تفاقمت مشاكل سكان نهج حمو مختار المقري بسانتوجان سابقا كثيرا في الأيام الأخيرة من جراء أشغال الترامواي التي حولت هذا المكان إلى ورشة حقيقية بأتم معنى الكلمة سواء تعلق الأمر بالأتربة أو الحجارة المنتشرة بكل مكان والتي تفرز عن الغبار الذي يسبب الحساسية لمرضى الربو والصدر تقربنا أمس من سكان هذا الحي الذين لم يجدوا حتى مكانا صغيرا يسيرون عليه، وفي هذا الصدد أبرز أحد القاطنين بنهج حمو مختار بأنهم يعانون كثيرا من الأشغال وما ينجر عنها من ضجيج أو غبار لكن سبيلهم الوحيد - حسبه- هو الصبر لأنه ما باليد حيلة، وهذا المشروع هو لفائدة كل سكان وهران لدى ينبغي - حسبه- على بعض المواطنين بمن فيهم السكان والتجار أن يضحوا لفترة معينة. فيما أوضح مواطن آخر من ذات الحي بأنهم لا يعانون ومنذ إنطلاق أشغال الحفر لا من انقطاعات الكهرباء ولا خطوط الهاتف لكن المشكل الوحيد الذي يقف لديهم كحجر العثرة هو غياب المياه أو قلتها في بعض الأحيان لأنها أضحت في الأيام الأخيرة تزور فقط سكان الطابق الأول، فيما تبقى حنفيات سكان الطوابق الأخرى جافة تماما لتبقى مؤسسة تطهير وتوزيع المياه »سيور« تترقب كل عطب ينجز عن الأشغال وتصلحه وهو الأمر الذي بطبيعة الحال سيكون سببا في تأخر مشروع العصر لأن أعمال الإنجاز باتت مرهونة اليوم بإصلاح الأعطاب التي أضحت مسلسلا يتكرر يوميا. من جهتهم تجار المنطقة بدوا جد مستائين من الحالة التي آلت إليها نشاطاتهم التجارية وواجهاتهم بحيث لاحظنا من خلال زيارتنا غلق عدد كبير لأبواب المحلات وذلك تفاديا لتسجيل خسائر ناتجة عن الغبار والأتربة الكائنة بعين المكان. هذا وقد وصلتنا معلومات تفيد بأن هناك شبكة خاصة بإتصالات الجزائر قد تعطلت هي الأخرى نتيجة أشغال الترامواي فما كان علينا سوى التنقل إلى إحدى المصالح الكائنة بنهج حمو مختار والتي أكد أحد أعوانها بأنه هناك بالفعل خلل لكن هذا الأخير رفض الإدلاء بالمعلومات موضحا بأنها ليست من صلاحياته. وما تجدر الإشارة إليه بأن أشغال الترامواي شكلت مصدر إزعاج للكثير من المواطنين وهذا بعد غلق العديد من المسالك التي قد أعتادوا عليها من قبل، فضلا عن ظهور الكثير من النقاط السوداء بما فيما مفترق طرق المقري، حي إيسطوا، منطقة السانية، ليبقى مصير وسط المدينة مجهولا لأنه هو الطامة الكبرى فيما أفرزت هذه الأشغال أيضا عن تكبد المئات من التجار لخسائر معتبرة بما فيهم أولئك الذين يتركزون بشارع حوحة محمد (معسكر سابقا)، فضلا عن شارع محمد بوضياف (مستغانم سابقا) ليغتنم تجار شارعي معطى محمد الحبيب والأمير عبد القادر الفرصة هذه الأيام قبل أن تمسهم الأزمة خلال الفترات المقبلة أما عن وهرانالشرقية وتحديدا بحي الياسمين إشتكى بعض المواطنين من الضوضاء الصادرة عن الأشغال خلال الفترة الليلية. لكن لنعود ونقول بأن هذه الأمور تعتبر بالعادية جدا للسلطات العليا لأنه مشروع يعود بالفائدة الأولى للمواطن الوهراني بحيث سيقضي هذا الأخير حسب القائمين عليه على أزمة النقل التي تشهدها ولاية وهران لذا ينبغي توفر عامل الصبر واتحاد الجهود، ومن جهة أخرى يبقى على مؤسسة » ميترو الجزائر« أن تكثف من نشاطها وتضاعف من عدد عمالها وذلك حتى تتم الأمور في أحسن الظروف كما بإمكان هذه المؤسسة أن تلعب دورا كبيرا في التقليص من ظاهرة البطالة التي أضحت شبحا لصيقا بشبابنا اليوم وهذا لأننا وبعد أيام فقط سيحل عليها فصل الخريف ليتبعه فصل الشتاء والمعروفين بأمطارهما الغزيرة والتي ستجعل وهران تغرق في أوحالها كما سبق وأن عشنا الظاهرة خلال السنة الفارطة وبالتالي كيف سيكون مصير السكان الذين أضحت طرقاتهم وأرصفتهم من تراب والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل ستعيش وهران نفس الأجواء بعد الإنتهاء من مشروع الترامواي والإنطلاق في مشروع »ميترو وهران؟!!!«.