أكد وزير المالية السيد كريم جودي ان زيارة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الى الجزائر ستكون "خطوة عملاقة" في العلاقات الجزائرية الكويتية في شتى المجالات. وقال جودي في تصريح خاص لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان الزيارة ستعطي نفسا جديدا للعلاقات الجزائرية الكويتية والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية التي تدعمها قيادتيا البلدين. وأضاف ان العلاقات الجزائرية الكويتية متميزة وتشهد تطورا كبيرا في عدة مجالات بالنظر إلى إرادة البلدين في تعزيز التعاون المشترك. وأوضح جودي ان انعقاد الدورة السادسة للجنة الجزائرية الكويتية المشتركة بدولة الكويت في ماي الماضي أعطت دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين مضيفا أن الملفات التي بحثها الطرفان خلال الدورة تكتسي أهمية بالغة . وأوضح وزير المالية أن تلك الدورة كانت إيجابية لأنها أعطت دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية بين الجزائر والكويت وحافزا لتوطيد التعاون والتنسيق المستمر بين البلدين في شتى المسائل التنموية والاقتصادية والتجارية. ودعا وزير المالية المستثمرين الكويتيين إلى استغلال الامتيازات التي توفرها السوق الجزائرية خصوصا خلال السنوات الخمس القادمة حيث تعمل الحكومة الجزائرية على انجاز العديد من المشاريع الكبرى في قطاع البتروكيماويات والزراعة والحديد والصلب والطاقة والسياحة إضافة إلى الخدمات المالية والتي تحتاج إلى الخبرة والتجربة والكفاءات العالية. وكانت العاصمة الجزائرية قد احتضنت في نوفمبر 2008 الدورة الخامسة للجنة الجزائرية الكويتية المشتركة برئاسة كل من وزير المالية الجزائري كريم جودي ونظيره الكويتي مصطفى جاسم الشمالي والتي اختتمت بالتوقيع على عدة اتفاقيات و مذكرات تفاهم بين البلدين. ووقع البلدان أيضا على بروتوكول التعاون المشترك بين غرفة تجارة وصناعة الكويت وغرفة التجارة والصناعة الجزائرية واتفاق التعاون في مجال الأرشيف وتبادل المطبوعات والمعلومات والخبراء والتدريب. كما وقع الطرفان على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب والرياضة ومذكرة تفاهم في مجال الشؤون الدينية والأوقاف ومذكرة تفاهم خاصة بالطيران المدني لزيادة عدد رحلات الركاب والشحن والتعاون بين شركات الطيران الوطنية للدخول في ترتيبات الرمز المشترك. وتقدر الاستثمارات الكويتية بالجزائر بأكثر من مليار دولار لتتصدر بذلك الكويت المرتبة الثالثة من بين المستثمرين العرب في الجزائر في مجال البنوك و الفنادق. وكان وزير التجارة قد أكد قبل يومين على أن زيارة أمير دولة الكويت إلى الجزائر تمثل فرصة لدعم العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين الشقيقين. وشدد بن بادة على اهمية تطوير العلاقات الجزائرية الكويتية في شتى المجالات لاسيما في المجال التجاري، مضيفا أن الجزائر مهتمة بتعزيز التعاون التجاري مشيرا الى ان حجم المبادلات بين البلدين بلغ 11 مليون دولار امريكي في عام 2009 وهو رقم مرشح للارتفاع في ظل الارادة السياسية لدى البلدين لتوسيع التعاون فيما بينهما، كما ثمن الوزير الجزائري بالدور الريادي لدولة الكويت في طرح ومعالجة قضايا اقتصادية واجتماعية مرتبطة بالوطن العربي عبر احتضانها لأول قمة عربية اقتصادية اجتماعية في شهر يناير عام 2009. وفي سياق متصل أشاد عضو الحكومة بمبادرة حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في هذه القمة عن طريق إنشاء الصندوق العربي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للقطاع الخاص وهي مبادرة أيدتها الجزائر معتبرا اياها بادرة خير تعود بالنفع على الدول العربية كاملة. وقال ان هذه القمة تبقى "محطة تاريخية في مجال التعاون الاقتصادي العربي وكانت ناجحة بكل المقاييس" لاسيما انها كانت اول قمة عربية اجتماعية واقتصادية وتنموية واستضافتها الكويت الامر الذي من شأنه ان يكون له انعكاسات ايجابية في القرارات التي تنبثق عنها وخطوة عملاقة نحو عقد قمم أخرى. ودعا الوزير الجزائري الى تكثيف تبادل الزيارات بين المسؤولين ورجال الأعمال من اجل اعطاء دفع قوي للاستثمارات الكويتية في الجزائر. وأشاد بتجربة الكويت الرائدة في عدة قطاعات من بينها قطاع المصارف والسياحة مشيرا الى ان الجزائر تحتاج الى الخبرة الكويتية في هذين القطاعين الهامين في تطور اي بلد.