* هكذا اغتيل الزوج فوضيل والمهندس مهاجي وعائلة لوباز * جنون الدمويين طال 235 ضحية في رمضان 1962 قدم الدكتور الصادق بقادة أمس خلال استضافته بندوة «الجمهورية» المحاور الإشارية التي تضمنها بحثه في تاريخ الثورة التحريرية بمنطقة وهران والذي يكشف فيه عن مواطن ما وراء الأحداث المؤلمة التي ظلت إلى وقت قريب مجرد أحداث بعناوين عريضة بلا تفاصيل.. وقد فضل الدكتور بقادة بدور مقدمات الكشف عن عصارة بحثته الميداني حول المرحلة الأكثر دموية قبيل الاستقلال والتي شهدت تأسيس منظمة الجيش السري الإرهابية من قبل مجموعة من الإنقلابيين على دوغول ولفيف من أنصار فدرالية الجزائر الفرنسية (الفاف) من أنصار البش آغا بوعلام. وقد تناول ضيف الجمهورية ظروف تأسيس هذه المنظمة الإرهابية الدموية على مستوى وهران بتكليف من السفاح صالان الذي اختار الجنرال جوو من مواليد بلدة بوسفر لمعرفته الدقيقة بطوبوغرافيا المدينة وما جاورها، وقد اختير يوم 20 أوت 1961 لتجنيد هذه العصابات الإجرامية الشبيهة بعصابات الهاغانا التي شرّدت الفلسطينيين من وطنهم في 1948 وقد تم ذلك بحضور عناصر من الموصاد ووجوه يهودية بارزة بوهران أخذت على عاتقها تأسيس (أو.آ.أس) يهودية بهذه المدينة المجاهدة التي دفعت 1100 شهيد تمت تصفيتهم فرديا وجماعيا في فترة لا تتعدى السنة. وأكد الدكتور الصادق بقادة في هذا الشأن أن جنون (الأو.آ.أس) إنما صعد من دمويته بعد وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 حيث ركزت المجموعات الدموية الفاشية على الاغتيال العشوائي لكل فئات الشعب الجزائري وكذا المساندين لفكرة الاستقلال من الأوروبيين أنفسهم وذكر ضيف الجمهورية في هذا الصدد بعائلة لوباز صاحبة المخبزة بشارع تلمسان التي فقدت 3 من أفرادها على أيادي منظمة الجيش السري مثلما اغتيل المهندس المعماري الجزائري مهاجي محمد والطيبين الزوجين فوضيل مصطفى وعباسية بعيادة واجهة البحر بوهران فيما تبقى مجازر رمضان 1962 (شهر فيفري) الأعنف والأكثر دموية 235 ضحية. شهداء تم توثيقهم في وقت تعذر قيدُ آخرين على السجلات الرسمية للحالة المدنية فيما استحال الكشف عن هوية الكثيرين لفظاعة هذه الأعمال الجبانة شهداء بأسماء مجهولة. وفي الأخير فلم يفوت الدكتور بقادة هذه الندوة دون الإدلاء بشهادته الشخصية يوم اكتشف غداة الاستقلال جثة شهيد منكلة داخل مدخنة المنزل الذي غادره رفقة عائلته لفظاعة المشهد...