* وضع حجر أساس ل «فسيفساء السلام» ببهو مركز الاتفاقيات أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، على سعي الجزائر ومنذ سنوات إلى إرساء أسس تحقق المساواة بين المرأة والرجل، وأضاف في رسالة وجهها إلى المشاركين خلال المؤتمر الدولي حول "الأنوثة من أجل ثقافة السلم" الذي انطلق أمس بمركز الاتفاقيات "محمد بن أحمد" بوهران و التي تلاها المستشار برئاسة الجمهورية السيد بوغازي محمد علي "أن كل مفاضلة بين الجنسين أو وضع طرف في مواجهة الطرف الآخر، إنما هو سوء تفكير إن لم يكن جريرة ومغالطة كبرى"، وأضاف فخامته أن وجود المرأة في المدرسة والجامعة والمعمل والمؤسسات المدنية والعسكرية وفي البرلمان و سلك القضاء والدبلوماسية هو "تأكيد على إيماننا الراسخ بأنه لا فرق بين الرجل والمرأة إلا في أداء الواجب على أكمل وجه"، و " إننا لنطمح إلى أن تصبح بلادنا قدوة في مجال حرية المرأة في إطار القيم الإنسانية ضمن رؤية الإسلام و تعاليمه " . وفي سياق آخر أكد رئيس الجمهورية أن الإسلام هو دين محبة وسلام ، وأن المؤتمر الذي تحتضنه عاصمة الغرب الجزائري لأول مرة "يعد بادرة خير ومسعى بر ومنتدى فكر وتدبر لعالمات وعلماء جادين"، مؤكدا في ذات الرسالة أن هذا المحفل الفكري الدولي "يعد مسعى حقيقيا لإنشاء مجتمع مثالي في ظلال الإسلام السمح الذي كرم المرأة "، وأن " المنهاج الذي أخذ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان رؤوفا رحوما بالنساء خافظ لهن جناح الذل من الرحمة "، و أن معاملة المرأة أسوة حسنة وقدوة طيبة جاءت بها سماحة الإسلام الذي ساوى بينها و بين الرجل ... ، كما تحدث عن عمل المرأة الجزائرية المجاهدة التي وقفت جنبا إلى جنب مع الرجل وشاركته في كل نضالاته ، لاسيما ونحن نحتفل بالذكرى ال 60 لاندلاع الثورة المجيدة، وهي مناسبة للوقوف عند ما أنجزته هذه الأخيرة من مهام صعبة تعذر على الرجل القيام بها .. من جهتها دعت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة السيدة "مونيا مسلم" خلال المؤتمر إلى ضرورة العمل على إرساء ثقافة السلم والسلام، مشيدة بدور المرأة في العالم التي تبنت بدورها هذه الثقافة وحافظت على التراث التقليدي والثقافي والسياسي، كما أكدت الوزيرة على أهمية المؤتمر الدولي حول الأنوثة الذي يرمي إلى تعزيز السلم، التعاون والحوار، وكذا محاربة كل فكر تطرفي وعنيف، موضحة خلال الندوة الصحفية التي عقدت على هامش الملتقى أن ما جاء في رسالة رئيس الجمهورية يؤكد السياسة القوية لثقافة السلام ومحاربة الإقصاء والتهميش، وكذا التفرقة بين الرجل والمرأة، فالجزائر حسب الوزيرة "قبلة للدفاع عن ثقافة الحوار والسلم وتقبل الآخر، خصوصا أنها عاشت فترة عصيبة خلال التسعينات وخرجت منها منتصرة بحنكة سياسية وثقافية، وهذه الرسالة الكبيرة تؤكد أن المرأة سوف تحمي هذه الثقافة والمبدأ وتعطيه للأجيال .. تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الذي أعلن عن افتتاحه شيخ الطريقة العلاوية " خالد بن تونس "عرف حضور أكثر من 3000 مشارك من الجزائر وخارجها، فضلا عن سفراء عدة دول عربية وأجنبية، إلى جانب السلطات الولائية والبلدية لولاية وهران، وذلك تحت إشراف المؤسسة للتنمية المتوسطية " جنة العارف" والجمعية العالمية الصوفية للطريقة العلاوية، حيث تم بالمناسبة قراءة رسالة رئيسة منظمة "اليونيسكو" السيدة "إلينا بوكوفا" التي أشادت بالمؤتمر وثمنت جهود المرأة في العالم، ليتم بعدها وضع حجر الأساس "لفسيفساء السلام" تشرف كل من مستشار رئيس الجمهورية "بوغازي محمد علي"، و وزيرة التضامن ووالي الولاية والشيخ بن تونس بوضعه في بهو مركز الاتفاقيات " أحمد بن محمد " كما تم تدشين أيضا معرض للصور تحت عنوان " الكشف والتلبيس "، علما أن الفترة المسائية شهدت تنظيم عدد من الورشات الفكرية حول المرأة شاركت فيها مجموعة من الأكاديميات المختصات في المجال.