في درب الأحلام الضائعة أسافر معك أيها الزمن ، باحثا عن الأمل الذي ضاع في غياهب الدهر .. في خصم الأحداث الغابرة أصنع زورقا لأخطو الخطوات الباقية ،وأعبر نهر الكآبة والحزن . بخطى ثابتة أسير معك لأقتفى أثار النشوة التي سلبتني إرادتي ...وعن الزهرة اليانعة لأنتشي نكهتها وألثم رحيقها ...ومعك أناجي الأيام الحاضرة ،لتعيد لي اعتبار السنين السالفة ... وأتصفح ذكريات الماضي لأمحو الغشاوة عن قلبي بعدما أكتسحه الضباب .في جوك و خلائك المفعم بالدخان ...ومع سواد ليلك الدامس وصباحك المنقشع بالغيوم ... أبحر أيها الزمن ،فرأيت العذارى يبكون وينتحبون فأرهقت دموعا غاليات ... وعزفت لك سيمفونية تعاستي،فاضمحلت سفينة أفكاري في الظل لترحل مع أطياف الأسى إلى غابة الرحيل .معك يا زمن تموت أحلامي،ومعك ترتسم البسمة من جديد ...ومعك تعود الفيافي الخضراء،والأفكار الناضجة ...فاشرب معي جرعة من كأسي...فأنت ابن البادية وطريح النهاية ...وأنا خلقت بالأمس وغدا سأعود.