحالة العامة لأنه سيصبح ملك الأمة بعد 25 سنة من صدوره وهذا حفاظا على العمل المنجز و احترام والحفاظ على الوثيقة الفنية من التلف أو الاستغلال غير مشروع. * حدثنا عن الاتفاقية الأخيرة التي تم التوقيع عليها بين المديرية العامة للجمارك وأعوان الأمن و الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ؟ هي اتفاقية حول حماية الملكية الفكرية والفنية، تهدف إلى تعزيز التعاون بين هذه الهيئات في مجال حماية حقوق المؤلف، ومكافحة ظاهرتي التقليد والقرصنة، من خلال مراقبة مواقع إنتاج الأعمال الفنية المقرصنة ، وكذا العمل على حجز وإتلاف الأقراص المضغوطة من نوع " سي دي" و " دي في دي" المسوقة على مستوى الأسواق الشعبية والفوضوية. و تضافر الجهود موجود أكثر بين أعوان الديوان و أعوان الأمن وكذا الدرك الوطني للقضاء عل هذه الآفة التي استفحلت بقوة قي السوق الموازية، وأثرت بشكل سلبي على نشاط المبدعين، إلى جانب أن أعوان الديوان الوطني لحقوق المؤلف لا يستطيعون مراقبة الأسواق وحجز الأقراص المقلدة لوحدهم في غياب الأمن، لاسيما بسوق الأوراس " لا باستي " سابقا و بالمدينة الجديدة ، الأمر الذي يستدعي مشاركة هؤلاء في حملات التحسيس وعمليات الحجز تفاديا لأي صراعات مع البائعين و المسوقين الغير شرعيين، و من الضروري حماية الأعمال الفنية المقرصنة و الحد من ظاهرة البيع العشوائي وغير القانوني للأقراص المضغوطة التي شوهت الهندسة العمرانية لشوارع و أحياء وهران وحتى الأسواق .وبرتوكول الاتفاق يعد أداة جديدة لمكافحة المساس بحقوق المؤلفين بعد الاتفاقات الموقعة مع المديرية العامة للأمن الوطني والدرك الوطني و الجمارك حيث سهلت العملية بالنسبة للديوان و كثفت الجهد من اجل محاربة القرصنة .