تواجه شركة الخطوط الجوية الجزائرية منذ فترة حملة مغرضة حسب المتتبعين بدأت باحتجاج الجالية الجزائرية بالخارج على ارتفاع أسعار الخدمات تم توالت بعد ذلك الأحداث التي أساءت لهذه الشركة أكثر خصوصا بعد تحطّم الطائرة المستأجرة بمالي في 24 جويلية المنصرم و بما أن الهموم لا تأتي فرادى سجّلت الخطوط الجوية الجزائرية بعد هذا الحادث الأليم الكثير من المشاكل التقنية و الأعطاب بطائراتها ما ترك المواطن الجزائري خائفا و يتفادى استعمالها حسبما كشف عنه عضو بالمجلس الشعبي الوطني مؤخرا أمام وزير النقل عمار غول ضمن سؤال شفهي و رغم أنّ زبائنها سبق و احتجوا على تدني خدماتها منذ سنوات طويلة و خاصة من قضية تأخر الرحلات على الخطوط الداخلية إلاّ أن صوتهم لم يكن مسموعا بحيث لم يسجّل تحسّن كبير في مواعيد السفر بشهادة جل من سافروا عبر هذه الخطوط فلا تزال الرحلات تتأخر بالساعات سواءا في الذهاب أو الإيّاب و حتى المتعاملين الإقتصاديين و منهم المصدّرين طرحوا قضية ضعف خدمات نقل البضائع بسبب قلة الطائرات المخصصة لذلك حيث أن الشركة تخصص طائرة واحدة لعمليات التصدير مثلما جاء في تقاريرها و نفس الشيء في قلّة البواخر و هو من بين الأمور التي أعاق النشاط حسب المصدّرين أنفسهم لكن ليست كل الأمور سلبية بالخطوط الجويّة الجزائرية تقول جهات مختصة فقضية الأعطاب التي طرحت في المدّة الأخيرة ليست هي النقطة السوداء الأكبر في الشركة فمثل هذه الأمور تحدث بكل شركات الطيران بالعالم بل أن كوارث الطيران المسجّلة بدول عديدة غير الجزائر كثيرة و مميتة و تعود في أغلب الأوقات لأسباب بشرية أو جوّية فالاهتمام بمراجعة الطائرات و الصيانة لضمان أمن المسافرين هو بالنسبة لها الخط الأحمر الذي لا ينبغي تجاوزه فصحيح تضيف ذات المصادر أن خدمات الجوية الجزائرية لا ترقى للمستوى العالمي و تذبذب مواعيد رحلاتها يزعج زبائنها و أسعار تذاكرها هي من بين الأغلى في العالم لكنها لا تتسامح في قضية أمن المسافرين و سلامتهم و حدث مرارا أن أجلت رحلات أو ألغيت بسبب اضطرابات جوية كما أن طيّاريها أثبتوا مهارة كبيرة في التحكم في الآلات في أحلك الظروف بفضل التكوين المتخصص الذي يتلقوه خاصة على يد خبراء من شركات صناعة الطائرات الرائدة في العالم و هي "بويينغ" و"آربيس" و من جهة أخرى تؤكّد مصادر من داخل الشركة بأن من بين المشاكل التي تتخبط فيها قضية العمال فعددهم في تصاعد بسبب سياسة توظيف غير عقلانية و هو ما لم ينفه الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية في آخر تصريحاته لوسائل الإعلام مؤكدا بأن العدد الهائل من المستخدمين يعيق تطورها و هو وضع موروث لكن يمكن التحكم فيه بفضل مخطط تأهيل الشركة الذي أقرّته الحكومة و الذي يمتد إلى غاية 2017 و بموجب هذا المخطط تم تدعيم أسطولها ب 16 طائرة جديدة و مهما يكن فإن الجويّة الجزائرية أصبحت اليوم مجبرة على إعادة النظر في استراتيجيات التسيير و بالأخص الرفع من مستوى الخدمات و مراجعة أسعارها لأنها كانت محطّ انتقاد لاذع في الفترة الأخيرة يقول خبراء في مجال الطيران المدني و لا شكّ أنها أصبحت اليوم أمام تحدي كبير و هو منافسة شركات الطيران الأجنبية خصوصا بعدما أعلن وزير النقل بأن فتح المجال الجويّ أصبح ضروريا و مطلوبا في ظل انفتاح الجزائر على العالم و مهمّة الشركة الوطنية اليوم هو الحفاظ على مكانتها و استقرارها أضف إلى ذلك قضية أسعار التذاكر التي تعرضها فهي مرتفعة جدّا و قانون المنافسة يستوجب عليها إعادة النظر في هذا الأمر خصوصا و أن العديد من شركات الطيران الأجنبية تحاول اعتماد أسلوب السفر بأقل التكاليف مثلما يحدث بالملاحة الجوية الفرنسية