سيتدشن رسميا الشطر الأول من "ترامواي وهران" السنة المقبلة 2011 حسب مستوى تقدم الأشغال التي تعتبرها المديرية الوصية في حدود التكهنات التي برمجت لها مع بداية تسجيل المشروع في 2005 وستعرف الإنطلاقة الفعلية للترامواي غلق عدد من الطرقات الرئيسية التي ستصبح ممنوعة على المركبات ومخصصة فقط للراجلين لإعتبارات شتى أهمها، ضيق الطريق الذي يمرّ عبر مسار السّكة المخصصة لهذه الوسيلة من وسائل النقل الحضري التي كانت وهران في العهد الإستعماري من المدن القليلة التي تزخر بتكنولوجيا من هذا النوع ولّت في عهدها لأسباب لا داعي لذكرها. وإن لم تصرّح مديرية الترامواي بأسماء الشوارع التي ستخصص كمنظر يمنح متعة خاصة للراجلين الذين يودّون ركوب الترامواي أو الذين يقطعون الطريق الى منازلهم، فعدد كبير من المتدخلين في نشاط المجلس الشعبي الولائي، باتوا متيقنين من أنّ أهم الشوارع المعنية هي شارعي مستغانم وسانتوجان المعروفان بضيق معبريهما وكثرة المتجوّلين بهما. وقد لفت المتدخلون إنتباه الجهات الوصية الى المشاكل التي ستسبّبها حركية الترامواي خاصة بنهج سانتوجان، حيث سيمر الترامواي قريبا من البنايات الموجودة على يمينه ويساره ولأنها قديمة جدا ستتعرّض الى الإهتزاز مما سيقلق من راحة السكان، ونفس الشيء ينطبق على مسار نهج مستغانم. أشغال الترامواي التي إنطلقت بشارع سانتوجان قبل بضعة أشهر كشفت عن مسار سابق لهذه المركبة الكهربائية وهو المسار الذي كان يتبعه الترامواي في الحقبة الإستعمارية وقد ساهم هذا الإكتشاف في إعطاء دفع لتقدّم الأشغال بعد أن رأى مكتب الدراسات الإسباني البرتغالي الذي يشرف على المشروع، أنه في المسار الترامواي ستتزّين بأربعة أنواع من وسائل الديكور، ستستخدم ببعضها الحجارة السوداء وببعضها الآخر الحجارة البيضاء، وجانب ثالث ستميّزه الحجارة الملوّنة، فيما سيحظى قسم كبير بتغطية خاصة من العشب الطبيعي. وبهذه الصورة الجميلة التي نقلها إلينا مدير الترامواي، يصحّ لنا القول أن "وهران الورشة المفتوحة" على الأتربة والغبار في جميع معابرها ومنافذها، ستتحول إبتداء من 2011 الى مدينة أكثر عصرنة تزخر بإنجاز كان من الواجب التفكير فيه في أوقات سابقة للمميّزات السياحية الكبيرة التي تنفرد بها كأهم عاصمة إقتصادية بالجزائر تقع على مشارف حوض البحر الأبيض المتوسّط. وقد عرف الترامواي في شهر جانفي من السنة الجارية أولى عملياته التجريبية على مستوى الجزء الأول بحي الصباح الذي تقدمت الأشغال به كثيرا، حيث تم وضع السكة على مسارها المحدّد وتم الوقوف على مدى تطابق وموازنة الترامواي لأرضيته كما عرف هذا الشطر أولى مراحل التدشين التي أشرفت عليها الوزارة الوصية. وحسب المجتمعين في جلسات المجلس الشعبي الولائي فسيعرف الترامواي إنطلاقته الفعلية في سنة 2013 التي حددتها المديرية المعنية ومعها مديرية النقل كآخر أجل لتدشين آخر جزء من الأجزاء الأربعة التي تشكّل السّكة الكلية لمنظومة النقل الجديدة التي ستضفي صورا أكثر جمالية لوجه وهران السياحي والإقتصادي. ومن الممكن جدّا أن يعرف مسار الترامواي توسيعات أخرى طالب بها سكان بعض المناطق لإخراجهم من العزلة التي يعرفونها وهو ما صرح به والي وهران على هامش عرضه لميزانية المخطط الخماسي 2014-2010 حيث من المرتقب أن تشمل خدمات الترامواي لاحقا، حي بتيلاك وحي مسرغين وعدد من الأحياء الأخرى مرورا بمختلف المعاهد والجامعات. وسبق لمشروع الترامواي أن عرف توسيعات سابقة، حيث بدأ بمسار قدره 18 كيلو مترا، ورأت الجهات المعنية تحويله الى أربعين (40) كيلومترا، فبعد أن كان مساره مقتصرا في الأصل على معبر الأمير عبد القادر وصولا الى سيدي معروف، تمدّد ليشمل المطار الى سيدي معروف ثم الى القطب الجامعي الجديد بحي بلقايد، وأخيرا من حي الأمير عبد القادر الى حي بن عربة المسمّى سابقا بحي بوعمامة أو الروشي. ويضم هذا المسار 35 موقفا مع أربع (4) محطات رئيسية و28 قاطرة تصل طاقة إستيعابها الى 6400 راكب في الساعة الواحدة، وبالوصول الى تحقيق هذا المسار تكون وهران قد بدأت في مسايرة التقدم التكنولوجي الذي تشهده منظومة النقل الحضري، بمختلف مدن ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، على أمل أن تشهده هذه المدينة في السنوات القليلة القادمة برمجة "ميترو وهران" الذي لايزال حبرا على ورق، تناولته عدد من المجالس المنتخبة في عهود سابقة وحالية، ولم يستبعد والي وهران السيد طاهر سكران أن يتم تسجيل هذا المشروع ضمن المشاريع الحساسة التي ستطبع الميزانية المقررة للمخطط الخماسي الجديد أما ميزانية ترامواي وهران الذي تسيره شركة "ميترو الجزائر" فقد حددت ميزانيته في المخطط الخماسي السابق ب 39 مليار دينار جزائري.