كرة القدم لا تعترف بالمنطق ولا تستقر على حال وليست علما قائما كما يقال لكن الواقع يؤكد بأنه لم تعد توجد بالقارة السمراء فرق صغرى وأخرى كبرى وأن نتائج مختلف المنافسات تعكس التطور السريع للمارسة الرياضية بها وكذلك الإهتمام المتزايد بالمواهب الشابة وبالتكوين الناجح، زد على ذلك الحماس الذي أصبحت تتميز به كل المباريات بغض النظر عن التكهّن النظري وتقديرات الخبراء والمحللين ونتيجة المنارة تصنعها إرادة اللاعبين وإنضباطهم التكتيكي. وكثيرا ما غرقت منتخبات عريقة في فخ الفرق الصغيرة وتغلبت إرادة لاعبين هواة على أرمادا من المحترفين وأصبح الحافز النفسي والشعور بتحقيق الذات وحب الإنتصار من العوامل الأساسية للفوز وقراءة في نتائج الجولة الثانية من تصفيات »كان« 2012 تؤكد مدى صحة ما تم ذكره ومعاناة المنتخبات المونديالية في هذه التصفيات حسب وكالة الأنباء الجزائرية متواصلة باستثناء منتخب كوت ديفوار الذي نجح في العودة بنقاط الفوز من بوراندي ب (0-1). فبعد تعثرهم بالقواعد امام منتخب تانزانيا في الجولة الاولى(1-1) اخفق المنتخب الوطني الجزائري إخفاقا كبيرا بانهزامه (2-0) أمام منتخب جمهوية وسط افريقيا المتواضع (المركز ال 172 في تصنيف الفيفا). فبوجه شاحب يفتقد للروح كان ابناء المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة خارج الاطار وساهموا مساهمة فعالة في اهداء منتخب وجمهور وسط افريقيا فوزا يعد تاريخيا بالنسبة إليهم. وبهذه النتيجة يكون المنتخب الوطني الجزائري الذي يحتل المركز الاخير في المجموعة الرابعة بفارق كبير عن المتصدرين (المغرب ووسط افريقيا) وقد قلص بشكل كبير من حظوظه في التاهل الى نهائيات كاس افريقيا 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية. ومن جانبه سقط منتخب نيجيريا الذي لا يزال بدون مدرب بكوناكري امام غينيا(1-0) بفضل الهدف الذي سجله كيفن في الدقيقة الخامسة. وبهذه النتيجة يحتل المنتخب النيجيري المركز الثاني في المجموعة الثانية رفقة منتخب اثيوبيا باربع نقاط وراء منتخب غينيا الذي ينفرد بالصدارة بمجموع ست (6) نقاط. أما المنتخب الغاني الذي بلغ الدور ربع نهائي من مونديال جنوب افريقيا 2010 فقد ظهر محدودا جدا امام المنتخب السوداني بعد تعادله (0-0) أمام 60 الف مناصر ولم يتمكن من تحويل سيطرته الى فوز. وبهذا يكون المنتخب الغاني قد ضيع فرصة ذهبية للانفراد بصدارة المجموعة واكتفى باقتسام المركز الاول مع ضيفه في هذه الجولة المنتخب السوادني برصيد (4نقاط لكل منهما) . وفي المجموعة السادسة وجد المنتخب الكاميروني تحت قيادة مدربه الإسباني جافيي كليمون نفسه مجبرا على الاكتقاء بنتيجة التعادل بالقواعد امام منتخب عنيد اسمه منتخب جمهورية الكونغو الديموقراطية ب (1-1). وعليه يحتل المنتخب الكاميروني المركز الثاني في المجموعة السادسة برصيد أربع نقاط وبفارق نقطتين عن المنتخب السنغالي الذي سحق موريس ب (7-0). وفي المجموعة الثالثة اكتفى منتخب جنوب افريقيا بالتعادل امام سيراليون (0-0) في المقابلة التي جرت امس الاحد بفريتاون. وقد وجد فريق "البافانا بافانا" صعوبة كبيرة في تجاوز جدار المنتخب السيراليوني . ورغم هذا التعثر يبقى منتخب جنوب افريقيا يتصدر ترتيب المجموعة باربع نقاط متقدما على النيجر صاحب الانجاز الكبير امام النيجر (الفوز ب1-0) بفضل الهدف الذي سجله موسى معزو في الدقيقة ال 34 . أما منتخب الفراعنة صاحب التتويج الافريقي لثلاث مرات متتالية فلم تشفع له خبرته الواسعة في المنافسة بتواجده في ذيل المجموعة الثالثة برصيد نقطة واحدة. ويبقى منتخب كوت ديفوار المنتخب المونديالي الوحيد الذي تمكن من العودة بنقاط الفوز من خارج القواعد على حساب منتخب بوراندي ب (0-1) . فقد نجح رفاق كالو في الظفر بنقاط المقابلتين التي لعباها لحد الآن لكن المنتخب البنيني الذي يحتل المركز الثاني في المجموعة الثامنة لم يقل كلمته بعد. وستكون المواجهة المقبلة بين التشكيلتين مثيرة ومشوقة .