تعتبر مواسم الحج و العمرة و كذلك مواعيد الوعدات و الوقفات و الزيارات التي تحييها مختلف الزوايا ببلادنا فرصا كبيرة لإنعاش السياحة الدينية إلا أن المتتبع لمسار بعض الوكالات السياحية في بلادنا و طريقة إدارتها للسفريات الدينية و كيفية تعاملها مع هؤلاء الزبائن _ من النوع الخاص- لاعتبارات شرعية و مقاصد روحانية يدرك بأننا و مع الأسف ما زلنا بعيدين كل البعد عن الحديث عن سياحة دينية باتم معنى الكلمة تحترم الشعائر و توفر للزبون الزائر أجواء أيمانية تسبح به إلى العلا في سماء الروحانيات و تنسيه مشاغله الدنيوية. رغم الحرارة المرتفعة و لهيب الأسعار المقترحة من قبل الكثير من الوكالات التجارية عفوا السياحية و التي ترى الزبون بقرة حلوب تستغل جهله أو عجزه او حتى اغترابه لتفرض عليه منطق الابتزاز وكالة نجم الشمال الإفريقي تحايل ... فوضى و استياء خلال تواجدنا بالبقاع المقدسة اطلعنا عن قرب على معاناة الكثير من المعتمرين الجزائريين القادمين مع وكالة السياحة و الأسفار نجم الشمال الإفريقي وعشنا معهم لحظات الأسى و الحزن وكالة لم نر منها سوى الشارات التي يحملها زبائنها خدمات منعدمة حيث يعاني عدد من معتمريها من ويلات المشاكل العديدة في مكة مضطرين قبول الأمر الواقع وقضاء ما تبقى من الأيام الى غاية موعد الرحيل واكتشفتا من خلال حديثنا مع ابن المكلف بالرحلة بان والده يجهل حتى أماكن إيواء زبائنه في مكة و لم يطلع على نوعية الفنادق المخصصة لهم بل اكتفى بالتواصل بالهاتف و تكليف سمسار معروف اصيل بلدية الرقيبة بكراء الفندق فأجر مرقدا جماعيا يسمى في السعودية بالدار و سياحيا من الصنف ب و الدرجة الأخيرة و بسعر رخيص لا يفوق الثلاثة الاف ريال سعودي للعشر الاوائل من رمضان حسبما اكده لنا احد الموظفين بالمرقد بينما يقطن نظراؤهم من وكالات جزائرية اخرى في فنادق محترمة وقريبة من الحرم المكي بشارع الغزة. صور مؤثرة لشيوخ وعجائز مجبرين على المكوث في المراقد مطالبين بتغيير المكان و احترام الالتزامات و تقديم الخدمات المتفق عليها قبل السفر معتمرون تائهون و عجائز يعشن العزلة بمرقد برج المهاجرين شربتلي القديم و الذي تنعدم فيه أدنى الشروط بحي المسفلة الشعبي المعروف حيث يقطن زبائن وكالة السياحة و الأسفار نجم الشمال الإفريقي تنقلنا بين غرفه و وقفنا بأنفسنا على صور لعجائز و شيوخ يلازمون المرقد و منهم من لم يغادره منذ وصوله و لم يقو على زيارة الحرم المكي و الصلاة بمسجده بسبب بعد المسافة . آخذنا صورهم و سجلنا انطباعاتهم .عمي صالح عمره 87 سنة جاء مع زوجته أصابه الندم لأنه دفع أمواله من اجل العمرة واستغلال فترة تواجده بالبقاع المقدسة للإكثار من الصلوات و الزيارات للحرم لكنه اصطدم بواقع مرير لا مشرفين و لا مساعدين ولا احد من الوكالة سأل عن أحواله سئم البقاء في الغرفة و ينتظر العودة إلى أهله بفارغ الصبر أما الحاجة زوبيدة المتعودة على أداء العمرة فلقد أكدت لنا بأنها لم تعش طوال رحلاتها الماضية مثل هذه الظروف .