تعديل الدستور سيكون خلال الأشهر القادمة دعا، وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيّب بلعيز، إلى التعجيل بعقد ندوة دولية تحت إشراف الأممالمتحدة لمناقشة ظاهرة الإرهاب من جميع جوانبها وتقديم الحلول لمعالجة أسبابها ودوافعها الحقيقية ومصادر تمويلها، ناهيك عن الإسراع في إبرام اتفاقية دولية شاملة للإرهاب الدولي تعرف به بشكل محدّد ودقيق، وتميز بينه وبين ما ينسب إلى قيم ومبادئ الأديان. جاء ذلك في كلمة وزير العدل حافظ الأختام، الطيب بلعيز، بمناسبة افتتاح الدورة الثانية والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب التي انعقدت أمس بقصر الأمم، بالعاصمة، حيث طغت الدعوة إلى تعزيز الأمن العربي المشترك وتفعيل آليات التصدي للإرهاب على أشغال المجلس التي جرت اغلبها في جلسة مغلقة. وفي هذا الصدد حذر بلعيز من تفاقم التهديدات والتحديات الأمنية الخاصة التي تواجه المنطقة العربية، مما تستدعي مضاعفة حجم المسؤوليات والأعباء الملقاة على عاتق المجلس وذلك بتفعيل التنسيق والتشاور والتعاون واتخاذ التدابير العملية الكفيلة برفع التحديات . ووصف بلعيز في سياق حديثه عن ظروف انعقاد هذه الدورة بالاستثنائية للغاية، والتي يطبعها – حسبه – تنامي بؤر التوتر وامتداد الاضطرابات والنزاعات العنيفة واشتداد التطرف والإرهاب ، وكذا بروز العديد من الجماعات الإرهابية، تحت مسميات مختلفة، قبل أن يضيف- أنها وصلت الى أبشع وأشنع أعمال الإجرام والدمار ، ضمن خطط منهجة عابرة للأوطان مع نية مبيتة لضرب استقرار البلدان العربية وزرع أسباب الانشقاق والتفكك وقدم بلعيز في هذا الصدد المقاربة التي تتبناها الجزائر والتي تشمل المحاور الأمنية، التنمية الاقتصادية والاجتماعية قصد استئصال أسباب الإرهاب والحد من انتشاره والقضاء عليه، مستدلا في هذا الصدد بما عاشته الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي من عمليات همجية هددت صميم وجودها ". وتطرق بلعيز إلى تبعات هذا الوضع الذي شكل فرصة سانحة لقوى التعصب والتطرف، هذا إلى جانب ظواهر أخرى إجرامية لا تقل تهديدا وخطورة كالاتجار بالمخدرات والأسلحة، الهجرة غير الشرعية وتبييض الأموال والجريمة الالكترونية، باعتبارها مصدرا لتمويل الإرهاب أو وسيلة من وسائله. الدعوة لاستحداث أجهزة وهيئات تتلاءم والتحديات الأمنية كما، دعا، وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات الداخلية، لاستحداث اجهزة وهيئات تتلاءم والتحديات الأمنية الراهنة بما يضمن نجاعة الخطط الأمنية المعتمدة، مستشهدا بالجريمة الالكترونية لارتباطها بظاهرة الإرهاب، والتي تستدعي آليات لتفعيل الرقابة الالكترونية. كما أبرز بلعيز معالم الإستراتيجية الجزائرية في مواجهة التحديات التي فرضها الإرهاب الدموي بالعمل المستمر على دعم أجهزتها الأمنية وتطويرها ضمن خطط عملياتية منسقة بين كل المصالح الأمنية المعنية، تحين بشكل دوري ومستمر، بالإضافة إلى إشراك المواطن في المعادلة الأمنية بتعزيز علاقات الثقة بينه وبين رجل الأمن. في سياق مغاير، أكد، وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، أن تعديل الدستور سيكون خلال الأشهر القادمة استكمالا للإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية. وفي الاخير استبعد، بلعيز، ان يفضي الحل الأمني وحده للقضاء على الظواهر الإرهابية التي تتطلب عوامل اخرى باقحام التربية والمجتمع المدني، مشيرال الى الدور المنوط برجال الدين في تصحيح المفاهيم الخاطئة المنسوبة عنوة الى الدين السلامي الحنيف ووضع مقاربة شاملة من شانها الوقاية من الارهاب ومكافحته ، مستشهدا بالتجربة الجزائرية ومن جهة اخرى في العشرية السوداء والتي تمكنت من خلال تطوير أجهزتها الامنية وخططها العملياتية من دحر الارهاب ، يضاف اليها سن قوانين لاعادة السلم واستتباب الأمن منها قانون الرحمة، والوئام المدني ومن ثم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. محمد بن علي كومان يدعو الى تحيين الاستراتيجية الأمنية العربية ومن جهته تقدم الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب السيد "محمد بن علي كومان "، بالشكر لرئيس الجمهورية على رعايته للدورة ، منوها بمجهوداته الحثيثة في رأب الصدع العربي وتعزيز العمل العربي المشترك معجبا من جهة ثانية بمناخ السلم والماء الذي تعيشه الجزائر وخلال مداخلته أمام المجلس وصف ما تعيشه البلدان العربية اليوم وبعد استفحال ظاهرة الارهاب بالواقع المرير الذي يقتضي تظافر الجهود للجميع وتبادل التجارب والخبرات ، مع استلهام المقاربات الناجحة في مكافحة الارهاب ، سيما التجربة الجزائرية الفريدة التي سمحت من الخروج من سنوات الجمر هذا الى جانب تقييم أدوات العمل الأمني العربي وتكييفها مع المتغيرات المتسارعة من خلال ما سيقوم به المجلس لاحقا في تطوير الاستراتيجية الأمنية العربية ، آخذا في الاعتبار المستجدات التي تسهم في تفاقم هذه الافة من ازدياد النزاعات المسلحة وبؤر التوتر. مذكرا بفضل الجزائر في بعث الاستراتيجية وتحيينها لثاني مرة بعد 15 سنة