استاء سكان بلدية الحراش من أشغال المشروع الوطني ''الترامواي'' الجارية عبر أكثر من حي، والتي تسببت في غلق معظم طرقات الأحياء المتواجدة على مستوى ذات البلدية، كما تسببت في تهديم سوق ''الجزارين'' الذي كان الوجهة المفضلة للمتسوقين. وحسب تصريحات بعض القاطنين فإن حياة السكان قد تحولت إلى جحيم، حيث تسبب مشروع ''الترامواي'' في غلق مختلف طرقات الأحياء، الأمر الذي يجبر الراجلين وحتى سائقي السيارات على استغراق وقت كبير للخروج من أحيائهم للتوجه إلى البلديات المجاورة وقضاء حاجياتهم. الأمر الذي صار يؤثر سلبا عليهم، إلى جانب التلوث البيئي الذي تسبب في انتشار داء الحساسية بين أوساط السكان، حيث أصيب معظم السكان بمرض الربو جراء تطاير الغبار هنا وهناك المنبعث من أشغال الحفر، وهو ما منع عددا كبيرا من العائلات من فتح نوافذ شققهم لتفادي الغبار، وهي المعاناة التي صارت فعلا تؤرقهم، خاصة خلال فصل الصيف الذي شهد هذه السنة ارتفاعا مذهلا في درجات الحرارة، في حين استعانت بعض العائلات بمكيفات الهواء لتجنب الموقف. نفس السيناريو يعيشه سكان بلدية الحراش أثناء فصل الشتاء، حيث تزيد معاناة السكان بسبب صعوبة استعمال طرقات الحي لانتشار الأوحال والحفر المليئة بمياه الأمطار التي لطالما اشتكى منها المارة وأصحاب المركبات على حد السواء، هذه المطبات التي تعمل على عرقلة الحركة المرورية، تحولت إلى هاجس يومي يتخبط فيه السكان، خصوصا المتمدرسين الذين باتوا يتهربون من اللجوء إلى مدارسهم. وعلى صعيد آخر أعرب سكان البلدية عن استيائهم بسبب قيام السلطات المحلية بهدم سوق ''الجزارين'' الذين اعتادوا على اقتناء مختلف أنواع اللحوم منه، الأمر الذي صار يضطرهم حاليا للتنقل إلى غاية الأسواق المجاورة بحثا عن اللحوم، وهو ما حول حياتهم إلى جحيم خصوصا في شهر رمضان الحالي. وما زاد من تذمر السكان هو وجود سوق مغطى واحد على مستوى البلدية يلجأون جميعهم إليه، بعدما تم القضاء على سوق ''الجزارين''، لذلك فإن السكان يبحثون حاليا عن مساحة أرضية صالحة لبناء شبه سوق خاص بهم بعد أن يقدم لهم المجلس الشعبي البلدي للحراش الموافقة للشروع في أشغال الإنجاز. وأمام تعدد مشاكل السكان ببلدية الحراش فإنهم يرفعون شكواهم من خلال ''الحوار'' إلى جميع السلطات المحلية وعلى رأسها رئيس البلدية للتدخل عاجلا وفض الإشكال. من جهته أكد المسئول الأول عن الشؤون الاجتماعية ببلدية الحراش أنه سيتم إيجاد حل سريع لوضعية تجار سوق ''الجزارين'' المتضررين من مشروع ''الترامواي''، مضيفا في ذات السياق أن هذا الأخير يعد بمثابة مشروع وطني لا يمكن بأي حال من الأحوال التخلي عنه أو الوقوف ضده، خاصة وأنه سيخفف من حدة ومعاناة التنقل على مستوى ولاية الجزائر العاصمة.