انطباعات متباينة و استياء عام و إجماع على عدم التعامل معها مستقبلا تجاوزات بالجملة و شكاوي مستعجلة تجاوزات كثيرة وقعت فيها الوكالة المذكورة منها اخلالها بدفتر الشروط الضروري المقدم من قبل الديوان الوطني للحج و العمرة كتغيير مسار الرحلات الخاصة بالمعتمرين واستعمال مطارات أجنبية و نقلهم برا من الوادي الى تونس و منها عبر الخطوط التونسية الى جدة و انعدام العيادة الطبية و الاكتفاء بخدمات ممرض معتمر متطوع و كذلك عدم وجود مكتب للمناوبة المستمرة وافتقار الوكالة المذكورة الى مرشدين بالإضافة الى عدم الوفاء بالتزاماتها اتجاه زبائنها كبعد الفندق عن الحرم المكي و انعدام الرعاية و المتابعة و التكفل بالمسنين وإسكانهم في مرقد غير لائق بمكة هذه الوضعية المزرية دفعت ببعض المعتمرين الى الاتصال بالقنصلية العامة بجدة وتقديم شكوى مستعجلة و كذلك زيارة مقر الديوان الوطني للحج و العمرة بمكة وطرح انشغالاتهم الى مديره العام الحاج بربارة و الذي اكد لهم بانه سيتابع شخصيا هذه القضية و ان الوكالات التي تخل بالعقد ستتعرض للمتابعة و قد تسحب منها التراخيص مستقبلا.كما يعتزم المتضررون رفع دعاوي قضائية ضد الوكالة المذكورة حال عودتهم الى ارض الوطن. وجه اخر....النجاح والخدمات المتميزة وحتى لا نتهم بالتحيز ومغالطة القراء بالحكم على الوكالات السياحية بالتحايل ورسم وا قع اسود عن نشاطاتها بحثنا في مكةالمكرمة عن وكالات سياحية جزائرية أخرى سالنا زبائنها وأعجبنا باحترافية أصحابها وبالصدفة و بشارع الغزة شاهدنا اعلامنا جزائرية أمام فندق محترم دخلنا فوجدنا مكتبا للمداومة و ملصقات بها معلومات وإرشادات دينية تنظيم في غاية الأهمية لوكالة سياحية تدعى النجاح من البويرة طلبنا مقابلة مسئولها و بعد دقائق جاءنا الحاج سليمان بوعتورة المكلف بعمليات العمرة رحب بنا وحدثنا عن وكالة النجاح التي تمتلك تجربة عشرين سنة من العمل الميداني في تنظيم الرحلات نحو البقاع المقدسة تشرف على 2500 معتمر يقوم بخدمتهم أربعون مؤطرا للتكفل بهم و إرشادهم. اخذنا في جولة عبر الفندق الى عيادة طبية مفتوحة على الدوام بها كل المستلزمات من ادوية و عتاد واكد لنا الدكتور ساري حميد المكلف بالمتابعة الصحية بان الوفد الطبي يتكون من خمسة اطباء و سبعة ممرضين يسهرون على راحة المعتمرين و يتابعون المرضى منهم زرنا المطبخ حيث قامت الوكالة باستقدام ثلاثة طباخين من الجزائر و معهم مواد غذائية اساسية لتوفير اكثر من الفين وجبة افطار يوميا لزبائنهم مكونة من الشربة و الكسكس يقدمها الحاج جواد بوترعة المدير العام لوكالة النجاح من حر ماله هدية للمعتمرين الصائمين عند كل رمضان. تدخل الوصاية ضروري لتوقيف المتلاعبين و تشجيع المتميزين ناقوس الخطر قد دق و على الحكومة الممثلة في وزارات السياحة و الشؤون الدينية و الداخلية و الخارجية ان تستنفر اجهزتها و ان تكثف من حملاتها لمتابعة ما يجري هنا و ما يتعرض له ابناء الجزائر من تجاوزات قد تسيء الى سمعة بلادنا و تسوق صورة قاتمة عن وفود حجيجنا و معتمرينا و ان تكون هناك اجراءات ردعية و صارمة اتجاه كل من يتلاعب بالمواطنين خارج وطنهم و بالبقاع المقدسة تحديدا و ان تقوم كذلك بتشجيع من يقدم افضل الخدمات. لقد حان موعد غربلة القطاع من اشباه الوكالات و سماسرة المتاجرة بمقدساتنا ... للتذكير لا نقصد من خلال هذا الاستطلاع النيل من عمر او مدح زيد و لكن ما عشناه و رايناه من معاناة لشيوخ و عجائز هنا بمكةالمكرمة انستنا للحظات التعبد و التهجد وجعلتنا نسرد لكم بمرارة ما شهدناه اللهم اغفر لنا ان اخطأنا.. و صح فطوركم