عين فرانين و مرسى الحجّاج أوّل مشروع لتحرير مناطق الاستثمار بعد 27 سنة من الاهمال مع اقتراب كل موسم اصطياف تتهيّأ السلطات المحلية لوهران لاستقبال الملايين من المصطافين و السّياح الذين يحجّون إلى الشواطئ من كل مكان و في كل سنّة تعدّ العدّة و تخصّص الملايين لتوفير المرافق العمومية و الخدمات حتى يهنأ المصطافون بوسم جميل و هادئ ،لكن في كل عام تتكرّر نفس المشاكل و تبقى النقائص موجودة و تزداد شكاوي المواطنين من تدهور حالة المناطق السياحية و الفوضى و قلّة المرافق العمومية و الخدماتية و هياكل الاستقبال و احتلال أصحاب حق الامتياز لأغلب الشواطئ فيمنعونها عن عامة النّاس بموجب حق الاستغلال و كأنها ملكيات خاصّة ،و بالتالي تكلّل أغلب المواسم بالفشل رغم ما صرف لأجلها و التحضيرات المكثّفة للّجان المعنية و طيلة السنوات الفارطة طرح كل هذا بل و أخد على محمل الجدّ من طرف السلطات الولائية بدليل أنها تبنّت مشروع ترقية وهران إلى مصاف الحضائر لمكانتها الاقتصادية و السياحية .لكن كل ما أنجز أو عرض كمشروع ظلّ مجرّد حلول سطحية لمشاكل السياحة بالولاية دون أي إطار قانوني أو توجيهي فالأهم من تخصيص البرامج و الأموال يظل منعدما أي مخطّطات التهيئة السياحية ،فحتى يومنا هذا لا تحوز ولايتنا الساحلية على أي مخطّط لتهيئة مناطق التوسّع السياحي التسعة الموجودة بها بعد مضي 27 سنة على تصنيفها و يتعلّق الأمر ب "مداغ1 و مداغ2 و الرأس الأبيض و رأس فلكون و عين فرانين و كريشتل و كاب كاربون و مرسى الحجّاج و الأندلسيات" ،و الغريب أنه طيلة هذه السنوات لم يتم التفكير في تحضير مخطّطات لتهيئة المناطق المذكورة أو على الأقل غاب التنفيذ "1700 هكتار المتبقية عرضة للاستغلال العشوائي" و ظلّت المناطق السياحية عرضة للإهمال و غزو الاسمنت فالتهم البناء و التجمعات السكنية الفوضوية ما بين 50 إلى 90 بالمائة منها ، و خير دليل على ذلك منطقة التوسّع السياحي كاب كاربون بأرزيو ،حيث كانت تضمّ قبل 30 سنة مئات الهكتارات من المساحات الصالحة لاحتضان مشاريع و قرى سياحية بامتياز ،فالمنطقة جميلة جدّا و موقعها جذّاب لكنها اختفت بعدما غطّى العمران و البيوت الفوضوية 99 بالمائة منها يؤكّد مدير السياحة بالنيابة بلعباس قايم بن عمر. و في شهر أوت الماضي عاينت لجنة وزارية المكان بغرض إطلاق مخطّط تهيئة خاص به لكن اتّضح بأن لا شيء بقي يصلح يضيف ذات المصدر و عليه تقرّر إلغاء منطقة التوسّع السياحي لكاب كربون بعد موافقة وزارة السياحة و الملف ينتظر التأشير و بذلك سيصبح عدد المناطق ثمانية و بدون أي مخطّط تهيئة جاهز و ما بقي من المناطق الصالحة للتّوسّع بالولاية حوالي 1700 هكتار هي اليوم عرضة للإهمال و الاستغلال العشوائي إن لم تسرع السلطات المحلية في استرجاعها و تأطيرها وإلى غاية نهاية السنة الماضية أطلقت مديرية السياحة لوهران تنفيذا لتعليمات الوصاية مشروع إنجاز مخطّطي التهيئة لمنطقتي مرسى الحجاج و عين فرانين الساحليتين ،و المهمّة أسندت للوكالة الوطنية للتنمية السياحية و كلّفت 6.6 مليون دج ،و أنهت الوكالة المراحل الثلاثة للدراستين و الملف موجود حاليا على مستوى المجلس الشعبي الولائي للمصادقة و من تمّ التأشير عليه من طرف وزارة السياحة و العملية قد تستغرق 3 أو 4 شهور حتى تفتح المنطقتين للاستثمار المحلي أو الأجنبي بإشراك اللّجنة الولائية لترقية الاستثمار "كالبي" ،و هذان المخطّطان سيحدّدان المساحة المستغلّة و كيفية توجيه الاستثمار و طبيعة المشاريع السياحية المناسبة لها و دفاتر الشروط و غيرها. و نشير بأن المشروع تقوده لجنة ولائية تضمّ ممثّلين عن عدّة قطاعات منها السياحة و أملاك الدولة و مديرية الشؤون الدينية بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم 07 /86 و الهدف من هذا كلّه هو وضع أجهزة توجيه و تخطيط لمناطق التوسّع السياحي تكون بمثابة الإطار القانوني الذي يسمح بتحرير الأوعية العقارية للاستثمار و احتياجاتها من تهيئة قاعدية .و للتذكير كانت منطقتي مداغ1 و مداغ2 قبل سنوات محطّ اهتمام بعض المستثمرين و رجال أعمال جزائريين و أجانب و اقترحوا مشاريع كبرى لتحويلهما إلى قرى سياحية راقية لكنها لم تر النّور لانعدام المخطّطات المذكورة و مع قرب فتح عين فرانين و مرسى الحجّاج للاستثمار ،أطلقت المديرية مع بداية العام الجاري الدراسات الخاصة بإعداد مخطّطات التهيئة لمناطق التوسّع السياحي الأخرى باستثناء كاب كاربون التي سقطت من القائمة