أنهى نهار أمس الأحد السيد طيب زيتوني وزير المجاهدين زيارته التفقدية لولاية تلمسان بعدما وقف على عدد من المعالم و الشواهد التاريخية التي خلفها المستعمر الفرنسي إبان الثورة التحريرية حيث أكد على ضرورة تمديد فترات الزيارة و الفسحة بالنسبة للمتاحف التاريخية ليتمكن الزوار خصوصا فئة الطلبة للإطلاع على التراث المادي و اللامادي للثورة الجزائرية سيما خارج ساعات الدراسة لإستغلال المعطيات الثرية المقتبسة من الأحداث التاريخية بما أن هناك سياسة جديدة لإحصاء المعالم و الشواهد التي ستجري في شأنها عملية الترميم لجعلها أرشيف حي مضيفا في تصريحه خلال زيارة العمل التي أختتمت أمس أن الوزارة الوصية عاكفة على جعل القطاع تاريخي بصفته رمز الماضي المقدس الذي يعكس القيادة الراشدة للرجال و ما قدموه لأجل حرية و سيادة الجزائر المستقلة لأن مليون و نصف مليون شهيد أكثر بكثير من حصيلة المسبلين الذين قدموا النفس و النفيس للوطن و الذي يعود في الحقيقة إلى أيضا لسنة 1830 . وذكّر الوزير بالتسهيلات التي أقرتها الوزارة لفائدة المجاهدين وكررها لهؤلاء على مستوى الجهة الساحلية و الحدودية لإستعاب القرارات التي تخدم مصالحهم الإجتماعية في مقدمتها إستخراج شهادة العضوية من أي مديرية بربوع الوطن و الإستغناء عن تقديم الملفات لطلب الطعن مع الإكتفاء ببطاقة العطب و التي يجري التفكير في تعويضها هي الأخرى حسبه زيادة إلى التغاضي عن الملفات عند استخراج شهادة ابن شهيد أو مجاهد ضف لها قرار الإستغناء عن تقديم الملفات أثناء طلب رخصة إستيراد السيارات و كذا لامركزية بعض المنح. و بالموازاة مع إيجابيات التسهيلات ستشرع الوزارة في إنشاء رقم أخضر لإستقبال الإنشغالات من لدن الشريحة المجاهدة و ذويهم و قال الوزير أن ذلك يدخل في إطار تحسين الخدمة العمومية تنفيذا لأوامر و تعليمة رئيس الجمهورية. وواصل الطيب زيتوني زيارته لمقابر الشهداء ،وقد مكنت هذه الزيارة المسؤول الاول على قطاع المجاهدين من الوقوف على عديد المواقع الحساسة و الرموز التاريخية منطقة فلاوسن التي تختص بثالث معركة ثورية وطنية قادها الشهيد "السي بلحسن" الذي اشرف على تنظيم ثمانون مجاهدا (80) إلتحقوا بجبل ذات الناحية و حركوا الحرب بتاريخ 11جويلية سنة 1956 ووظفوا فيها الذخيرة و الأسلحة من نوع (م_ج 42 و44) و روربيس بياس و سجلت هذه المعركة الشهيرة سقوط 40 شهيدا في صفوف جبهة التحرير الوطني و تكبد في مقابلها المستعمر 150 عسكري تم قتله و جرح 30 منهم من اصل 2000 جندب فرنسي حاصر فلاوسن التي قدمت ما مجموعه 467 شهيد و بالمناسبة قام الوزير بتكريم و توزيع الأوسمة على عشرات المجاهدين و ترحم على الشهداء الأبرار بمقبرة المنطقة التي مستها تهيئة كبيرة بغلاف مالي قدره 300000000دج وهذا في إطار مساهمة الدولة في الحفاظ على الجنائزيات التاريخية كما الحال بمغنية و السواحلية و سبدو و الحنايا . و كانت للوزير ايضا وقفة مع الماضي الجليل ببلدية السواحلية كمحطة بارزة مع ما تضمه من مركز للتعذيب "أبغاون" الذي خصصه الإستعمار للتنكيل و التقتيل الفردي و الجماعي لمدة سبعة سنوات من 1956 إلى 1962 بعد ما حول لقلعة انشئت فيها غرف متخصصة للإستنطاق و مطامير للردم و قد إسترجع الوزير مع مجاهدي المنطقة مرارة الإستعمار بشهادات حية تم سردها على مسامع الوفد المرافق له و السلطات الولائية ووالي الولاية ساسي عبد الحفيظ حيث تم ذكر اساليب التعذيب الذي ذاقه الأبرياء من الشعب الجزائري بغية التنازل على أرض الوطن لكن العزيمة كانت بالمرصاد للفرنسيين اللذين إحتاروا في صبر و شجاعة الوطنيين و التي ذكرها الجنرال "جان بيار" قائد "فرقة يتغان" حين وصل به الحد أمام جنوده و السجناء في قوله "شعب مصمم و شجاع و نادر" و "إستقلاله آت" بمعنى أنهم إعترفوا بضعفهم . الوزير و في معرض زيارته لعاصمة الزيانيين عرج أول أمس على مقبرة الشهداء بالحناية و ترحم على من وهبوا أرواحهم قربانا لجزائر حرة ومستقلة وإستمع لشروحات حول التهيئة الشاملة التي مست جوانبها أين طالبته مديرية المجاهدين بمبلغ إضافي لإستكمال ما تبقى من التأهيل خاصة و أنها تريد أن تدعم المقبرة بمسجد أو قاعة للعرض والتي سيتم الإتفاق عليها لاحقا بين منظمة المجاهدين و نفس القطاع و حضر بالمناسبة عملية إعادة دفن اربعة رفات للشهداء الاتية اسمائهم (عين السبع بشير من مسيردة و بن زلاط محمد و تواتي محمد و كباش محمد كما أطلق الوزير على المجمع السكني للمدينة الجديدة "بوجليدة " إسم الشهيد"هلال موسى" من منطقة الشولي الذي إغتالته السلطات الفرنسية عام 1957 . وببلدية عاين الوزير المعلم التذكاري الذي بلغت نسبة اشغاله ال 70 بالمائة و المخصص له غلاف مالي يقدر ب 599759550 دج و إرتاح لذات الإنجاز الذي يبجل التاريخ النضالي للرجال خاصة و أن أول رصاصة إنطلقت في غرة نوفمبر بالمنطقة كانت من هذا المكان تحت تنظيم الشهيد العربي بن مهيدي الذي اهلته العملية الفدائية ليصبح قائد الولاية الخامسة و قد تمكن الجيش الفرنسي(المظليين) إلقاء القبض عليه عام 1957 من شهر فيفيري و إعترف في شأن قضية تعذيبه الجنرال" ماسو" في حوار لجريدة "لومند" سنة 2001 أنه شخصيا امر بالتنكيل به لحين إستشهاده ليلة الرابع مارس 1957 . و بدائرة سبدو الجنوبية تفقد الوزير مقبرة المنطقة التي أعيد ترميمها و تهيئتها بمبلغ 275623335 دج ثم واصل زيارته لمركز التعذيب لشاطو " بنفس الجهة و الذي كان مخصص لتعذيب الرجال و النساء حتى أن هذا المركز مات فيه حوالي 700 شخص بفعل التقتيل البشع.