أكد البروفسور الحاج تهامي رئيس مصلحة الدم على مستوى المستشفى الجامعي بوهران أن حالات الإصابة بسرطان الدم في تزايد مستمر بوهران حيث تشير الإحصائيات المدونة بالمصحة إلى تسجيل ما بين 350 و400 حالة جديدة سنويا، وبالرغم من الإرتفاع المذهل في عدد المصابين بهذا الداء إلا أن نسبة الشفاء كبيرة ومتوقدة مقارنة بالمرضى المصابين بالورم الخبيث في مناطق مختلفة من الجسم، شريطة أن لا ينتشر الداء في بقية الأعضاء وفي هذه الحالة فإن إحتمال القضاء على المرض قد يصل إلى نسبة 80 ٪، لكن أغلب المرضى الذين تستقبلهم المصلحة لتلقي العلاج يصابون في مراحل متقدمة من المرض، لذا يستعصى على الأطباء التحكم في الداء ما دام أن المصاب لا يكتشف إصابته إلا في وقت متأخر، وأضاف ذات المتحدث أنه من الضروري تفعيل عمل الوحدات الصحية الجوارية للحد من إنتشار الداء الذي إستفحل بشكل مثير في السنوات الأخيرة، وذلك بإلزامية الكشف المبكر للمريض عن طريق توعية المواطنين، لا سيما المرأة المعرضة للإصابة أكثر من الرجل. لإجراء الفحوصات بصفة منتظمة لتفادي تعرضها للإصابة خاصة إذا علمنا أن إستئصال الورم في مراحله الأولى من شأنه أن يقضي على الداء نهائيا مشيرا في سياق حديثه إلى إيلاء أهمية لمهنة الطبيب العام الذي أصبح لا يحظى بالأولوية في العلاج ، حيث أن المريض أضحى يفضل التداوي عند الطبيب المختص لعدم ثقته في نجاعة الطبيب العام، وهو أكبر خطأ يرتكبه المريض في إختياره لطريقة العلاج حيث أن الطبيب العام يلعب دورا هاما في توجيه المصاب ولديه منهجية في العلاج، بينما يكمن دور الطبيب المختص في متابعة الحالة الصحية للمصاب ولا يمكن في حالة الإستخفاف بمكانة الطبيب العام. وبالنسبة لتكلفة العلاج التي يستفيد منها المريض بمصلحة الدم قد تصل إلى 140 مليون سنتيم تصرفها الدولة على المصابين بهذا المرض الخبيث يحث أنه تسخر الملايير من السنتيمات لعلاج المرضى المصابين بداء السرطان خاصة وأن الأدوية المستعملة في تخفيف الآلام والحد من إنتشار الفيروس السرطاني في الجسم مكلفة وباهضة جدا، لا يمكن للمريض إقتناؤها. وهو ما يفسر الضغط الكبير الذي تشهده هذه المصلحة يوميا لطالبي العلاج حيث تتكفل المصلحة حاليا ب 24 حالة خاضعة للإستشفاء ونظرا لدم لعدم إستيعاب المصلحة للعدد الهائل من حاملي الفيروس السرطاني في الدم، فإن بقية المرضى يفترشون الأرض لإمتلاء الأسرة عن آخرها. وفي سياق حديثه عن نوعية الأدوية المستخدمة في علاج مرضى سرطان الدم، أكد أنها شبه مفقودة وإذا توفرت فهي مكلفة جدا، فعلى سبيل المثال فإن الدواء المستخدم لعلاج المصابين بإبيضاض الدم المزمن يصل ثمنه إلى20 مليون سنتيم للعلبة وهذا بعد مراجعة سعره الذي تجاوز ال 26 مليون سنتيم في بداية تسويقه. وينفد خلال شهر فقط، بحيث لا يمكن توقيفه في فترة العلاج لأن المصاب ملزم بأخذه مدى الحياة ما دام أنه مصاب بمرض مزمن. وأوعز البروفسور تهامي الإضطراب الحاصل في التموين بأدوية العلاج لمرضى السرطان إلى أن هذه المستحضرات الطبية تتغير في كل مرة تظهر فيها أدوية جديدة ومكلفة وتؤثر على فاتورة الإستيراد سنويا.