بلغت أمس أزمة سحب الأموال من القباضة الرئيسية لمؤسسة البريد والمواصلات ذروتها بسبب سخط كبير من المواطنين على نوعية الخدمات المقدمة من قبل الموظفين التي لم ترق أبدا لزبائنها الوافدين بجموع غفيرة نحو القباضة حيث أن الإشكال المتمثل في عدم وجود الإستمارات البديلة عن صكوك الإنقاذ لا زال قائما في حد ذاته بهذه الوحدة والمكاتب الأخرى المتفرعة والتي تواجه طلبات كثيرة من قبل الذين لا يملكون صكوك البريد ويريدون إستخراج أموالهم بالبطاقات الممغنطة. حيث في زيارة قصيرة قادتنا إلى عين المكان لاحظنا تلك الطوابير البشرية اللامتناهية أمام شبابيك سحب الأموال الذين توافدوا بقوة نهار أمس بغية إستخراج أموالهم لقضاء مناسبتي عيد الفطر والدخول المدرسي التي تزامنت مع الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل وقد لاحظنا تلك المناوشات والإحتجاجات الكبيرة التي تحدث من حين لآخر بين طالبي الإستمارات وأعوان المكاتب الذين ردوا طلباتهم بالسلب بحجة نفاذ الحصص التي توزع يوميا على الزبائن مما جعل القباضة الرئيسية على أحر من الجمر في يوم حار إلى جانب ذلك فإن بقية المواطنين عبروا عن إمتعاضهم من طبيعة الخدمات الرديئة المقدمة من قبل مكتب الرئيس خاصة وأنهم لم يستفيدوا من الحصول على بعض الوثائق البريدية الأخرى كحوالات الحساب الجاري البريدي التي أصابتها هي الأخرى عدوى الندرة، ولم يدر الزبائن كيف يحلون هذا الإشكال الذي لم يكن قائما في الأيام الفارطة إلا أن بعضهم أطلق العنان لرجليه من أجل البحث عن مراده في المكاتب البريدية الأخرى وعلى الرغم من أن مؤسسة بريد الجزائر سطرت برنامج عمل منذ أول سبتمبر الجاري وإلى غاية نهاية شهر رمضان يقضي بتمديد ساعات العمل إلى ما بعد الإفطار بالمدن الكبرى ومن الساعة العاشرة ليلا إلى غاية منتصف الليل إلا أن نظام المناوبة الليلية لم يقض على جوهر المشكل المتمثل في عملية سحب الأموال حتى أن الذين يملكون صكوك البريد لم يسلموا من عدم توفر السيولة المالية ببعض المكاتب البريدية الأخرى وهو ما جعلهم يتنقلون دفعة واحدة إلى البريد المركزي الذي شهد ضغطا كبيرا، فاق كل التوقعات وما زاد من الطين بلة هو إستياء الزبائن من غياب الإستمارات وتوفر فقط الإستمارات المختومة والخاصة بالبطاقة المممغنطة وحسب أحد الزبائن الذي وجدناه يثور غضبا فإن هذا السيناريو يتكرر كلما إقتربت مناسبة للإحتفال حيث يضطر الزبون إلى تحمل المتاعب التي يواجهها كلما قصد مركزا بريديا كلما سمحت له الفرصة لإستخراج أمواله مشيرا إلى أن بعض المكاتب تتعمد إرغام الزبون على إستخراج أمواله من جهاز الدفع الإلكتروني من خلال إجباره على ملء الإستمارة المختومة بحجة عدم توفر إستمارة الإنقاذ الأصلية رغم تبعات الإستنجاد بهذا الجهاز الذي يجبر الزبون لتكرار المحاولة أكثر من مرة من أجل إستخراج أمواله وغيرها من الأمور التي تؤرقه من جراء إستعمال البطاقات الممغنطة والتي لا جدوى منها في بعض المرات بسبب الأعطاب التي تحدث من حين لآخر على مستوى جهاز الدفع الإلكتروني هذا وقد عبر لنا أمس بعض النسوة عن تذمرهم لعدم توفر إستمارة التعهد الخاصة بتحويل الأموال بالعملة الصعبة أو ما يعرف عنها (بواستر يونيون) Western Union التي كانت مفقودة تماما ولم يجدها المواطنون حتى بالأكشاك المتعددة الخدمات التي تعكف دائما على نسخ هذه الوثيقة خاصة وأن بعض العائلات تجد متنفسا لها في الأموال التي تحول بالعملة الصعبة لتغطية مصاريف رمضان والعيد التي لا يقوى عليها المواطن ذو الدخل البسيط والجدير ذكره أن معظم مصالح البريد تعاملت أمس مع أصحاب الشيكات و البطاقات الممغنطة بينما طالبو الإستمارات البديلة لصكوك الإنقاذ عادوا من حيث أتوا ومن أجل معرفة رد فعل الإدارة إنتظرنا طويلا أمام مكتب القابض لكن دون جدوى ولم نتمكن من الإستفسار عن هذا المشكل بحجة أن المكتب الإداري في إجتماع مغلق، علما أن مسألة فقدان إستمارات الإنقاذ إشتكى منها الزبائن منذ أمس بحيث لم تمون القباضة بحصتها اليومية حتى أنهم لجؤوا إلى البحث خارج المصلحة لإقتناء الإستمارات ب 5 نانير لكن دون جدوى.