حسمت أغلب أندية الدوري الجزائري تعاقداتها مع أطقمها الفنية التي ستتولى الإشراف عليها في أول بطولة محترفة المزمع انطلاقتها في شهر سبتمبر المقبل. وعلى عكس المواسم السابقة رفعت جلها شعار الاستقرار الفني واختارت الاستمرار مع نفس الأطر في ظل شح السوق المحلية من المدربين المتميزين وتقارب مستوى غالبيتهم، بينما حال بينها وبين المدربين الأجانب أجورهم الخيالية التي هي فوق طاقتها المالية. وبإلقاء نظرة بسيطة للموسم الجديد نلاحظ سيطرة الأطر الوطنية على الخريطة الفنية على حساب الأجانب الذين تقلص عددهم كثيرا، حيث سيقتصر وجودهم على ثلاث أسماء فقط من مدارس مختلفة يأتي في مقدمتهم الفرنسي آلان ميشال الذي استعانت به إدارة نادي مولودية العاصمة بطل الدوري مجددا بعدما كان قد غادره في منتصف الموسم المنصرم ورحل إلى الشمال القطري وخلفه آنذاك مواطنه فرانسوا براتشي وقاد النادي للتتويج بلقب الدوري لأول مرة منذ 1999 قبل أن يتركه هو الآخر للانتقال إلى النادي الإفريقي التونسي. ويعتبر هذا الموسم هو الخامس على التوالي الذي يبدأ فيه العميد موسمه مع مدرب أجنبي و بدوره استعان شباب بلوزداد الذي أقصى من كأس الكنفدرالية الإفريقية بمدرب أجنبي هو الأرجنتيني أنخيل جابوندي لخلافة المستقيل محمد حنكوش وهي أول تجربة لجابوندي في الجزائر وثاني مدرب من بلاد التانغو يعمل في الجزائر بعد مواطنه الشهير اوسكار فيلوني الذي درب قبل موسمين اتحاد العاصمة. وعلى غرار العميد بقي شبيبة القبائل وفيا في تفضيله للأجانب وجدد ثقته في السويسري آلان غايغر الذي قدم إلى القبائل في مطلع العام الحالي، وسيكون هدفه الأول هو التتويج بأول دوري محترف محليا و بلوغ المربع الذهبي على الأقل في دوري أبطال إفريقيا خاصة بعد الانتدابات النوعية التي أقدمت عليها إدارته تلبية لرغباته. و على صعيد الأسماء المحلية نسجل هذا الموسم عودة المدرب مزيان أغيل للعمل مجددا كمدرب مباشرة بعد استعادته لحريته بعد ثلاث سنوات قضاها في السجن حيث إختارته إدارة أولمبيك الشلف ليشرف على أبناء الونشريس في مهمة إعادتهم إلى السكة الصحيحة بعد موسم مخيب، حيث رأى الرئيس عبد الكريم مدوار أن أغيل بحنكته وخبرته الطويلة هو الخيار الأنسب لتحقيق طموحات محبي الفريق. وإحتفظت إدارة وفاق سطيف ولو على مضض بالمدرب المغترب نور الدين زكري رغم فشله في الاحتفاظ بالدوري واكتفائه بمركز الوصافة. ويبدو أن ضيق الوقت وانشغال الفريق بمسابقة دوري الأبطال فرض عليها الاحتفاظ به رغم أن كل المؤشرات توحي بأنه لن يكمل الموسم خاصة في حال فشله قاريا بعد الأسماء الثقيلة التي انتدبها رئيس النادي عبد الحكيم سرار والتي كلفته الملايين. وإحتفظت أندية اتحاد عنابة وإتحاد العاصمة وشبيبة بجاية و اتحاد الحراش ووداد تلمسان بمدربيها حيث سيشرف فؤاد بوعلي على تلمسان للموسم الرابع على التوالي وستكون مهمته الأولى هي إعادة بناء الفريق مجددا بعد النزيف الذي أصابه بمغادرة ألمع عناصره خاصة ثنائي الهجوم جاليت وغزالي، ويأتي بقاء بوعلي على رأس الإدارة التقنية للزيانيين بعد عزوف مدرب المنتخب رابح سعدان في تعيينه مساعدا له. ومن جهتها منحت إدارة بجاية كامل ثقتها في المدرب جمال مناد لمواصلة العمل الذي بدأه الموسم المنصرم وحقق بفضله نتائج جيدة، إذ أنهى الموسم في المركز الرابع في الترتيب العام. كذلك سيواصل المخضرم نور الدين سعدي مهمته مع اتحاد العاصمة للموسم الثاني على التوالي شأنه شأن عبد القادر عمراني مع عنابة و بوعلام شارف مع الحراش. وعلى العكس من ذلك فضل مولودية وهران التغيير كعادته واستنجد رئيسه الجديد طيب محياوي بأحد أبناء النادي ممثلا في سي طاهر شريف الوزاني على أمل إستعادة بريق المفقود والتخلص من شبح السقوط الذي ظل يلاحقه في السنوات الأخيرة من الألفية الجديدة. كما أسندت إدارة اتحاد البليدة شؤونها التقنية لمدرب جديد قليل التجربة هو مختار عساس في أول اختبار له على هذا المستوى. أما مولودية العلمة فقد لجأت إلى الخبرات الجزائرية المغتربة ممثلة في حكيم مالك والذي قد يساعده اللاعب السابق لشبيبة القبائل مراد كعروف. ولم يتردد المدرب توفيق روابح في رفع التحدي والقبول بالإشراف على الصاعد الجديد مولودية سعيدة رغم صعوبة المهمة خاصة انه لا يمتلك خبرة كبيرة كمدرب رئيسي في الدرجة الأولى رغم عمله لسنوات في وفاق سطيف بينما تبقى سفينة كل من أهلي البرج وجمعية الخروب تنتظر ربانها الذي سيقودها إلى بر الأمان.