بعد طبعة أولى المرفوعة إلى الطاهر وطار و ثانية إلى بختي بن عودة و ثالثة إلى عبد الحميد بن هدوقة، الملتقى الوطني شموع لا تنطفئ في طبعته الرابعة مرفوعة إلى أبي القاسم سعد الله تحت شعار "أسماء لا تُنسى"حيث تنظم دار الثقافة زدور إبراهيم بلقاسم لولاية وهران و بالتنسيق مع الجمعيات الثقافية (الجيل، إرث كوم، فن و إبداع، الفضل لترقية الفتاة) و ذلك من 17 إلى 20 مارس 2014 بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران. ويعد سعد الله، من أكبر المؤرخين الجزائريين ومن رجالات الفكر البارزين وأعلام الإصلاح الاجتماعي والديني، وهو من مواليد 1930 بضواحي قمار بولاية وادي سوف بالجنوب الشرقي للجزائر بالصحراء. وحفظ سعد الله القرآن وهو في سن مبكرة، وتلقى مبادئ علوم من اللغة وفقه الدين بمسقط رأسه مدينة قمار، وله سجل علمي حافل بالإنجازات من حيث الوظائف التي تقلدها، أو المؤلفات التي ألفها في العديد من المواضيع كالتاريخ وعلم الاجتماع واللغة وحتى المواضيع الدينية.وحصل على الدكتوراه من قسم التاريخ بجامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة عام 1965، والماجستير عام 1962، وشهادة ال"بي.إش .دي" عام 1956 من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة.وتخصص الفقيد في تاريخ الجزائر الحديث وتاريخ أوروبا الحديث والمعاصر، وتاريخ المغرب العربي الحديث والمعاصر، وتاريخ النهضة الإسلامية الحديثة والدولة العثمانية منذ 1300. وهو يتقن بالإضافة إلى اللغة العربية الفرنسية والإنجليزية، وهو دارس للفارسية وللألمانية. وقام أيضاً بتدريس عدد من المواد بالجامعات الجزائرية والأجنبية، من أهمها كلية الآداب بجامعة الجزائر، ثم عمل رئيس قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة الجزائر، ودرّس بجامعة آل البيت بالأردن، وجامعة منيسوتا بقسم التاريخ بدءاً من 1994 إلى 2001، كما كان يقوم بدورات سنوية بجامعات أخرى كجامعة ميتشيغان، وجامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية، وجامعة دمشق، وعين شمس بالقاهرة. ومن أهم ما ألف الفقيد موسوعة تاريخ الجزائر الثقافي في 9 أجزاء، فضلاً عن كتب في تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية. وتوفي ، بالعاصمة الجزائر عن عمر ناهز 83 عاماً بعد مرض عضال ألزمه الفراش في ديسمبر الماضي . و من اقواله :"إن المؤرخ ليس دائما هو الذي يؤرخ لعصره ، ذلك أن عصور التاريخ كثيرة ومتباعدة ولكن رموز السلطة واحدة .ولذلك فإن المؤرخ يجد نفسه ناقدا لسلطة عصره ضمنيا أو مؤيدا لها . وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك مؤرخ محافظ وآخر ليبرالي وهناك مؤرخ مقرب إلى رجال السلطة أو هو منهم ، وهناك المؤرخ المستقل البعيد عن أهل القرار .وبالجملة فالمؤرخ إنسان قبل كل شيء يتأثر بما حوله من بيئة وأسرة وسلطة وإعلام وتقاليد . كما قال ايضا " التاريخ يجب أن يكتب من مسافة زمنية معقولة ، أي : بعد انقراض الجيل الذي صنع أحداثه ".وكلما ابتعدت المسافة كلما توفر التفسير الموضوعي ومعالجة الأحداث ببرودة علمية .أما إذا اقتربت المسافة فإن حرارة العاطفة هي التي ستطغى وتعطي للأحداث تفسيرا غير موضوعي يكون عادة خاضعا لنزوات الأشخاص الذين صنعوا الأحداث ، فهم جميعا يعتقدون أنهم هم صانعو الحدث وأن الآخرين غائبون عنه أو ثانويون فيه . " و جميل ان تخصص هذا الطبعة لمثل هذه القامة العلمية في الجزائر